صراحة نيوز – افتتح المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس امنائها الدكتور عدنان بدران صباح اليوم فعاليات المؤتمر الاقتصادي الدولي الثالث “قضايا معاصرة في عالم المال والاعمال” الذي نظمته الجمعية الاردنية للبحث العلمي بدعم من جامعة البتراء وبمشاركة عربية واقليمية ودولية واسعة.
وقال بدران ان الاردن رغم انه نجح من خلال القطاعين العام والخاص في توفير بيئة تعليمية جيدة من حيث عدد المدارس والمعاهد والجامعات نسبة الى السكان، الا انه يتوجب عليه اعداد مخرجات تعليمية وبحثية مستنيرة تدير محركات النمو بطاقاته الكامنة الهائلة نحو الاقتصاد المعرفي الذي أصبح يدر البلايين من الدولارات في رفع معدل الانتاج المحلي لدول ناشئة كثيرة اصبحت تنافس الدول الصناعية الكبرى.
واضاف “يتوجب علينا نقل حاضنات التعلم من بيئته وكينونته الحالية الى بيئة ابداعية متقدمة لتكون الرافعات الحقيقية للانتقال من وطن ريعي تفشت فيه البطالة والعجز المالي والمديونية الضخمة الى وطن منتج وديناميكي يتخرج الرأسمال البشري سنويا من جامعاته ومعاهده ومدارسه ويحمل ماركة الجودة والتنافسية والفكر الناقد الذي يجابه المشكلات والمعوقات والتحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية ويتفوق عليها”.
واكد ان التعليم يعد صناعة بالدرجة الاولى وغدا راس مال بشري ولدينا في الاردن تجربة حية حيث ان الدارسين في الجامعات الاردنية من خارج الاردن يحققون دخلا سنويا ثابتا وصل الى ما يزيد على 300 مليون دينار سنويا اضافة الى توفير الهدر المالي الناجم عن ذهاب قطاع كبير من طلبتنا للدراسة في الخارج بعد ان اتاح لهم التعليم الخاص والعام مجالا للبقاء في بلدهم، مشيرا الى ان من مؤشرات البنك المركزي لميزان العملات ان تحويلات المغتربين تجاوزت ثلاثة الاف مليون دولار سنويا، ويعود الفضل الاكبر فيها للتعليم ومخرجاته، ولذلك عندما نتحدث عن اقتصاد معرفي ومجتمع معرفة فإننا نتحدث اولا عن حاضنات هذا الاقتصاد المعرفي المتمثلة بالجامعات والمؤسسات التعليمية العالية والذي ينبغي تميز مدخلاتها ومخرجاتها من اجل جودتها.
واكد اهمية الشراكة بين الجامعات والصناعة والافادة من مخرجات البحوث العلمية، وزيادة حجم الدعم من القطاع الخاص للبحث العلمي كما يحدث في الدول المتقدمة، مشيرا الى ان دعم البحث العلمي يعتمد في 70 بالمائة منه على الدعم الحكومي.
وقال رئيس المؤتمر رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي الدكتور انور البطيخي، انه في ضوء متابعة الجمعية للمستجدات الاقتصادية على الساحة المحلية والدولية ولما كان الاقتصاد الاردني محط اعجاب وتقدير لما يتمتع به من مرونة كافية رغم الضغوطات والعقبات، جاء هذا المؤتمر الاقتصادي للوقوف على واقع الاقتصاد الاردني برؤى مستقبلية يحدوها الامل والتفاؤل في زمن عز فيه الامل بغد مشرق.
واضاف، ان الاقتصاد الاردني شأنه شأن غيره من اقتصادات المنطقة عانى ظروفا انكماشية بفعل تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية والعالمية اضافة الى ما بات يعرف بالربيع العربي، وقد اجتازه الاردن بفضل الله وحكمة القيادة الهاشمية، مشيرا الى ان التطورات الاقليمية الاخرى عززت حالة الغموض في البيئة التي نعيش وبالتالي ظهور حالة من عدم التأكد والتنبؤ بما قد يكون عليه حالة الانتاج والاستثمار والاستهلاك والتوظيف حيث انعكس على عجز الموازنة في السنوات السابقة.
واشار الى ان الحكومة الاردنية وضعت تدابير واجراءات للعودة الى مستويات النمو السابقة وتحقيق نمو بواقع 3 بالمائة، كما كشفت البيانات الختامية الصادرة عن البنك المركزي عن التحسن الذي طرأ على البنود الايجابية المكونة لميزان المدفوعات لا سيما تلك المتعلقة بتدفق الاموال الواردة للمملكة وتحقيق وفورات في عدد من ارصدة الحسابات والموازين الاخرى المكونة للميزان ذاته حيث تراجع عجز الحساب الجاري بميزان المدفوعات كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي بواقع خمس نقاط مئوية وهذا بمثابة مؤشر ايجابي في الاتجاه الصحيح.
وعرض رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور احمد صيام لمحاور المؤتمر والمواضيع المطروحة للنقاش ومن ابرزها محور قضايا مالية ومصرفية معاصرة، وقضايا المال والاعمال الالكترونية والادارية المعاصرة، وقضايا الاقتصاد والمعرفة والتسويق والريادة التي تتضمن اوراق عمل ومداخلات متخصصة.
واشار مساعد رئيس جامعة البترا الدكتور رفيق عمر الى ان المؤتمر يهدف الى التعريف بأهم القضايا المعاصرة في عالم المال والاعمال وتحليلها واستعراض بعض التجارب العملية الناجحة للاستفادة منها وتحقيق الشراكة الفاعلة بين القطاع الأكاديمي وقطاع الاعمال بشقيه العام والخاص.
واستعرض تجربة جامعة البترا الرائدة في عقد ورشة عمل كمشروع وطني بمشاركة جميع الجهات الحكومة والخاصة ذات العلاقة والتي تم من خلالها مراجعة وتحديث المجالات المعرفية المعتمدة منذ سنين لتخصصات علوم الاعمال في الجامعات العاملة في المملكة.
والقى المتحدث الرئيس في المؤتمر البروفيسور ميشيل بولاكيس كلمة استعرض خلالها حالة المشاريع الاقتصادية المدعومة من الاتحاد الاوروبي في الاردن.
يشار الى ان الجمعية الاردنية للبحث العلمي ستعمل على توثيق توصيات المؤتمر وتعميمها على مختلف الجهات ذات العلاقة اضافة الى اصحاب القرار ليصار الى الاستفادة منها.
ويغطي المؤتمر ثلاث محاور هي القضايا المالية والمصرفية المعاصرة، وقضايا المال والأعمال الإلكترونية والإدارية المعاصرة، وقضايا الاقتصاد والمعرفة والتسويق والريادة.
وشارك في كل من الدكتور جواد العناني والدكتور محمد الحلايقة والدكتور محمد أبو حمور والدكتور منذر الشرع والدكتور رضا الخوالدة والدكتور بشير الزعبي والدكتور محمد عدينات والدكتورة سهير الجاغوب والدكتور فؤاد بسيسو وآخرون.