صراحة نيوز – بقلم فارس الحباشنة
بمناسبة موسم الضرائب ، لم أصدق الخبر بالاول الذي طيرته عدسات موبيلات مواطنيين عن نحو عشرة سيارات حكومية تحمل ترميز (5) تجوب في شوارع خلدا مساء الجمعة ، وذلك لسبب بسيط للغاية ولأني أعرف ان مسؤولي حكومة هاني المقلي يكونون عادة الجمعة في البحر الميت و مناطق الاغوار .
اللافت بالصور الملتقطة ، بعد التحميص و التلقيح والتقليب ،تبين أن سائقي سيارات الحكومة مراهقين اعمار بعضهم تقل عن السن القانوني لقيادة السيارات . لربما ليس الهام بالأمر أذا ما عرفنا أن أحد سيارات الحكومة كان يقودها وافد اجنبي .
وأكثر ما يبدو سواء في ملف “سيارات الحكومة وخيلها ” أن محاربة الفساد و هدر المال العام نوع من ترفه الكلام في دولة ذات نزوع محافظ و عقيم بصد قوى الفساد و الحرامية و العابثين و اللاهيين بالمال العام .
و الاكثر اثارة ايها السادة أني حاولت الاتصال برئيس مكافحة الفساد و ديوان المحاسبة لابلاغهما بالحادثة ، ولكن على مدى أكثر من محاولة أتصال فان هواتفهم مغلقة و خارجة عن التغطية ، فيبدو أن الاخيرين أيضا يقضيا عطلة نهاية الاسبوع في البحر الميت .
لمن لا يعلم فان فاتورة الانفاق الحكومي على مركبات كبار موظفيها قيباسية و ارقامها متطرفة ، وتسبق ما يعادل انفاقه على مستشفيات و مدارس مدن الجنوب الاردني ، ارقام متطرفة و قاسية أن قورنت في اقتصاد يعاني من شبه افلاس و مديونية حادة و انهيار القدرة الشرائية للمواطن .
ولكنها على ما يبدو معادلة اردنية محضة لا يعرف سرها الا كهنة سريون ، يعرفون قرابين الفساد و المفسدين ، وكيف تسير الامور في دولة اقتصادها على حافة الانهيار ، وان لم يكن منهارا أذا ما قراءنا الارقام والبيانات الاقتصاد الكلي بموضوعية و شفافية .