لمن يريد أن يعتبر ” نقلا عن رحالة فرنسي “

جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان..

8 مايو 2020
لمن يريد أن يعتبر ” نقلا عن رحالة فرنسي “

صراحة نيوز – قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني* عن والي دمشق أسعد باشا العظمى ومنقولة  بتصرف عن * قسطنطين فرانسوا ڤولني (1757 – 1820م) وهو فيلسوف ورحالة ومؤرخ وسياسي فرنسي.

يقال أنه في يوم ما كان الوالي بحاجة إلى المال فاقترح عليه المحيطون به أن يفرض (ضريبة) على المسيحيين وعلى صناع النسيج في دمشق، فسألهم أسعد باشا: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟
قالوا :من خمسين إلى ستين كيساً (ذهب)
فقال أسعد باشا: ولكنهم أناس محدودي الغنى فمن أين يأتون بهذا القدر من المال؟
فقالوا: يبيعون جواهر وحلي نسائهم يا مولانا!
فقال أسعد باشا: وماذا تقولون لو حصلت المبلغ المعلوم بطريقة أذكى من هذه؟!

وفي اليوم التالي قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي لمقابلته بشكل سري وفي الليل
وعندما وصل المفتي قال له أسعد باشا: نما إلى علمنا أنك ومنذ زمن طويل تسلك في بيتك سلوكا غير قويم وانك تشرب الخمر وتخالف الشريعة وان أسعد باشا في سبيله لابلاغ اسلامبول ولكنه فضل أن يخبرك أولا حتى لا يكون لك أيها المفتي حجة عليه؟!
فما كان من المفتي المفجوع بما يسمع إلا أخذ يتوسل ويعرض على أسعد باشا مبالغ مالية لكي يطوي الموضوع
فعرض أولا ألف بيستار، رفضها أسعد باشا
فقام المفتي بمضاعفة المبلغ، ولكن أسعد باشا رفض مجددا
وفي النهاية تم الاتفاق على ستة آلاف بيستار!

وفي اليوم الذي تلاه قام أسعد باشا باستدعاء القاضي وأخبره أنه يمارس المجون، ويقبل الرشوة، ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة، وانه يخون الثقة الممنوحة له
فصار القاضي يناشد الباشا ويعرض عليه المبالغ المالية كما فعل المفتي، فلما وصل معه أسعد باشا إلى مبلغ مساوٍ للمبلغ الذي دفعه المفتي أطلقه
ففر القاضي سريعا وهو لا يصدق بالنجاة!

بعدها جاء دور المحتسب، وآغا الينكجرية، والنقيب، وشيخ التجار، وكبار أغنياء التجار من مسلمين ونصارى.

ثم جمع خواصه الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيسا وقال لهم: هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟
فقالوا: لا ما سمعنا ذلك.
فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مئتي كيس بدل الخمسين التي كنت سأجمعها فتساؤلوا جميعا بإعجاب كيف فعلت ذلك يا مولانا؟!
فأجاب الباشا: إن جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان.

الاخبار العاجلة