صراحة نيوز – أبرز كتاب روائيون تفوق الرواية العربية في ميدان الأدب والثقافة، وخطفها الأضواء من الشعر وباقي صنوف الأدب الأخرى، في ندوة “الرواية وأثرها في المشهد الثقافي” التي أقيمت مساء اليوم الخميس في المركز العالمي للمعارض – مكة مول، ضمن فعاليات “معرض عمان للكتاب” في دورته الـ 21.
وقال الروائي هاشم غرايبة الذي أدار الندوة وشارك بها محاضرا أيضاً، أن الرواية هي ديوان العرب هذه الأيام بدلا من الشعر، وأضاف: “الرواية حاضرة في الثقافة العربية منذ القدم، لكن تغير شكلها السردي ، وهاهي اليوم تتصدر المشهد الثقافي بفعل رؤيتها الاستشرافية للمستقبل، وتأثيرها الكبير في الأدب”.
بدوره، أشار الروائي جلال برجس، أنه حينما يتحدث عن أثر الرواية في المشهد الثقافي، علينا أن ننتبه إلى جهتين هما: القارىء والكاتب.
وقال برجس: “ينكب القراء حاليًا على متابعة الرواية بشكل أثار حفيظة النقاد، جعلهم يتساءلون عن سر تقدم الرواية على باقي الفنون الأخرى، لكنني شخصيا تمنيت أن يقدم النقاد تفسيرًا أدبيًا لإقبال الناس على الرواية أكثر من غيرها”.
وبين برجس، أنه يلمس شخصيا زيادة واضحة في إعداد القراء بشكل مستمر، مستشهدا بوجود أكثر من 100 ناد للقراءة في الأردن.
ويجد برجس إن القرب بين القارىء والرواية حالياً، يعود لكونها تشمل وتستوعب كل أنواع الفنون الأخرى، وقال: “عندما يجد القارىء متكئا لرأسه في رواية ما يفضلها، فالقراءة لا تقل شيئا عم الكتابة”.
فيما، أشارت الروائية سميحة خريس، إلى أنها عندما بدأت تكتب الرواية كانت ترفع شعار تغيير العالم إلى الأجمل، وكانت تضع تصورا جديداً للعالم.
وقالت: “خلال فترات زمنية متعاقبة حدثت نكسات متتالية في هذا التصور، بحيث صار هناك غيوم من الشك والخوف في نفسي”.
واستعرضت خريس سؤال الكتاب: ما أهمية ما نكتب؟وأجابت خريس عن السؤال قائلة: “أريد أن أرى شيئا أعبر عنه وانقله عن الآخرين، وأريد أن أصنع مؤيدين لهذا النوع من الأدب، لكننا اكتشفنا خلال هذه الرحلة، أن الرواية لا تغير كثيراً، كونها تأتي لتروي ما وقع لا لتغيير ما قد وقع”.
وقال الروائي الدكتور أيمن العتوم، أنه ذهب إلى الرواية شاعراً، مشيرا إلى أن اللغة الشعرية التي يكتب بها تسيطر على لغته الروائية.
وأضاف: “السردية موجودة حتى في القصيدة الشعرية، والرواية هي حديث بشكل استقر أليه الكاتب، لكن النص السردي موجود في الكتب السماوية وبعض السرديات بها شعرية واضحة، والرواية بشكلها الحالي صورة قديمة متجددة”.
ولفت العتوم النظر إلى أن الكثير من الروايات استطاعت أن تغير في المجتمعات، وإن انجذاب القراء للرواية هو دافع للكتاب كي يبدعوا أكثر، فالرواية حياة ثانية يستطيع القارىء أن يعيش بها، وهي ليست جميعها خيالية بل مزيج من الخيال الواسع والحقيقة”.