شهادة الملك الراحل الحسين بن طلال بالمرحوم ابو عودة
1 أغسطس 2021
صراحة نيوز – خاص
يصعب ذكر مناقب المرحوم محمد عودة القرعان الذي تولى في حياته مناصب جلها دوائر لها علاقة بالمال العام بدأها بقاضي تسوية في دائرة الأراضي ثم لفترة من الوقت في دائرة ضريبة الدخل وبعدها وكيلا لدائرة الجمارك العامة أي مدير عام ومن ثم مديرا عاما لمؤسسة الإقراض الزراعي حيث دخلها بشرف وخرج منها بشرف لا بل مدين للبنوك وأهم شهادة قيلت بحق المرحوم ابو عودة على نزاهته وأمانته المطلقة شهادة الملك المرحوم الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي اسماه أمين الأمة في عصره واذكر هنا موقفا لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حيث رعى سموه حفلا خاصا اقامته ادارة مهرجان الفحيص عام 2017 حيث تم اختيار المرحوم شخصية المهرجان ومما قاله سموه بحق المرحوم انه “احد رجالات الوطن الذي امتاز بوطنيته ونزاهته الفريدة في جميع المناصب التي تقلدها “.
والقصص عديدة حيال مواقفه وتصرفاته التي نقلها عنه ممن خدموا معه ومن اصدقاءه المقربين مثل المرحومين حمد الفرحان وعبد الوهاب المجالي وغيرهم وهي مواقف تكاد لا تُصدق في ذلك الزمن ويعتبرها البعض غريبة الى حد ما في زمننا الحالي حيث كان صاحب كلمة واحدة موزونة لكن النزاهة والأمانة ومساعدة البسطاء كانت الصفات التي ميزته عن كثيرين من المسؤولين في ذلك الوقت .
ومما ذكروه انه واثناء توليه منصب مدير عام الاقراض الزراعي تم تكليفه برئاسة لجنة لتعويض اصحاب الأراضي في منطقة الأغوار التي استملكتها الحكومة للنفع العام ورغب احدهم باجراء فحص لنزاهة ابو عودة حيث اقنع امرأة لها قطعة ارض ان تعرض على المرحوم بان يضاعف قيمة التقدير لقطعة الارض مقابل ان يقاسمها بالمبلغ وحين فعلت ثارت ثائرة ابو عودة من هذه الشبهة وخرج من الدائرة الى منزله وعاد الى دوامه بعد 14 يوما وأول عمل له كان بان اخذ اجازة رسمية بالمدة التي غابها مع انه صاحب القرار والآمر في ذلك وبعد انتهاء عمل اللجنة صرفت وزارة المالية مكافآت لجميع الموظفين الذين عملوا في اللجنة ومن ضمنهم ابو عودة لكنه بادر فورا باعادة الشيك الى وزارة المالية / الخزينة العامة معتذرا عن أخذه لأنه قام بعمله خلال الوقت الرسمي لكن لم يحرم باقي الموظفين مما تم تخصيصه لهم .
ومن القصص الأخرى انه وحين كان مديرا للجمارك شارك بوفد رسمي في ستينات العام الماضي من القرن المنصرم الى ايطاليا لتوقيع اتفاقية انشاء مصفاة البترول الأردنية وحين انتهت المهمة تم اهداء اعضاء الوفد بندقية صيد لكل منهم وحين وصلوا الى مطار قلندية انذاك طلب ابو عودة من موظف الجمارك بتفتيش حقائب الوفد وقال له يوجد معنا بنادق صيد قيمها واستوفي رسومها وهنا احتج احد اعضاء الوفد على انها هدايا ونحن في مهمة رسمية فرد ابو عودة ” بندقيتي قبل بنادقكم وجميعنا سندفع” .
وقصة اخرى حصلت مع الشهيد المرحوم وصفي التل قبل ان يصبح رئيسا للوزراء وكان من الأصدقاء المقربين من المرحوم حيث طلب قرضا من المؤسسة فطلب ابو عودة من الموظف المختص تدقيق طلبه وبعد ان فعل عاد الى ابو عودة وهمس في اذنه بأن طلبه غير مستوفي للشروط وهنا نظر ابو عودة للمرحوم وصفي وقال له ” يا باشا أنا أسف ما بقدر أعطيك قرض لأن الشروط لا تنطبق عليك” والملفت هنا انه وبعد فترة تم تكليف المرحوم التل بتشكيل أول حكومة وتوقع كثيرون ممن عرفوا بما حدث ان يتم اقالته على ابعد تقدير لكن المفاجاة ان أول قرار اتخذه المرحوم التل تمثل بترفيع ابو عودة من الدرجة الأولى للدرجة الخاصة كما ان المرحوم التل كان قد شكل احدى وزاراته في منزل ابو عودة وحينها عرض عليه ان يدخل الوزارة الا انه اعتذر .
عاش أبو عوده نزيها نظيف اليد لا يحابي ولا يجامل أحدا على حساب أحد حتى لوكان صديقا أو مقربا ، شديد الحرص على المال العام وقد يستغرب البعض حتى السيارة الحكومية المخصصة له كانت تعود الى كراج المؤسسة بعد ان توصله الى منزله وفي بعض الأحيان كان يحضر لدوامه بسيارة اجرة .
رحم الله أمين الامة في عصره ويكفيه هذه السمعة التي ما زال يذكرها كل من عرفه .