صراحة نيوز – بقلم عدنان الروسان
في مقال جديدة له بعنوان .. الملك وخبز الشعب والله .. تسائل الكاتب عدنان الروسان ” هل يفلعها الملك ” ويطلقها ثورة بيضاء على الفساد والمفسدين كما فعل ملك السعودية الذي زج في السجون أحد عشر أميرا وعشرات الوزراء في ليلة ما فيها قمر على حد تعبيره وملك المغرب الذي أقال اربعة وزراء وعشرات المسؤولين بضربة واحدة .
تاليا نص المقال المتداول على الواتس
المَلِك و خُبز الشعب و الله
أحد عشر أميراً من أصحاب السمو ، و عشرات الوزراء و كبار المسئولين يرحلون في ليلة ” ما فيها قمر ” إلى السجون ليحاسبوا على التهم الموجهة إليهم من فساد و غسيل أموال و تلزيم عطاءات و سرقات من المال العام ، كل هذا في السعودية ، الدولة الملكية التي لم يكن يحلم أحد أنها ستقوم بمثل ما قامت به يوم أمس ، و بغض النظر عن الأسباب الدفينة إن كان هناك أسباب خفية دفينة لاعتقال كل أولئك المسئولين الكبار و الأمراء الذين يعدون من أشهر أمراء آل سعود لإن العمل بحد ذاته عمل محمود تحلم به الشعوب العربية منذ زمن طويل.
أربعة وزراء و عشرات المسئولين إلى الإقالة و المحاسبة و بضربة واحدة أطاحت بهم على يد ملك_المغرب الشهر الفائت و خطاب صارم حاد للملك يقول فيه بصراحة و حدة غير معهودتين في ملك المغرب بأن لا أحد فوق القانون ، و أن الملك سيراقب الأداء العام و الحكومي مراقبة من يرى الشعرة في أفواه المسئولين و الوزراء ، و ترتجف فرائص الكل و يعتدل أو يكاد المسير و الكل خائف من أن يلحقه الأذى من الغضبة الملكية .
إنها ثورات ملوك قرفوا من وزرائهم و كبار مسئوليهم الذين يستخدمون سلطاتهم و نفوذهم ليسرقوا و ينهبوا و يعيثوا في الأرض فساداً و يلاحقوا الشعب على طعامه و شرابه ليسرقوه و ليسرقوا الفرحة من عيون أبناء شعوبهم ، فماذا عنا نحن …
هل يفعلها الملك ..؟
هل يقف الملك و هو الأقرب إلى شعبه و الأجدر بدعمه أن يقف و يضع النقاط على الحروف ، و يسمي الأشياء بمسمياتها ، و يسمي الفاسدين بأسمائهم و يأمر بإرسال قطيع الفساد و الفاسدين إلى السجون و المحاكم ، هل يوقف الملك الحكومة عن المساس بخبز الشعب و يأمر الحكومة ” و لا يوجهها ” زمان التوجيه ماعاد ينفع ، يأمر الحكومة بأن يكون قانون الضرائب موجها للبنوك و الشركات الكبرى التي تربح الملايين ، و المتهربين من الضرائب مثل ذلك الذي سدد عشرة ملايين ليسكت القانون عنه بعشرات الملايين التي سرقها ، و ليس موجهاً للأردنيين الذين يعانون من سكرات الموت منذ عشر سنوات أو أكثر.
هل يفعلها الملك و يسحب السيارات الحكومية الفارهة من بين أيدي المتطفلين و الطفيليين الذين يكونون يوم الجمع و الأعياد على رأس كل منسف و سياراتهم الحكومية تصطف بنمرتها الحمراء و أحيانا الساق ينتظر المسكين حتى ينتهي المعلم من المنسف ” مطرح ما يسري يهري ” هكذا يقول الأردنيون .
هل يفعلها الملك و يلم شلل الديناصورات و الطفيليات و الذين يوجهون كل الخوف نحو كاتب يكتب سطرين تحت حرية سقفها السماء بمليون ميل ، أو نحو خصم لمواطن يستأجرهم ليكون القانون أداة لتحصيل خاوات و حماية مافيات ، و يلجم الذين يظنون الأردن مزرعة و الشعب عبيد يجلدونهم بالسياط .
هل يفعلها الملك ليهدئ من روع الناس و العشائر التي باتت كلها تجتمع و بدأنا نسمع في دواوينها و جلساتها كلاماً لم تكن تقله من قبل ، بل إن موظفي الدولة و الحكومة و في مكاتبهم يتحدثون و الأبواب مفتوحة و المراجعون يسمعون عن الفساد و القل و الذل الذي يعانونه و المسخرة التي لا تنتهي ، حيث لا تطبق القوانين بالمساواة على الأردنيين في الضرائب و الجمارك و المكوس و غيرها.
هل يفعلها الملك و يشفي صدور قوم أردنيين و لو لمرة واحدة في العمر و نرى القانون واضحاً صريحاً و الأمر الملكي لا لبس فيه و لا غموض ليعيد للشعب بعض كرامته ، و للناس بعض عزة نفسها حتى لا تبقى تستجدي مكرمة صحية و مكرمة غذائية و تدخل ملكي مباشر في شراء علبة حليب لطفل أو شراء كيلو من الخبز لعائلة لا تجد ما تسد به جوع أطفالها.
هل يفعلها الملك و ينسى ألقاب و رياء الذين يكذبون عليه و علينا و ينافقون له و يقسون علينا ، و يبتسمون له و يسنون أسنانهم علينا ، و يتغنون بالوطن وهم يسرقون الوطن ، و ينادون بالولاء و الانتماء و هم لا ولاء لهم إلا للحساب البنكي و لا انتماء إلا لطابور اللصوص و الكومسيونجية السياسية و الإدارية ، هل يأمر باقتيادهم إلى المحاكم علنا وكما فعل ملك المغرب و ملك السعودية ، أم يتركنا أمام الديناصورات الضالة حتى لا يبقى للملك شعب يحكمه.
أكتب باسم أناس كثيرين أسمعهم يشكون و يبكون و ينادون حتى بحت أصواتهم ، أكتب لأنني أشفق على الملك أن يسأله الله يوم القيامة فيقول يا رب ، لقد قال لي رئيس الديوان أو رئيس الحكومة أن كل شيء على ما يرام فيقول رئيس الديوان و رئيس الحكومة ، لم يكن لنا سبيل عليه إلا أن أمرناه فأطاعنا ، أشفق على الملك من مثل ذلك الموقف
اللهم إنني قد بلغت بما قد لا يقود الفاسدين إلى السجن بل يقودني أنا و أنا راض ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي.