تعجز الكلمات عن وصف الموقف ،بل وتعجز عن الحديث والكتابة عن الغالية شيرين ابو عاقلة التي قضت شهيدة صباح اليوم برصاص العدو الصهيوني على ثرى فلسطين الحبيبة.
ولكن ما يُصبرنا على هذا المصاب الجلل،أن شيرين استشهدت وهي في الميدان تدافع عن فلسطين،كما يُسجل لشيرين انها إمرأة بألف رجل، استشهدت وهي تدافع عن وطنها المسلوب،وهي صاحبة موقف وطني لا يختلف عليه أحد.
شيرين أبو عاقلة أنت لم تغادرينا فلا زلت أتذكر تلك الضحكات التي لطالما اطلقتيها كلما اجتمعنا في مبنى صحيفة الأهالي ومعنا نهاد الزعبي ،وعُلا الكيلاني،ونادية سعد الدين ،وعبير ياسين ،وهنادي سقف الحيط في تسعينيات القرن الماضي،حيث كان هذا المكان المفضل لجلساتنا بعد تخرجك،وكلما سمحت ظروفك بزيارة عمان،بعد عودتك للقدس.
شيرين أبو عاقلة لقد سرقك العمل الإعلامي في قناة الجزيرة منا حتى أصبح جل وقتك له،وأصبح السبق الصحفي ،والتغطية المميزة شغلك الشاغل،وها هو اليوم يخطفك الموت منا وأنت في الميدان تدافعين عن فلسطين حتى ولو كان بالكلمة ،والتي تكون أحيانا أقوى من حد السيف.
شيرين أبو عاقلة لقد أوصلتي قضيتك والتي هي قضيتنا جميعا لكل العالم من خلال عملك في قناة الجزيرة ،ولم تكوني يوما متخاذلة،ولا متأنية في تأدية واجبك الوطني والإعلامي ،لتكوني مثالاً للصحفي المهني ،وصاحب الصوت المسموع ،و الرسالة الواضحة.
رحمك الله يا شيرين أبو عاقلة ،ورحم الله تلك الضحكات التي لا تُنسى ،وتلك العبارات الخالدة لك،وعزاؤنا لأنفسنا أولا ولذويكِ،ولكل الأسرة الإعلامية في الوطن العربي،ولخريجي الإعلام في جامعة اليرموك،وسيبقى إسمك حاضرا بيننا شهيدة الواجب الوطني،وشهيدة الدفاع عن فلسطين،حتى وإن تمكنت منك رصاصة الغدر من وغد صهيوني،فهذه الرصاصة لم تنل من موقفك،ولا من صوتك الحي فينا ،وفي جميع الأحرار،ما دامت الدماء في عروقنا.