صراحة نيوز – قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن القضية المعروفة باسم “الفتنة” لا تكتنفها أية حالة من الغموض، وتحقيقاتها الأولية جرت في العلن بانتظار التحقيق الجزائي فيها.
وأضاف خلال لقاء مع محطة تلفزيون (فرانس 24)، أننا نعيش الآن ثورة المعلومات وفضاء واسعا وتقارير وتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصدر من جهات عدة، وفي ظل هذا الفضاء الواسع لا يمكن أن نصل إلى الحقيقة، ما يفرض لزاما تجلية الحقيقة الأمر الذي دفع بالحكومة لإصدار بيان واضح حول التحقيقات الأولية.
وفي رده على سؤال ان كانت القضية أو الأزمة قد انتهت، أجاب الفايز بأن القضية لم تنته، وبعد التحقيقات الأولية، ننتظر التحقيق الجزائي للنيابة العامة، وعندها ستتضح الحقائق كافة.
ولفت إلى أن هناك بين 14 إلى 18 متهمًا بقضية محاولة زعزعة الأمن والاستقرار الوطني سيتم التحقيق معهم، واثناء المحاكمة ستتضح الحقائق، وستعرض التفاصيل التي جرت قبل المحاكمة وخلال المحاكمة.
وبخصوص موضوع سمو الأمير حمزة، أوضح الفايز أن جلالة الملك عبدالله الثاني ارتأى حل الموضوع داخل الاسرة المالكة، فيما اصدر الأمير حمزة بيانا اكد فيه ولاءه لجلالة الملك وولي عهده.
ونفى الفايز أن يكون سمو الأمير تحت الإقامة الجبرية -كما يروج البعض-، مضيفا أن سموه ظهر مع جلالة الملك وولي العهد وعدد من الامراء اثناء زيارة المقابر المالكية في يوم مناسبة مئوية الدولة الاردنية لقراءة الفاتحة على روح جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وهو ما ينفي جميع الإشاعات التي تتحدث بأن سموه قيد الإقامة الجبرية.
وأشار إلى تصريح جلالة الملك بأن سمو الأمير حمزة يعيش في منزله وبين عائلته وفي رعاية جلالته، وهذا ينفي الإشاعات التي لا تستهدف إلا زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة.
وفي رد الفايز على سؤال لماذا لا يسمح للأمير حمزة بالتحدث ولو عبر الهاتف، أجاب أن ذلك قرار سموه الذي ارتأى ألا يتحدث بعد توقيعه البيان، بالإضافة إلى أن الاتفاق بينه سموه وسمو الأمير الحسن بن طلال، تضمن أن يبتعد الأمير حمزة عن الأضواء لحين الانتهاء من القضية.
وأشار الفايز إلى بيان الحكومة الواضح والصريح، والذي ادلى به نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية واكد فيه بالحرف الواحد “أن سمو الأمير حمزة كان له ضلع في هذه الفتنة وهناك اشخاص ساعدوه لكن جلالة الملك ارتأى حل الموضوع في اطار العائلة المالكة”.
وأضاف أن الأمير حمزة لا يمكن أن يخضع للمحاكمة لأن موضوعه حل في اطار العائلة المالكة، وأكد الأمير حمزة بدوره ولاءه لجلالة الملك ووقوفه إلى جانب سمو وولي العهد عندما وقع على الرسالة.
وحول وجود تدخل غربي لإنهاء موضوع الأمير، نفى الفايز وجود أي نوع من التدخل لأن حل الموضوع كان في اطار العائلة المالكة.
ورفض الفايز وصف ما حدث بمؤامرة أو انقلاب. وقال إن ما حدث هو محاولة زرع الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار .
وحول تورط كوشنر في الموضوع، قال الفايز “سبق أن اكدت في لقاء آخر بأنني لا اتهم أحدا، مستدركا، لكن كل الأدلة تشير إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عندما قام بدعم اسرائيل دعما مطلقا ووافق على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وضم اراض لإسرائيل من القدس والضفة الغربية وموافقته على ضم الجولان لإسرائيل ايضا، كان جلالة الملك ضد هذه السياسات لأنها كانت تسعى إلى زعزعة الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بالكامل”.
وفي رده على سؤالا يتعلق باعتقال باسم عوض الله، و”هرولة” السعودية لمعرفة ما يجري في الأردن بعد ساعات قليلة من الإعلان عن الفتنة، قال “لا توجد هرولة ولا يمكن استعمال هذا المصطلح “الهرولة” وإنما هو دعم من المملكة العربية السعودية للأردن، واتصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بجلالة الملك مؤكدين دعمهما لجلالته، كما ارسلت السعودية وفدا للأردن تؤكد دعمها ووقفها إلى جانبنا.
ورفض الفايز السؤال الذي طرحته مذيعة القناة الفرنسية بأن السعودية غيرت موقفها من الوصاية الهاشمية على القدس. وقال إن خادم الحرمين الشريفين اكد له شخصيا خلال زيارته السعودية قبل سنوات موضوع الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والسفير السعودي في عمان اكد كذلك موضوع الوصاية الهاشمية، والسعودية لم تطالب أبدا موضوع الوصاية أو تغييرها.
وحول علاقة الأردن اليوم بإدارة الرئيس الامريكي بايدن، اوضح الفايز أنها علاقة ممتازة تمتد إلى عهد الرئيس اوباما عندما كان الرئيس بايدن نائبا له، وكان هناك تواصل دائم بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس بايدن، كما أن هناك تفهما من قبل الإدارة الامريكية الحالية لمواقف الأردن.
وتابع، هذه الإدارة أعادت ايضا الدعم إلى الاونروا، كما اعادت التأكيد على أن الاراضي الفلسطينية هي اراض محتلة، واعادت الدعم ايضا إلى السلطة الفلسطينية والامور إلى طبيعتها.
وحول العلاقة التي تربط الاردن بإيران اليوم، قال الفايز، إن الأردن ضد أي دولة إقليمية تتدخل في شؤون الدول العربية، وموقف الأردن مطابق لمواقف الدول العربية، وننتظر من إيران دورا إيجابيا في الإقليم لإعادة النظر بالعلاقات معها.
وحول امكانية ان يلعب العراق دور فاعل في هذا الموضوع لتقريب وجهات النظر، قال رئيس مجلس الأعيان إن علاقاتنا مع العراق علاقات اخوية ومتينة وقوية، وقد زار جلالة الملك العراق، ورئيس الوزراء العراقي دائم التواصل مع جلالة الملك، وعلاقاتنا مع العراق استراتيجية كما أن علاقاتنا الاقتصادية مع العراق في طريقها للتحسن، بالإضافة إلى أن علاقاتنا مع العراق ليست مرهونة بعلاقاتهم مع إيران، فالعراق له وضع جيوسياسي في التعامل مع إيران، ونحن نتعامل مع العراق كدولة عربية شقيقة تشكل عمقا استراتيجيا للأردن، ونحن عمق استراتيجي للعراق.
وأوضح أن الاردن تعرض لمشاكل اقتصادية بسبب الوضع الإقليمي الذي اثر كثيرا على الوضع الاقتصادي الأردني.
وفيما يتعلق بمستقبل الأردن وإلى اين يتجه، قال الفايز انه يتجه للأفضل، مضيفا “انني دائما متفائل بمستقبل المملكة التي نحتفل بمرور مئة عام على تأسيسها”.
وتابع أن الحكم الهاشمي قوي بقوة جلالة الملك وقوة دستوره وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وبشعبه الوفي، مؤكدا أن الشعب الاردني دائما ملتف حول جلالة الملك وداعم لجلالته بالرغم من كل أصوات النشاز، مؤمنين بالتنمية السياسية والإصلاح المتدرج النابع من داخلنا وثقافتنا التي لها خصوصية تختلف عن الثقافة الغربية.
(بترا)