صراحة نيوز – عقد وزير التخطيط والتعاون الدولي المهندس عماد نجيب الفاخوري مؤتمرا صحفيا مشتركا مع سفراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا والكويت والنرويج والممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية بمناسبة مرور عام على الإعلان عن العقد مع الأردن في مؤتمر لندن للمانحين.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي أنه تم تحقيق عدد من الإنجازات الملموسة والهامة والتي ساعدت في تعزيز منعة الأردن والمجتمعات المستضيفة في تحمل الأعباء المتزايدة كنتيجة لاستضافة اللاجئين السوريين.
وسلط وزير التخطيط والتعاون الدولي الضوء على أهمية المساعدات المقدمة من مجتمع المانحين والتي ساهمت في تعزيز المنعة والاستقرار للأردن في خضم تحديات الأزمة السورية، حيث عملت الجهات المانحة على توفير دعم لتنفيذ عدد من المشاريع التنموية والتي من شأنها المحافظة على مستوى ونوعية الخدمات المقدمة للمجتمعات المستضيفة واللاجئين السوريين في قطاعات حيوية كالمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة والخدمات البلدية والنفايات الصلبة بالإضافة إلى دعم الموازنة العامة والتمويل الميسر والدعم النقدي للفئات الأقل حظاً من الأردنيين.
وقال السفير البريطاني في عمان ادوارد اوكدن ان “مؤتمر لندن عام 2016 أدى الى مضاعفة الدعم الدولي لخطة الاستجابة الأردنية ووصل الى مستويات غير مسبوقة. وبالنسبة لنا فقد ضاعفت المملكة المتحدة دعمها للأردن على المستوى الثنائي بأكثر من الضعف. وقد عنى ذلك منافع ملموسة للأردنيين. ففي قطاع التعليم، ساعد الدعم البريطاني في تدريب 2700 معلم جديد وفي صيانة 320 مدرسة من العقبة الى المفرق. نحن ندعم الخدمات الحيوية مثل توفير 30 شاحنة نفايات إضافية في عمان للمساعدة في إدارة الكميات المتزايدة من النفايات. وفي الاقتصاد نحن ندعم المبادرات التي تساعد الشباب في إيجاد وظائف مثل مهارات هندسة الطاقة المتجددة للطلاب من معان حيث تم توظيف أكثر من 80% من المشاركين حتى الان”.
وأضاف اوكدن لقد تحقق الكثير منذ مؤتمر لندن – كما اوضحت وزيرة التنمية البريطانية في زيارتها في الأسبوع الماضي و لا زال هنالك المزيد مما يجب فعله لافتا الى ان المؤتمر الذي سينعقد في بروكسل في نيسان سوف يستلم القيادة من مؤتمر لندن وسوف يكون له أهمية كبيرة لأنه سيتمحور ليس فقط حول سوريا بل أيضا على على محنة الدول المجاورة مثل الأردن .
وقال هناك حاجة ملحة لتوليد النمو. والمملكة المتحدة ستبقى على مسارها مع الأردن وسوف نستمر في الوقوف بجانب الحكومة الأردنية في المستقبل القريب، ونستمر بتقديم ما يحتاجه الأردن والأردنيين وهم على خط المواجهة الأول أمام الأزمة السورية. وسوف نساهم في الحفاظ على أمنكم وإستقراركم واستدامة اقتصادكم.
وقال نائب السفير الكويتي في الاردن ال في كلمة وزعت خلال المؤتمر الصحافي انه قد بلغ اجمالي ما تعهدت به دولة الكويت امام المؤتمرات الاربعة للمانحين لدعم الاوضاع الانسانية في سوريا 6ر1 مليار دولار، وفق مدد زمنية محددة سددت منها 4ر1 مليار، حيث اكدت دولة الكويت حرصها على سداد ما تبقى من التزاماتها في دعم الاردن لمواجهة اعباء اللجوء السوري، وتسديد المبالغ المترتبة وفق الجدول الزمني المحدد.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في عمان اندريا ماتيو فونتانا ان “الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء نفذوا التعهدات الطموحة التي قطعوها في لندن قبل عام من الان. فقد تم التعهد بنحو 1.4 مليار دولار امريكي للأردن عام 2016، منها مليار دولار على شكل منح، للمساعدات الإنسانية والتعليم والخدمات البلدية والمياه والصرف الصحي وسبل العيش. بلغت التزامات الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء 71 من التعهدات التي قطعها المجتمع الدولي في مؤتمر لندن. في عام 2017 سنبقى ملتزمين جميعا بدعم الأردن في مواجهة هذا التحدي الكبير وتحويله الى فرصة لتقوية النمو الاقتصادي وخلق الوظائف. وهذا العام سيستضيف الاتحاد الأوروبي مؤتمرا دوليا في بروكسل حول مستقبل سوريا والمنطقة”.
وقال السفير النرويجي في الأردن سيسيل بري انه “بعد ست سنوات من الازمة السورية ما يزال دعم الدول المجاورة التي تستضيف غالبية اللاجئين السوريين امرا ذا أولوية كبرى. وقد تعهدت النرويج بما يقارب 1.2 مليار دولار لسوريا والدول المجاورة في لندن، الامر الذي يجعلنا خامس أكبر دولة مانحة للازمة السورية. وفي الأردن ذهب أكثر من ثلث دعمنا العام الماضي الى قطاع التعليم. ونحن فخورون بمساهمتنا المباشرة في جهود وزارة التربية والتعليم الجبارة لإدماج كل الأطفال في النظام التعليمي الرسمي. ونتوجه بالامتنان العميق لمديري المدارس والمعلمين وموظفي وزارة التربية والتعليم الذين عملوا دون كلل او ملل ليزيدوا اعداد الأطفال السوريين الذين أمكنهم الحصول على حقهم في التعليم. وبعد عام على مؤتمر لندن، من المهم ان نحافظ على الزخم ونبني على الإنجازات التي تحققت حتى الان. وسيستمر دعم النرويج للأردن وللشعب الأردني”.
الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية ديفيد ماكلاكلان-كار قال: “أدخلت الحكومة الأردنية سلسلة من المفاهيم التي تغير اللعبة في الاستجابة للازمة السورية، فخطة الاستجابة الأردنية تعترف بان اللاجئين السوريين في الأردن يستحقون حياة كريمة في المنفى. وتقر الخطة بالثمن الباهظ على الأردن ومواطنيه بتقديم هذه المنفعة العالمية بكل سخاء. “
وأضاف قائلا: “اللاجئون الذين يعملون بصورة قانونية وينشؤون المشاريع ويشترون البضائع والخدمات من الشركات الأردنية مفيدون للاقتصاد. الاستثمار الأجنبي الجديد والمنح لمساعدة البنية التحتية والخدمات الحكومية والفرص التجارية الجديدة كلها تخلق وظائف للأردنيين. المنسق المقيم والمنسق للشؤون الإنسانية حث على “استمرار الدعم المتوقع من المانحين خلال 2017 والسنوات اللاحقة”، مشيرا الى ان احتياجات 2017 الكاملة تصل الى 2.65 مليار دولار”.
ومن الجدير بالذكر انه تم توقيع العقد مع الأردن في مؤتمر دعم سوريا والمنطقة في شباط 2016 الذي استضافته في لندن المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة. وتمخض المؤتمر عن تعهدات للمجتمع الدولي بقيمة 12 مليار دولار، وهذا هو أكبر مبلغ يتم الالتزام به في يوم واحد، لدعم سوريا وجيرانها في وجه الصراع المستعصي في البلاد، وسيتم عقد مؤتمر لاحق في بروكسل العام الحالي.
وقالت السفيرة الألمانية في الأردن، بريجيتا سيفكر-إيبرله: “نحن مدينون للأردن، بلدنا المضيف والبلد المضيف لحوالي ٦٥٥,٠٠٠ لاجئ سوري مسجل، وربما أكثر، نشكره ونقدره للطريقة التي تعامل مع هذه الأزمة. تعهدت أالمانيا ٢.٥ مليار دولار للمنطقة في مؤتمر لندن، متضمنا ١.٣ مليار دولار لعام ٢٠١٦. إنني فخورة بذكر أن تم الوفاة بهذا التعهد تماما في عام ٢٠١٦. للأردن، التزمت المانيا ٥٢٥ مليون دولار في عام ٢٠١٦، أكثر من ضعف ما حصل عليه الأردن من الدعم خلال السنوات الماضية”.