صراحة نيوز – على رغم انشغال الساحة الفلسطينية بإعلان الإدارة الأميركية «صفقة القرن»، إلا أن صراع وراثة رئيس السلطة محمود عباس لا يزال مشتعلاً، ولا سيما لدى غريمه المفصول من حركة «فتح»، محمد دحلان، الذي يسابق الزمن في ترتيب وضع تياره المسمى «الإصلاحي».
وجاء في معلومات متداولة انه وضمن مساعيه لتأسيس أطره النقابيةأنشأ أخيراً مكتباً مركزياً لصحافيّيه على غرار «المكتب الحركي لصحافيّي فتح» فيما يعمل على إنشاء مؤسسات إعلامية في قطاع غزة وأنه تمكن بمساعدة احد تابعيه في الاردن على انشاء قناة تلفزيونية .
وتترافق تلك الجهود مع العمل على إعادة إحياء مؤتمر «عين السخنة» بنسخته الثانية، على أن يجري فيه «استهداف طاقات إعلامية وحقوقية»، كما تقول مصادر مقرّبة من التيار.
وعلى الرغم من أن دحلان لا يظهر مباشرة في الترتيب لمثل لقاءات كهذه، إلا أن القائمين عليها وجوهٌ معروفة بقربها من تياره، وكانت تصدّرت النقاش في مؤتمرات شبيهة.
ويقول هؤلاء إنهم يعدّون لاستضافة دورات ومخيّمات أخرى في مصر بعد المؤتمر، وذلك في ظلّ التوجّه إلى التركيز على الجانبين الإعلامي والحقوقي، واستهداف فئة الشباب تحديداً، وسط اجتماعات مكثفة يشهدها التيار «الإصلاحي» منذ إعلان رئيس السلطة نيته إجراء الانتخابات.
وبالطبع، لا يخرج كلّ ما ينوي دحلان فعله في مصر عن رعاية السلطات هناك، التي رعت في وقت سابق، عبر «المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط» القريب من جهاز المخابرات، مؤتمر «عين السخنة» الأول، الذي أثار حفيظة السلطة.
وتتوازى هذه الرعاية ، التي تقتضي تسهيل وصول العشرات من الشبان الغزّيين واستضافتهم، مع دخول مباشر على خطّ الترويج لدور أكبر للقيادي «الفتحاوي» مروان البرغوثي، الذي تحوّل إلى خصم آخر لعباس.
وفي هذا السياق، يشتكي مسؤولون مقرّبون من «أبو مازن» من موقف «الرباعية العربية» (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) التي دعم أطرافها «صفقة القرن»، وهم أنفسهم مَن يرون في دحلان رجل المرحلة المقبلة.
ومن هنا، يُفهم جزء من الأسباب التي تجعل «فتح» مصرّة على زيارة غزة وعودة العمل على ملف المصالحة.