اللواء المتقاعد محمد السبايلة
صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
من غير المقبول ان يبقى التعين في المناصب العليا يتم دون الاستناد على اسس واضحة تأخذ بعين الاعتبار الكفاءة والأهلية والسمعة وكذلك ان تبقى عملية التعين في الوظائف العامة بالصورة التي تجري حاليا من خلال ديوان الخدمة المدنية وقد ثبت عدم نجاعة جميع الآليات التي اتبعها الديوان في تخفيف معاناة الذين ينتظرون دورهم في التعين .
وتتفاقم المشكلة أكثر يوما بعد يوما مع استمرار نهج التعينات في المناصب العليا التي يحكمها العلاقات والمعرفة والواسطة والمحسوبية والشللية والتوريث فيما اصحاب الكفاءات مغيبون لا يلتفت اليهم اصحاب القرار .
لا يمر يوما الا ونسمع هنا وهناك آهات وتحسر وانتقادت لاذعة من تعين فلان الذي كان ترتيبه ( طشي ) بين أقرانه في المدرسة والجامعة واحالة علان وحميدان على التقاعد بالرغم من أن الأول ما زال في قمة العطاء وصاحب سمعة مسك والثاني مُستهلك (بضم الميم ) منذ بداية حياته الوظيفية لكن الأدهى والغضة في آن واحد ان يتم بعد فترة وجيزة اعادة تعين المستهلك في وظيفة مرموقة جديدة .
سكان الأطراف الأكثر شكوى وتذمرا من تجاهل ابنائهم وتهميشهم والذي ان استمر قد يدفع لا سمح الله الى حدوث ما لا تُحمد عقباه فهل يعي المخططون وصناع القرار ذلك وهل يُحسنون القراءة ما بين السطور ان كان يهمهم أمن الوطن واستقراره الذي ركيزته الأولى العدالة المجتمعية .
اضرب مثلا هنا من محافظة الطفيلة حيث السؤال في المجالس العامة …لماذا الطفيلة ؟
لماذا يتم استثناء اصحاب الكفاءات من ابناء محافظة الطفيلة ليتولوا المناصب العليا ولماذا يتم اقصاء من يصلون الى سن التقاعد رغم انهم ما زالوا في قمة العطاء فيما الفرص تبقى متاحة لأخرون يتنقلون من منصب لأخر وقد بلغ بعضهم من العمر عتيا .
استذكر هنا من ابناء محافظة الطفيلة ولا انتقص من الكفاءات التي تزخر بهم جميع الأطراف في المملكة استذكر الباشا محمد السبايلة الذي أحيل على التقاعد برتبة لواء والذي تولى اثناء خدمته العديد من المهام كانت موضع تقدير جلالة قائد الوطن وأذكر له موقفا في احد فصول الشتاء حيث كان قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية واصيب بكسر في يده وهو يقوم بالاشراف على عمليات مساعدة المواطنين جراء الثلوج التي هطلت في جنوب المملكة ونصحه الأطباء باستراحة منزلية وبعد ايام علم ان جلالة الملك سيزور المنطقة الجنوبية فما كان منه الا ان لبس البزة العسكرية وكان في مقدمة مستقبلي جلالة الملك .
اللواء المتقاعد صابر المهايرة
وأذكر الباشا صابر المهايرة والذي احيل على التقاعد برتبة لواء والذي تولى أخطر المهام ما بعد اشتداد الازمة في الشقيقة سوريا حيث كان قائدا لحرس الحدود ويشهد أقرانه وزملاءه على سلامة اداءه واتقانه لعمله في التعامل مع مختلف التداعيات في ذلك الوقت
العميد الطيار المتقاعد راكان القرعان مع جلالة الملك حين كان أميرا
واذكر الباشا الطيار راكان القرعان الذي احيل برتبة عميد وهو في قمة عطاءه الذي عُرف بمدرب القادة واسعفته سيرته الوظيفية والعلمية ليعمل مع الامم المتحدة بعقد خاص ملتزما بثوابت الدولة الاردنية وبعد ان عاد الى الوطن تلقفته أكاديمة طيران خاصة ليعمل مديرا لها .
والحقيقة ان الذاكرة تحتزن اسماء الكثيرين ممن ظلموا من ابناء مختلف محافظات المملكة الذين تم تهميشهم وتجاهلهم وهم في قمة العطاء وبقيوا محافظين على مسلكياتهم العطرة والسبب لأن النهج المتبع في توليف المناصب لا ينطبق عليهم .
الدكتور دريد المحاسنة محاضرا في احدى الفعاليات
اختم بحادثة اعلمني بها احد الأصدقاء والتي حصلت مع احد ابناء محافظة الطفيلة خلال فترة مشاورات رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز لاجراء التعديل الأخير على حكومته حيث طلب مقابلة الدكتور دريد محاسنة الذي يحمل مؤهل دكتوراه في الهيدرولوجيا وعلوم البحار وسبق له أن تولي العديد من المناصب الهامة في الدولة الاردنية وكانت في مجالات تخصصه حيث عرض عليه الرزاز ان يدخل في التعديل وزيرا للزراعة والبيئة خلفا لأ[ن عشيرته وزير الزراعة المهندس ابراهيم الشحاحده وهنا سأل المحاسنة ان كان دخوله في التعديل على اعتبار انه من الطفيلة فجاء الجواب نعم لكن الرد كان مفاجأ للرئيس حيث رفض المحاسنة العرض لسببين الاول عدم قناعته بنهج المحاصصة وعدم رغبته بالعمل في حقل ليس تخصصه .. والله اعلم
الخلاصة ان المحاسنة عينة تُمثل غالبية ابناء الأطراف الذين حققوا ما حققوه من مكانة علمية وعملية وسمعة زكية بشق الأنفس الذين ” لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب “.
ويبقى الظلم ظلمات ونبقى الطفيلة كباقي الأطراف لا بواكي لها