صراحة نيوز – دفع عامل الاستقرار والأمن في الأردن احمد الفار الى التحول من تجارة الحديد المستورد منذ العام 1962 الى تصنيعه محليا لقناعته ان اعماله ستواصل النجاح رغم كثرت التحديات.
والفار الذي يستثمر في صناعة الانابيب المعدنية الخاصة بأعمدة الكهرباء والصناعات الثقيلة يؤكد انه “لا يرضى عن الاردن بديلا لتوطين استثماره، وان عامل الامان واستراتيجية المكان القريب من الاسواق العربية والاقليمية، كفيلان بإنجاح اي استثمار”.
وتأسست شركة التقنية الدولية للصناعات المعدنية المقامة بمدينة الموقر الصناعية جنوب العاصمة عام 2011 برأسمال مال يقدر بـ 120 مليون دينار، وبطاقة انتاجية تقترب من 800 الف طن سنويا، وتشغل اليوم 315 عاملا وموظفا غالبيتهم اردنيون بوظائف هندسية وإدارية وفنية.
وقال الفار الذي يشغل منصب نائب رئيس هيئة المديرين في الشركة التي تقام على مساحة 125 دونما، ان منشأته “تمكنت خلال السنوات السبع الماضية من حجز حصة في سوق انتاج المعادن”، مشيرا الى انها “تعد الآن ضمن أقوى خمس شركات اقليمية في مجال الصناعات المعدنية باختتامها المرحلة الثانية من مصنع جلفنة المواسير والمقاطع الحديدية وأعمدة الكهرباء والإنارة”.
وتحتضن مدينة الموقر الصناعية 24 استثمارا متخصصا في انتاج وتصنيع المعادن والكهرباء بحجم استثمار يبلغ 206 ملايين دينار، فيما يبلغ اجمالي استثمارات المدينة 91 استثمارا بحجم استثمار 470 مليون دينار تشغل حوالي 3 آلاف موظف وعامل.
ويضيف الفار، ان الشركة عازمة على الوصول الى السوق الدولية والعالمية من خلال تزويد المصنع بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الجلفنة في العالم، كما تم تزويده بحوض جلفنة فريد بنوعه وقياساته في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا الى ان المرحلة الأولى شملت اقامة مصنع على مساحة 160 دونما لإنتاج التيوبات والمواسير المعدنية الذي بدأ بالإنتاج الفعلي أواخر عام 2012 وبطاقة انتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويا.
ويرجع الفار تطور الانتاج المعدني بالمملكة الى الجهود المشتركة التي بذلها مستثمرون عازمون على النجاح و القطاع الرسمي الذي وفر مناخ الامن والاستقرار، وقرارات داعمة كإعطاء افضلية 15 بالمائة للصناعة المحلية عند احالة العطاءات لتتمكن من منافسة مثيله من المستورد، مؤكدا استعداد الشركة للدخول للسوقين الأميركي والكندي خاصة بعد حصولها على العديد من الاعتمادات العالمية نظرا لجودة منتجاتها ومطابقتها للمواصفات العالمية، حيث حصلت مؤخرا على الآيزو الأميركي (UL) وشهادة فحص المياه من فرنسا فيما تستعد خلال الأسابيع المقبلة للحصول على الآيزو الأوروبي (CE)، بالإضافة إلى حصولها سابقا على الآيزو 9001، 14001، 18001.
واعتبر الفار ان ما توفره مدينة الموقر الصناعية من مزايا وحوافز استثمارية وبيئة استثمارية متكاملة عزز قرار الشركة بالتواجد فيها والانطلاق منها لأسواق التصدير، مبرزا عوامل الموقع الجغرافي القريب من الحدود، وتوفر حزمة متكاملة من الخدمات كشبكات المياه والاتصال والكهرباء ومكاتب خدمات المستثمرين والبنوك واقامة العمال الذي اجتمع ليظهر المدينة بأبهى صورها العصرية المحفزة للاستثمار.
ويعرب الفار عن اعتزازه بأن “صادرات شركة التقنية الدولية تشكل حوالي 60 بالمئة من صادرات مدينة الموقر الصناعية التي تضم قرابة 90 شركة صناعية ما يدل على حجم العمل والإنجاز في الشركة وتوسع أعمالها الذي يخدم العملية الاستثمارية في المملكة بشكل عام والمدينة بشكل خاص، عدا عما توفره من فرص عمل”.
ويبدي المستثمر الفار تفاؤله بإعادة فتح المعابر مع العراق لما ستحققه من انفراج على المستثمرين الأردنيين بإعادة تصدير منتجاتهم لهذا السوق العربي الواسع، كما يبدي تفاؤله بعودة الاستقرار في سوريا ودخول منتجات الشركة لهذا السوق، إضافة الى طموح الشركة في الوصول بمنتجاتها إلى مختلف الوجهات العالمية تحت عبارة “صنع في الأردن”.