صراحة نيوز – تستعد شركة البوتاس العربية لاستقبال شريك استراتيجي جديد بعد أن حرمت قوانين منع الاحتكار الهندية الشريك الكندي الحالي “بوتاشكورب” من الاستمرار في تعاملاته الاقتصادية مع الهند في ظل وضعه الاستثماري الراهن الذي صنف بأنه شكل من أشكال الهيمنة التي تخالف قوانين المنافسة، ما اضطر الشريك الكندي إلى إعلان بيع حصصه في ثلاث استثمارات رئيسية هي الأردن وإسرائيل وتشيلي للحفاظ على السوق الهندي الذي يعد الأكبر في العالم.
الحكومة تدرك أهمية الشريك الاستراتيجي المقبل في شركة البوتاس العربية التي أعدت حزمة مشاريع استثمارية نوعية سيكون لها الأثر البالغ في إحداث نقلة نوعية لشركة البوتاس العربية على خارطة صناعة البوتاس والاسمدة العالميين، مما سينهض بالتنمية الصناعية والاقتصادية للمملكة، لذلك شكلت الحكومة لجنة وزارية عليا للإشراف على عملية انتقال ملكية حصة “بوتاشكورب” إلى المستثمر الجديد، والتأكد من أن ذلك يحقق مصلحة الشركة المستقبلية وكذلك مصلحة الاقتصاد الوطني، من حيث نوعية الشريك القادر على تلبية الاحتياجات النوعية لحزمة المشاريع الاستثمارية التوسعية لشركة البوتاس العربية.
دخول مستثمر جديد للبوتاس سيكون هذه المرة نقلة نوعية مكملة لتطلعات مجلس إدارة الشركة الحالي الذي طبق أعلى معايير الحوكمة والنظم الإدارية والإنتاجية والتسويقية بين الشركات العاملة في المملكة، لا بل إنها قد تكون الأفضل من بين نظيراتها في المنطقة، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في جعل البوتاس العربية درة الشركات الأردنية، وتتمتع بأعلى ربحية وإنتاجية في السنوات الأخيرة، ما جعلها تتربع على قائمة الشركات التي وزعت أرابحا على المساهمين، منها مليار دولار تقريبا في آخر ستة سنوات، وتحتل صدارة الشركات المعنية في المسؤولية الاجتماعية في مختلف محافظات المملكة بدعم سنوي يقترب من العشرة ملايين دينار تقريبا، كان له الأثر البالغ في تعزيز الأمن المعيشي للمواطنين في المحافظات وتطوير العملية التنموية هناك بطريقة واضحة للعيان وتساهم بفاعلية في مكافحة الفقر والبطالة.
الإدارة الرشيدة في البوتاس استطاعت أن تجنب الشركة الدخول في مأزق الخسائر في فترات تراجع الأسعار العالمية، وهذا ناتج عن حكمة قيادة مجلس الإدارة وأعضاء المجلس بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي في ضبط النفقات وتعزيز عمليات الإنتاج وتنويع الأسواق، والأهم من ذلك الانخراط في مشاريع استثمارات ناجحة بفاعلية كبرى في صناعات شقيقة كبرى مثل “البرومين” و”كيمابكو” اللذان يعدان ذراعين استثماريين رائدين لشركة البوتاس العربية.
الشريك الجديد لن يكون شريكا ماليا، بل على العكس سيكون شريكا استراتيجيا نوعيا معنيا باستكمال خارطة الاستثمار الكبرى التي أعدتها شركة البوتاس العربية والتي تغطي الفترة الزمنية من 2018-2025 والتي سيتم من خلالها استثمار مئات الملايين من الدولارات لجعل شركة البوتاس العربية على رأس المنتجين من بين الشركات المنتجة.
صفقة الشريك الجديد في البوتاس العربية والتي ستتم في غضون 18 شهرا سيكون لها أثر كبير ليس فقط على الشركة، وإنما سيمتد بآثاره المباشرة وغير المباشرة على الاقتصاد الوطني من حيث تعزيز سوق رأس المال الذي تتم من خلال الصفقة، إضافة إلى دخول مستثمر أجنبي نوعي جديد للمملكة مما يعزز وضع الأردن على خارطة الاستثمار في المنطقة ويؤكد على سلامة ومتانة وضعه الاقتصادي.