صراحة نيوز – قالت وسائل إعلام أمريكية، الرئيس بايدن يواجه خيارا صعبا في سياساته تجاه السعودية على خلفية قرار “أوبك +” بتخفيض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا.
وووفقا لصيحفة “نيويورك تايمز”، فإن الكثيرين في الولايات المتحدة اعتبروا قرار “أوبك +” طعنة في ظهر بايدن، قبيل أسابيع من الانتخابات الجزئية اللكونغرس.
وتساءلت الصحيفة عن مواجهة الرئيس الأمريكي جو بايدن على ما وصفته بـ”الخيانة”.
ولفتت الصحيفة إلى ان الديمقراطيين يشعرون بالإحباط حيال ما اعتبروه “الإذعان الزائد” من الرئيس تجاه السعودية، معبرين عن استعدادهم لاتخاذ موقف متشدد.
ودعا النائب الأمريكي توم مالينوفسكي الرئيس جو بايدن ببدء سحب القوات الأمريكية من السعودية، قائلا: “على بايدن أن يبدأ بسحب كل شيء”، في إشارة إلى التواجد العسكري الأمريكي في السعودية، مضيفا أن “ذلك سيلفت انتباههم… عمل مقابل عمل… هل يعتقدون بالفعل أنه بإمكانهم مبادلة شريكهم الأمني الأمريكي بالشريك الأمني الروسي أو الصيني؟ إنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون فعل ذلك”.
وصرّح زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر، بأن قيام السعودية في مساعدة روسيا لمواصلة ما وصفه بـ”الحرب البشعة والوحشية ضد أوكرانيا”، وأن ما قامت به الرياض سيتذكره الأمريكيون لفترة طويلة.
وقال: “ندرس جميع الأدوات التشريعية للتعامل مع هذه الخطوة الوقحة والمثيرة للامتعاض بأفضل طريقة”.
من جهة أخرى، تشير الصحيفة إلى أن إدارة بايدن تتخذ موقفا أكثر حذرا، حيث تأمل بأن التقليص الحقيقي للإنتاج سيبلغ نصف الحجم المتفق عليه، إذ أن بعض المنتجين لا يحققون أهدافهم.
وأوضحت أنه بدلا من معاقبة السعودية، يركز مساعدو بايدن اهتمامهم على التصدي لخطوتها في الإفراج عن المزيد من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي والبحث عن التقارب المحتمل مع فنزويلا.
وكتبت الصحيفة أن الإدارة تدرس على ما يبدو الخطوات للضغط على شركات الطاقة الأمريكية من أجل خفض أسعار التجزئة مع احتمال الحد من تصديرالمشتقات النفطية.
وقال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي للبيت الأبيض برايان ديز بهذا الصدد: “نحن لن نعلن عن أي خطوات في هذا الاتجاه، لكن هناك إجراءات لا نزال ندرسها”.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن قرار “أوبك+” يأتي في أسوأ لحظة بالنسبة لبايدن من الناحية السياسية، علما بأنهم يراهن على خفض أسعار الوقود في الحملة الانتخابية.ويشار إلى أن أسعار البنزين قد عادت للارتفاع، حتى قبل الخطوة السعودية، حيث ارتفع المعدل الوطني لسعر البنزين بمقدار 7 سنتات مقابل الغالون منذ الاثنين الماضي، ليصل إلى 3.86 دولار مقابل الغالون الواحد.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين في إدارة بايدن يخشون أزمة حقيقية في كانون الأول، حيث يدخل سقف الأسعار المفروض على النفط الروسي حيز التنفيذ، إضافة إلى الحظر الأوروبي على شراء الخام الروسي.
وأشارت إلى أن خيارات بايدن للتعامل مع خفض الإنتاج محدودة، حيث قد أمر الرئيس بالإفراج عن النفط من الاحتياطي الاستراتيجي، لكن الاحتياطي عند أدنى مستوياته الآن منذ 40 عاما، وهذا ينطوي على مخاطر النقص في حال اندلاع حرب أو كارثة طبيعية مثل إعصار جديد.
وبإمكان إدارة بايدن كذلك فتح المزيد من الأراضي والمياه أمام أعمال الحفر والتنقيب ومد الأنابيب من أجل زيادة الإنتاج المحلي، لكن ذلك قد يواجه انتقادات من قبل حماة البيئة.
وأشار النائب مالينوفسكي إلى أن الجمهوريين قاموا بمثل هذه الخطوة في 2020 والتي استخدمها الرئيس دونالد ترامب للضغط على السعودية من أجل خفض الأسعار عندما كان ارتفاعها مثيرا للقلق.
وأضاف مالينوفسكي أن على بايدن أن يستخدم هذا التشريع أيضا للضغط على الرياض.