دمشق- أعلنت وزارة الخارجية السورية اليوم الخميس فتح معبر لخروج المدنيين الراغبين من المنطقة التي تشهد تصعيداً عسكرياً منذ أشهر في إدلب ومحيطها في شمال غرب البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ويأتي إعلان دمشق فتح المعبر غداة سيطرة القوات الحكومية على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في محافظة إدلب، وحصارها منطقة واسعة ممتدة من جنوب المدينة وصولاً إلى ريف محافظة حماة الشمالي المحاذي لإدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشمل المنطقة المحاصرة بلدة مورك حيث تقع أكبر نقطة مراقبة تركية موجودة بموجب تفاهم روسي تركي.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، بحسب سانا، “تعلن الجمهورية العربية السورية عن فتح معبر انساني في منطقة صوران في ريف حماة الشمالي بحماية قوات الجيش العربي السوري”، مشيراً إلى أن الهدف منه هو “تمكين المواطنين الراغبين في الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في ريف حماة الشمالي وادلب الجنوبي”.
ويؤدي هذا المعبر الى مناطق سيطرة النظام في محافظة حماة (وسط).
وكانت تلك المنطقة شهدت خلال الأشهر الماضية موجات نزوح ضخمة، وفرّ الجزء الأكبر من سكانها إلى شمال إدلب، على وقع التصعيد العسكري الذي بدأته قوات النظام وحليفتها روسيا في نهاية نيسان/أبريل، وما تخلله من قصف جوي عنيف وتقدم ميداني على الأرض.
وأحصت الأمم المتحدة منذ نهاية نيسان/أبريل فرار أكثر من 400 ألف شخص من المنطقة باتجاه مناطق أكثر أمناً خصوصاً بالقرب من الحدود التركية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق ريف حماة الشمالي التي لم تدخلها القوات الحكومية بعد باتت شبه خالية من السكان، كما فرّ الجزء الأكبر من أهالي ريف إدلب الجنوبي.
وعادة ما تلجأ قوات النظام إلى استراتيجية فتح المعابر أمام المدنيين ليخرجوا بعد حصار مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة باتت على وشك استعادة السيطرة عليها، إن عبر اتفاقات الإجلاء أو عبر عمل عسكري.
وحققت قوات النظام الأربعاء أبرز تقدم لها في المنطقة بسيطرتها على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي حيث يمر الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب شمالاً بالعاصمة دمشق.
وتمكنت قوات النظام بذلك من فرض حصار على منطقة ممتدة من جنوب خان شيخون إلى ريف حماة الشمالي، وأغلقت كافة المنافذ أمام القوات التركية المتواجدة في بلدة مورك، وفق المرصد.
وكان المرصد أفاد الثلاثاء عن انسحاب فصائل المعارضة للنظام من ريف حماة الشمالي، الأمر الذي نفته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
وتسيطر الهيئة على الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومحيطها حيث تنتشر أيضاً فصائل معارضة أقل نفوذاً تشارك في قتال قوات النظام.