الثورة الصناعية الرابعة تفرض تحديات على المنظومات التعليمية في رفد التنمية المستدامة بعناصر مدربة وقادرة على التعامل مع التكنولوجيا
جائحة كورونا رفعت معدلات البطالة بما يؤثر على التنمية والشباب أقل من 30 عاماً يشكلون ثلثي سكان الوطن العربي
وسائل الإعلام الجديد تنقل خطاباً موازياً للتربية والثقافة ونحتاج ثورة تعليمية بيضاء لإحداث التوازن في المجتمع
عمّان– شارك د.محمد أبوحمور وزير المالية الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي بكلمة رئيسية عبر تقنية الاتصال المرئي في حفل افتتاح المؤتمر الدولي العاشر “التعليم في الوطن العربي : تحديات الحاضر واستشراف المستقبل”، برعاية صاحبة السمو الملكي الشيخة نورة آل سعود الرئيسة الفخرية لمركز كامبريدج للبحوث، وذلك مساء يوم الأحد 27/9/2020، ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام بتنظيم من مدارس الفجر الجديد النموذجية في مدينة القدس، بالشراكة مع مركز لندن للبحوث والاستشارات الاجتماعية الذي يرعى رئيسه د.ناصر الفضلي أعمال المؤتمر، إلى جانب مركز كامبريدج.
وقال د.أبوحمور عضو مجلس إدارة مركز لندن في كلمته : إننا نعيش متغيّرات متسارعة في الوطن العربي، تتداخل فيها عوامل الصراع وآثارها على مختلف مناحي الحياة، وتبرزُ أمامنا تحديات على مختلف الصعد، مما يفرض علينا اعتماد المعايير الموضوعية، والتخطيط العلمي السليم للتعامل مع المستجدات، وبما يفرض الأولوية الكبرى المتمثلة في بناء الإنسان روحياً وفكرياً ومعرفياً .
وأضاف د.أبوحمور أنه خلال هذا العقد من القرن الحادي والعشرين يبرز التحدي الأكثر خطورة المتعلق بالتربية والتعليم، في ظل دخول العالم الثورة الصناعية الرابعة، ألا وهو قدرة التعليم والمنظومات التعليمية على رفد التنمية المستدامة بعناصر الاستدامة البشرية المدربة والقادرة على التعامل مع التكنولوجيا، وبالتالي التمكين لدخول عصر المعرفة وبناء مجتمع الإنتاج .
وأشار د.أبوحمور إلى أن الخبراء والباحثين يتحدثون عن صعوبة السيطرة على ارتفاع معدلات البطالة في الوطن العربي، وخاصة مع تداعيات جائحة كورونا التي رفعت معدلات البطالة نحو مستوى من المؤشرات الخطيرة على التنمية والاستقرار في المستقبل غير البعيد . وقال: إن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً يشكلون ثلثي سكان الوطن العربي، ونصف هؤلاء الشباب ضمن الشريحة العُمرية 15-29 سنة، ويتوقع أن تصل الزيادة السكانية في هذه المنطقة عام 2050 إلى 604 مليون نسمة، مع الزيادة في نسبة الشباب تبعاً لذلك؛ موضحاً أن كل هذه المعطيات تؤشر على الخطر المترتب نتيجة عدم الإسراع في إصلاح المنظومات التعليمية الذي سيفرز مزيداً من التحديات والأزمات على أكثر من صعيد. فالوظائف مستقبلاً ستكون رهن الأتمتة بنسبة لا تقل عن 50%، وهناك 50% من الوظائف الجديدة غير المعروفة حالياً ستظهر في المستقبل غير البعيد نتيجة إطلاق أنشطة اقتصادية جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا.
وقال د.أبوحمور: إن العالم العربي مُطالَب اليوم بحركة نشطة لإصلاح التعليم بمختلف مستوياته، فضلاً عن الاهتمام بالتعليم الإلكتروني والتربية الإعلامية في عصرٍ باتت فيه وسائل الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي تنقل خطاباً موازياً للمؤسسات التربوية والثقافية في المجتمع، لمختلف الفئات العمرية، وهو تحدٍ متشعب من المزايا والأخطار، يحتاج التعامل معه إلى ثورة تربوية وتعليمية بيضاء لإحداث التوازن المطلوب ثقافياً واجتماعياً .
يذكر أن المؤتمر الذي تشارك فيه شخصيات وزارية وبرلمانية وأكاديمية وتربوية وإعلامية إلى جانب العديد من الباحثين والخبراء من عدة دول عربية والمهجر، يبحث ضمن محاوره الخمسة القيادة التربوية في ظل التعليم الحديث المعاصر، وقضايا معاصرة في التربية الخاصة، وتكنولوجيا التعليم والتعلم، والقيادة التربوية وضمان الجودة، ووسائل الإعلام ودورها في التنشئة .