صراحة نيوز – استهلت فعاليات مهرجان جرش في دورته الثانية الثلاثين في المركز الثقافي الملكي لياليها بفرقة “كاراسكو” الأرجنتينية، لغناء ورقص التانغو، بقيادة الموسيقار عازف البيانو الأردنتيني “خوان كارلوس كاراسكو”، حيث قدمت الفرقة بقرابة الساعتين، العديد من القطع الموسيقية والأغاني اللاتينية، ولوحات التانغو الراقصة.
الفرقة الأرجنتينية لم تبخل على جمهور المركز الثقافي الملكي بـ”أمسيات عمان” بألوان الغناء والموسيقى والرقص بالتانغو، فقدم أربعة عازفين لآلات “الكونتار باص”، “الأكورديون”، الكمان”، وأخيراً خوان كارلوس كاراسكو نفسه على آلة “البيانو”، إضافة إلى أربعة راقصين محترفين ومغنية، حملوا أكوام البهجة من “بيونس آيريس” إلى عمّان، واعتمدت في حفلها على التنويع بين القطع الموسيقية التي لا يصاحبها الرقص أو الغناء، والقطع الموسيقية الراقصة، والأغاني اللاتينية.
وعبرت اللوحات الراقصة التي أداها الراقصون الأربعة، عن العمق التاريخي لهذا الفن الذي يعود إلى ما قبل القرن التاسع عشر، والذي اعترفت فيه “اليونسكو” في العام 2009 كجزء من التراث الثقافي الإنساني غير الملموس، والتانغو الأرجنتيني تحديداً لا يعتمد على خطوات ثابتة ومعروفة، بقدر اعتماده على حالة تعبيرية ارتجالية، ويصنع حالة من التواصل الشعوري بين الشركاء في الرقص وبين الموسيقى والمحيط الذين يرقصون فيه، ما يجعل الموسيقى والرقص حالة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، فترى راقص التانغو لا يعبر فقط من خلال حركات جسده، بل أيضاً من خلال ملامح وجهه من فرح أو حزن، من غضب أو شعور بالسلام.
وعلى مستوى الغناء فلم يختلف الأمر، فعلى الرغم من تأدية الأغاني باللغة اللاتينية، إلا أن ذلك لم يمنع وصولها إلى المتلقي العربي، المختلف تماماً بالثقافة واللغة وغيرها، حيث كان واضحاً أن المغنية كانت تؤدي بجسدها وملامح وجهها، وليس فقط بصوتها، وهذا ليس بالأمر الغريب على الثقافة اللاتينية، التي لا تنفصل إطلاقاً على حالتها الموسيقية، والتي تكون الموسيقى الجزء الأهم في حياتهم اليومية، فهي قطعة لا تنفصل على الإطلاق عن الشخصية اللاتينية.
ويعتمد التانغو على عدة أنواع من الموسيقى أشهرها، التانغو، الفالس، الميلونغا، ومع مرور الزمن تطور هذا النوع من الرقص، فمن التانغو الأرجنتيني، ظهر هناك التانغو شرقي، تانغو ليسو، تانغو الصالون، تانغو أوريليرو، تانغو نيوفو، عرض التانغو، وأخيراً التانغو الفنلندي.