صراحة نيوز – بقلم الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
لقد ترددتُ كثيرا في كتابة رسالتي هذه والموجهة إلى أحد رؤساء التحرير نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها الأردن الوطن الأغلى وضرورة توحيد القوى الشريفة في مجابهة الجائحة الكبيرة للكورونا فيروس التي إجتاحت في غفلة من الزمن دول العالم . ولكنني رأيتُ أن من واجبي في هذا الظرف بالذات أن أجابه إنسانا فقد ميثاق الشرف الصحفي وأصبح عبدا لرنة هاتفه الخلوي بعد أن تم تجنيده كعميل مقابل أجر مالي يتلقى توجيهاته بالموافقة أو عدم الموافقة على نشر أي بحث أو أي مقال .
في بداية عام 1969 تم إرسالي في بعثة دراسية إلى كلية الإعلام العسكرية في مدينة إنديانابولس في معسكر بنجامين هاريسون بولاية إنديانا حيث حصلت على شهادة الإعلام التأسيسة بإمتياز وشهادة الإعلام التقدمية بإمتياز أيضا . وتعود بي الذاكرة إلى كلمات الجنرال جون كريستي أمر الكلية في حفل الإفتتاح وهو يرحب بالأخوة التلاميذ الجدد ويصف لهم أبعاد معنى الأخبار وهي في اللغة الإنجليزية (NEWS) وقال إن البعض يفسرها بأنها كل ما هو جديد والبعض الآخر يفسرها بأنها ترمز إلى جهات الكرة الأرضية الشمال والشرق والغرب والجنوب وبمفهوم أشمل أنها عملية تغطية شاملة لكل حادث جديد في كل أرجاء العالم في أسرع وقت ممكن . وإنني أنتظر منكم أيها التلاميذ الأفاضل بعد إنتهاء البرنامج الدراسي أن يتمكن كل طالب منكم حسب مفهومه وتجربته الخاصة من التوصل إلى تعريف معنى الأخبار . وإن أهم ما في عملية الحصول على الأخبار أن تثق بنفسك كي يثق بك الناس وأن تبحث عن الحقيقة بكل صدق وكرامة لأن هناك الكثير من السياسيين والمسؤولين على حد سواء لا يحبون أن تكشف للناس الحقيقة لأن غالبيتهم فاسدون .
وأنت يا سعادة رئيس التحرير حين كنت نُطفة كنتُ أحمل بندقيتي أقاتل وأطهر شوارع عاصمتي الحبيبة عمان في أحداث الأمن الداخلي . لقد قمتُ بتدريب آلالاف من ضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة والأمن العام والمخابرات العامة ولقد تشرفتُ بأن أكون أول قائد لوحدة الأمن والحماية في المخابرات العامة وكان واجبي تأمين الحماية السرية لجلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله ولقد تم ترفيعي ترفيعا إستثنائيا مرتين من قبل المغفور له الملك الحسين رحمه الله في ميادين الشرف والرجولة ولقد امتلأ صدري بالأوسمة والميداليات الذهبية بالإضافة إلى تسعة كسور وإصابتين .
وحين كنت طفلا يا سعادة رئيس التحرير تلعب في الحارات كنتُ مديرا لمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية بعد أن حصلتُ على شهادة الماجستير في إدارة الأمن القومي بإمتياز وشهادة الدكتوراه في إدارة الأمن القومي بإمتياز من جامعة جنوب كاليفورنيا وهي من أرقى جامعات العالم والجامعة الوحيدة التي لديها هذا التخصص الفريد “إدارة الأمن القومي ” ولقد قمتُ بتدريس مئات الطلبة ودبلوماسيين من وزارة الخارجية ألأردنية في مساق الإستراتيجية والأمن القومي . كما قمتُ بتأيف تسعة مؤلفات منها كتاب إدارة الأمن القومي للمملكة الأردنية الهاشمية باللغة الإنجليزية والذي ما زال المرجع الوحيد في مكتبة الكونغرس الأمريكي منذ عام 1983 . بالإضافة إلى مئات البحوث والدراسات والمقالات المنشورة والتي رفضتُ أن أقبض فلسا واحدا ثمنا أو مكافأة لنشرها .
وحين كنت طالبا في الجامعة يا سعادة رئيس التحرير كنتُ أشغل منصب مستشار لسمو ولي الأردن الأسبق وفي تلك الفترة كنت أحد المجهولين الذي ساهموا في تأسيس المعهد الدبلوماسي الأردني كما قمتُ بالمشاركة في عشرات المؤتمرات الإستراتيجية والأمنية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وروسيا والصين وهولندا وسويسرا واليونان وتركيا والعراق ومصر والأردن .
وحين كنت يا سعادة رئيس التحرير تبحث عن عمل في مقتبل حياتك الصحفية كنت أشغل منصب سفير الأردن في ليبيا .
وأنا لا ألومك أنت يا سعادة رئيس التحرير بل ألوم الجهة التي أوصلتك إلى ما أنت عليه وأنا سأظل في وضح النهار أكتب ما أعتقد أنه الحق ولا أسمح لك ولا لأي جهة كانت بالمزاودة على إخلاصي لقيادتي ووطني وأهلي ولسوف تجد مقالاتي ودراساتي طريقها للنشر في كل صحف العالم والمواقع الإعلامية رغما عنك وعن أمثالك ممن باعوا أنفسهم بثمن بخس .