صراحة نيوز – خمسة اصوات شعرية أردنية وعربية قرأت قصائدها في الاحتفالية الشعرية التي نظمتها مؤسسة عبد الحميد شومان، أمس الأربعاء 21 آذار وذلك بمناسبة يوم الشعر العالمي.
شارك في الاحتفالية التي ادارها الزميل موفق ملكاوي كل من الشعراء: ‘فيوليت أبو الجلد ‘لبنان’، ومن الأردن: ‘ وفاء جعبور، عمر أبو الهيجاء، غازي الذيبة’، إضافة إلى الشاعر الفلسطيني عبد السلام عطاري.
وقال ملكاوي خلال تقديمه للاحتفالية إن ‘أمة العرب، ربما لا تحتاج يوماً كهذا ليذكرها بالشعر وانحيازها له، اذ ما من أمة ارتبطت بالشعر مثلما فعل العرب، فقد أحاط بهم في جميع مناسباتهم، فالشعر رافقهم في الأحزان والأفراح، والموت والولادة، والسلم والحرب، والحب والكراهية، والمدح والهجاء، مذكرا في هذا الصدد بقول الدكتور خالد الكركي ‘ نحن أمة من الشعراء’.
وأضاف ‘ في احتفاليتنا لهذا المساء، معنا شاعرات وشعراء من الأردن وفلسطين ولبنان؛ جاؤوا لكي ينثروا عطر مفرداتهم في أسماعنا، لكي يظل الأمل موجوداً لغدٍ أفضل، ولكي نبقى قادرين على حماية الحلم .. والحياة’.
البداية كانت مع الشاعر الأردني غازي الذيبة صاحب ديوان ‘جمل منسية’، الذي قرأ مجموعة من القصائد، ومنها: ‘ مريم، واحبه، تفاحة حواء، طائر أخضر، قلت أقترب، الفكرة نائمة’، حيث قرأ من قصيدة ‘مريم’: ‘ سأشرب من يدها / قهوتي التي سالت على طرف الصحن/ من يد مريم/ سأشرب كل هذه المودة / وأعود إلى أخطائي صغيرا/ ترتق لي خفتي/ وتنادي علي في الشارع/ وأنا أحمل حقيبة المدرسة/ كي أحضر إلى حضنها/ إلى هدوئها المعتاد/ وهي تصرخ على ملابسي الوسخة’.
كما قدم الذيبة للحضور قصيدة ‘طائر أخضر’، قال فيها: ‘ هذا الطائر يعرف كيف يلون لوحته بالخضرة/ هذا الطائر مسكون في أقصى أغنية/ دندنها الشاعر في بستان الهمس’.
أما الشاعرة وفاء جعبور فقرأت قصيدة ‘المهرة’، لتنتقل بعدها إلى قراءة قصيدة بعنوان: ‘لا تلمها’، قالت فيها: ‘ لا تلمها/ إن أحبت موسم التفاح في أرض القصيدة/ فالتمس/ لتراب ضحكتها اعتذاراً/ وادن منها / قل لها/ إن المواسم دونها وهمٌ/ وإن الشوق يخرج من أصابعها ومنها/ لا تلمها حين تقبل من جهات الحلم خائفة/ تثرثر في فراغ الليل عن قمر يتيم/ في وسادتها يئن/ فكن كريما واحتضنها’.
كما شاركت جعبور الحضور بقصيدة ‘ زفرةُ العربيّ الأخيرة، إلى أبي عبدالله الصغير’، فقرأت منها: ‘ سقيما مع الريح يهذي/ أيا ريح كفي عن الثرثرة/ تمر البلاد كغيم الطريق/ أحدق فيها فيسقط الحلم/ وتغرق في حزنها القبرة/ هنا.. أرقب الروح في مأمنٍ/ لا غريب يعكر صفو المزاج/ ولا ردهة القصر تكتظ بالثائرين/ فكفي عن اللوم/ لست الذي باعها للغريب’.
فيما قدم الشاعر الفلسطيني عبد السلام عطاري في الاحتفالية بعض قصائده الثرية، ومنها ‘هذا المساء، على الجسر المعلق، بعد الحرب، لست أنا’.
وختم عطاري بقصيدة ‘ تيماء’، فقرأ منها:’ تُنْسِيني ضَحِكاتُكِ يا تَيْمايَ/ بعض همومي/ وتطرد من ذاكرتي أياما/ ما زالت توسعني ضربا/ وتسألني: من انتصر؟ أنسى أن سمائي داكنة/ لا نجم يضيء حلكه ليلي/ أرضي بائسة غطاها الشوك/ ما عادت تزهر’.
أما الشاعرة اللبنانية فيوليت أبو الجلد، والتي درست الفلسفة واللاهوت، ألقت على الحضور بعض قصائدها ‘ لأكتب، لم أكن، في غرفتي، يموت الرجال’.
كما قرأت أبو الجلد ، نصا نثريا، قالت فيه: ‘ المنسيّون، نزلاءُ الضجرِ والخوفِ، والغناء المحموم في حناجرنا الخرساء؛ المنسيون كأسرارٍ كمناماتٍ، كرسائل في أقبية السفن الغارقة؛ المنسيون – ولا ننسى- لأن الحب، هذا الرمد المرمي في أعيننا، لا ينسى’.
واختتمت الاحتفالية بقراءات شعرية قدمها الشاعر والصحافي عمر أبو الهيجاء، ومنها :’ سر النهاوند، أغادر قلبي إليك، قمصان مأخوذة’.
وقرأ أبو الهيجاء كذلك، قصيدة بعنوان:’هذا دم كنعاني’، قال فيها: ‘ هذا دمٌ كنعاني، يهرب من ظلي حين أنامْ، وحين أُراهن أن منامي يوصلني للوطن الغالي، هذا دم يعتسل على شفتي، ويقارع سيفا لا يوصله إلى تابوت الأرضْ، هذا دمٌ لا يهدأ فيه الموالْ، وفيه صباح النبضْ، هذا دم كنعاني، يحلم بقطوف العنب الداني، من صيحات الخيال’.
وتهدف احتفالية ‘مؤسسة شومان’ بيوم الشعر العالمي، إلى دعم الشعر والشعراء على حد سواء، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى، كما تسعى إلى لفت انتباه الجميع إلى أهمية الشعر بوصفه فعلا إنسانيا، وتعبيراً راقياً عن سيرورة الإنسان الفرد في مواجهة شرور العالم وأخطاره.
يشار الى ان الاحتفال باليوم العالمي للشعر يجيء يوم 21 آذار من كل عام، وأعلنته منظمة اليونسكو في العام 1999، بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم.
ومؤسسة عبد الحميد شومان؛ هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.