رئاسة كازاخستان لمجلس الامن .. ميدان جديد تثبت من خلاله رؤيتها لعالم اكثر عدلا.

29 يناير 2018
رئاسة كازاخستان لمجلس الامن .. ميدان جديد تثبت من خلاله رؤيتها لعالم اكثر عدلا.

صراحة نيوز – أيمن عبد الحفيظ 

تعد رئاسة جمهورية كازاخستان لمجلس الامن الدولي، والتي تنتهي مع نهاية الشهر الحالي ميدانا جديدا تثبت من خلاله الجمهورية الشابة رؤيتها بتعزيز الشراكة العالمية من اجل بناء عالم آمن وعادل ومزدهر وفق ما عبر عنه عنها رئيس الجمهورية “نور سلطان نزارباييف “.

“كازاخستان” التي تسلمت رئاسة المجلس مطلع شهر كانون الثاني الحالي، هذا المنصب، والتي يعرفها الجميع بأنها دولة حديثة وطموحة، فرضت ذاتها على الساحة الدولية، من خلال مبادرات عالمية، ترمي لصنع السلام في الصراعات الدولية، وتعد ايضا مقاتلا عنيدا ضد الإرهاب والتطرف.

ففي الثامن عشر من شهر كانون الثاني الحالي زار رئيس الجمهورية الكازاخستانية الولايات المتحدة الأميركية حيث إلتقى نظيره الأميركي “دونالد ترامب”، حيث اجرى نزارباييف لقاءات عالية المستوى مع اعضاء مجلس الامن الدولى فى نيويورك، حيث بحث معهم موضوع “عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل بالاضافة الى اجراءات بناء الثقة”.

الاختراق الأفغاني

اللقاء بين الزعيمين “نزارباييف وترامب” حظي باهتمام مختلف الدول خاصة وان رئيس جمهورية كازاخستان كان من اوائل القادة الذي التقى الرئيس الأميركي بعد مضي عام واحد على تسلمه الرئاسة الاميركية.

وهنالك على جدول اعمال الرئيس نزارباييف التقى مع رئيس روسيا الاتحادية “فلاديمير بوتين” حيث يعقد الزعيمان اجتماعا رسميا.

“ييرلان كارين” عالم السياسة، رئيس المجلس الكازاخستاني للعلاقات الخارجية وصف خلال حديثه لوسائل الاعلام العالمية ان زيارة “نزارباييف” للولايات المتحدة بانها “اهم حدث”، وامر بالغ الاهمية بالنسبة لاحتمال التعاون بين الجمهوريتين الكازاخستانية – الاميركية فى المستقبل، تحديدا العلاقة بين اسيا الوسطى والولايات المتحدة ، ودور الولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم.

ويعد الحدث ايضا هاما في سياق العلاقات الدولية، سيما وان الجمهورية الكازاخستانية باتت معروفة عالميا بفعاليتها الايجابية النشطة في مختلف الحوارات العالمية، وتجسد منصة أستانا للتفاوض حول سوريا هذا الدور.

“القضية الافغانية” كانت من احد المواضيع الجدية التي ناقشها الزعيمان خاصة بعد ان اعلن البيت الأبيض عن توجه لوضع استراتيجية أمريكية جديدة لأفغانستان في المستقبل القريب، إلا انه لم يتم الإفصاح عنها حتى هذه اللحظة،

وان الاستراتيجية الأفغانية هي أحد الجوانب الرئيسية للسياسة الداخلية الأمريكية، ومؤشر على الإدارات الأميركية التعامل معه وتقديم الحلول لهذه القضية.

وعالميا نأى المجتمع الدولي بنفسه عن المشاكل في افغانستان فيما أعلنت بعثة الأمم المتحدة عن مقتل 18 الف مدني في أفغانستان عام 2017 خلال الصراعات المسلحة وهو رقم مقلق ويعد قياسيا والاعلى منذ بداية الحرب التي نشبت العام 2001 الماضي.

وتعد “كازاخستان” احد اهم المشاركين الإقليميين والمفاوضين النشطين في حل النزاعات، وترأس أيضا لجنة الأمم المتحدة المعنية بأفغانستان، وتعمل منسقا لمناقشة القضية الأفغانية، فإن مقترحاتها المحتملة يمكن أن تكون ذات قيمة لا تقدر بثمن.

وبهذا الخصوص قال كارين: ” ان المشاكل الأفغانية بدات تتوارى في السنتين أو الثلاث سنوات الماضية خلف الأضواء ” نرى أن الانتخابات يتم تأجيلها بدون نهاية، ويزداد عدد الضحايا بين السكان”. وأعتقد أن زيارة الرئيس نزارباييف للولايات المتحدة ستعيد تسليط الضوء على المشكلة الأفغانية والتي تؤثر أيضا على كازاخستان التي تعيش في المنطقة ذاتها وتجاور أفغانستان في حدودها.

وكما جرت العادة بان تضع “كازاخستان” لمساتها لتترك اثرا في مختلف المحافل الدولية، فقد كانت أولى مبادرات جمهورية “كازاخستان” فور تقلدها رئاسة مجلس الامن مطلع شهر كانون الثاني الحالي حيث ركز اعلام الدول المنتخبة للأعضاء الغير دائمين في المجلس وهي (كوت ديفوارا والكويت وهولندا والبيرو وبولندا وغينيا الاستوائية) وصف ممثلو العديد من البعثات في المجلس هذه الخطوة بانها مبادرة مشرقة ومن المتوقع ان تصبح هذه البادرة تقليدا جديدا في المجلس (والمبادرة حاليا قيد النظر).

وفي قراءة اولية للرئاسة الكازخستانية لمجلس الامن الدولي وخلال اول يوم عمل له، تم عرض برنامج نشاط مجلس الأمن، وكانت الموضوعات التي تم اختيارها هي الأكثر أهمية وابرزها (عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتعزيز “التكنولوجيات الخضراء”، وحل المشاكل الإنسانية في مناطق الصراعات العسكرية وحل هذه الصراعات نفسها).

وحاليا تقف امام مجلس الامن الدولي قضايا عالمية ملحة يجب مناقشتها خاصة موضوع كوريا الشمالية وإيران وميانمار وفلسطين وإسرائيل (على وجه الخصوص، ووضع القدس).

وشمل جدول اعمال شهر كانون الثاني الحالي للمجلس ايضا مناقشة مفتوحة ربع سنوية حول “الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين”، فضلا عن المناقشات المفتوحة والمغلقة والتي تضمنت الازمة في سوريا وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى ودارفور وغرب افريقيا ومنطقة الساحل وجنوب السودان ، ومالي، والصومال، وقبرص، وكولومبيا. وسيتم اعتماد ايضا عدد من القرارات والبيانات الصادرة عن رئيس مجلس الأمن الجديد.

ان أولويات كازاخستان كعضو في مجلس الأمن الدولي في الفترة 2017-2018 وردت في خطاب الرئيس نزارباييف السياسي أمام مجلس الأمن الدولي. ضمن ما يسمى “الرؤية المفاهيمية لكازاخستان بشأن تعزيز الشراكة العالمية من أجل بناء عالم آمن وعادل ومزدهر”.

وحظي البرنامج المقترح بموافقة ودعم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.وهو ما حدا بالممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبنزيا” بالاعراب عن ثقته “في نجاح عمل الوفد الكازاخستاني بصفته رئيسا للمجلس”.

كما اشارت سفيرة أمريكا “نيكي هالى” وسفراء الدول الاعضاء فى المجلس الى المحتوى الغني للبرنامج الذي أعدته كازاخستان، والذي يركز أيضا على القضايا العالمية الاكثر إلحاحا وعلى التحديات المعاصرة.

وفي القريب العاجل ينتظر المجتمع الدولي نقاشا عاصفا لقضايا تراكمت لسنوات، ان رئيس مجلس الامن للفترة الحالية عاقد العزم على اجراء حوار متعدد الأطراف من اجل حفظ السلام العالمي ” وهو لا يخفي توجهه هذا”.

وقال الممثل الدائم لكازاخستان لدى الامم المتحدة، “كيرات عمروف ” نعتقد ان علينا اليوم ان نولي المزيد من الاهتمام لبناء علاقات ثقة بين مختلف القادة السياسيين وبين الدول”.

واضاف “بدون ذلك، نعتقد ان من المستحيل حل اي مشاكل. وهو ما يفتقر إليه العالم الآن “.

الاخبار العاجلة