صراحة نيوز – أكد روائيون أهمية الجوائز الثقافية بتنشيط حركة النشر في العالم العربي، مشيرين إلى تأثير هذه الجوائز في المشهد الثقافي العربي في السنوات الأخيرة التي شهدت الكثير من الإصدارات التي أصبحت تلاحق هذه الجوائز، وتسعى الى الظفر بها. وفي الندوة التي حملت عنوان “أهمية الجوائز الثقافية في تنشيط حركة النشر”، وأقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب مساء أمس الجمعة، أقر الروائي هاشم غرايبة بأثر كثرة الجوائز على القارئ مع أنه ليس من أصحابها ومن الذين حصلوا عليها بكثرة خلال مسيرته الابداعية. وقال إن هذا التأثير ليس بشكل مباشر على جودة المنتج، ولكنها تؤثر على رواج المنتج حيث أنها تحفز على اقتناء الكتب التي تصدر في أكثر من طبعة، وعلى ترجمة العمل الفائز الى لغات اخرى، وتساءل هل قدمت هذه الجوائز أديبا واحدا الى العالمية بعد نجيب محفوظ؟. وأضاف، قبل الجوائز كان لدينا أعلام في الأدب حاضرة في المشهد الثقافي وتركت بصمتها على الاجيال والحياة العامة للناس في كل ارجاء العالم العربي، واليوم نجوم الأدب مثل نجوم الفن والسياسة ليس لهم هذا السطوع الحاضر، وان المؤثر اليوم هو من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا في ذات الوقت ان لا مناص من الابداع والتنافس والنشر ما دام الهدف هو القارئ والمتلقي الذي نعتمد على حضوره هو الأهم. من جهتها، أشارت الروائية الدكتور شهلا العجيلي، خلال مداخلتها الى علاقتها بالجوائز، وان الوصول الى القوائم الكبيرة والصغيرة بحسب تقسيمات هذه الجوائز ليست معيارية، حيث ان هناك في بعض الاحيان معايير غير ابداعية تحكم عمل بعض لجان هذه الجوائز. واوضحت ان هذه الجوائز تقود القارئ للإقبال على كتب الروائي او المبدع بشكل عام لاكتشاف عوالمه من خلال كتبه، وتسهم في انتشاره في المشهد الثقافي، وهذا الانتشار يحتاج الى كيفية التعامل مع الناشر والاعلام والنقاد ومن ثم القراء، مضيفة ان الجوائز خدمتها كروائية، كما حركت هذه الجوائز عملية النشر وعملية الكتابة ككل وخاصة لدى فئة الشباب. وبينت العجيلي، معاناة الكاتب الذي لا يستطيع أن يعيش من الكتابة مع الناشرين واعداد الطبعات التي تكون في بعض الاحيان غير حقيقية، وأهمية وجود الناشر الذي يبحث عن الموهبة ويقدمها ولا يتعامل معها وكأنها لحظات مجد وفقاعة قد تزول سريعا. بدوره، قال الروائي مجدي دعيبس، إن الجوائز اصبحت واقعا ملموسا في المشهد الثقافي تضع الروائي في بؤرة الاهتمام وساهمت في انتشار الاعمال الروائية، والوصول الى القراء والتأثير فيهم بشكل ملموس. واضاف ان الرواية حالة وعي ومنظومة قيمية، مشيرا إلى ان الجوائز تسهم في اذكاء روح المنافسة بين العاملين في القطاع من كتاب وناشرين، وتدفع الى الاهتمام بالمراجعة والتدقيق لغايات تجويد المنتج الابداعي، وترجمة الروايات الفائزة يزيد من فرصة المثاقفة بين الشعوب ويزيد القبول ويزيل من الاحتقان، ويتيح تبادل وجهات النظر. وأعتبر الروائي دعيبس أن الجوائز هي مدخل الرواية الى الدراما التلفزيونية، ووصول العمل الى الناس بطريقة اخرى، بالتالي دخول الرواية الى عملية الصناعة وتحريك قطاعات وصناعات اخرى، الى جانب مساهمة الجوائز في انشاء نوادي القراءة للمهتمين بالأدب، مبينا اهمية الجوائز من الناحية المادية التي تعود على الكاتب حيث ان بعض الجوائز مجزية تحفز سلسلة النشر الاولى المتمثلة بالكاتب. وتحدث مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر الكيالي الذي ادار الندوة، عن وجود الكثير من الجوائز في العالي العربي التي تقام معظمها سنويا، وتغطي حقولا عدة منها أدب الطفل، والرواية، والترجمة، والشعر، وغيرها، مبينا أن هذه الجوائز استطاعت في السنوات الاخيرة تحريك الساحة الأدبية.