على هامش الاجتماعات الملكية مع العشائر الأردنية

7 يناير 2020
على هامش الاجتماعات الملكية مع العشائر الأردنية

صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان

أعتقد أن الاجتماعات الملكية والتي تم عقدها بين جلالة الملك وممثلي العشائر الأردنية، قد تم ترتيبها من قبل مستشارية شؤون العشائر. وقد تمت حتى الآن اجتماعات مع عشائر بئر السبع، عشائر بني حسن، عشائر العجارمة، عشائر البلقاوية، وعشائر بني عباد. وإن كنت لا أعترض على هذه الاجتماعات التي تهدف إلى إطلاع جلالته على أوضاع شعبه، إلا أن لي عليها بعض الملاحظات والتساؤلات، التي قد تنفع القائمين عليها في تصحيح مسيرتها.

ورغم أن طابع هذه الاجتماعت عشائريا إلاّ أنها انحرف حيناً لتأخذ طابعا مناطقبا. وعلى سبيل المثال فإن تسمية عشائر لبلقاوية كما كانت في أوائل القرن الماضي وكما وردت في كتب التاريخ هي عشائر العدوان، العجارمة، بلقاوية مادبا، بلقاوية عمان، الدعجة. وهنا أتساءل:
1. لماذا دُعيت عشائر العدوان ضمن عشائر البلقاوية وتم تذويب اسمها، علما بأن العشائر الأخرى دُعيت بإسمائها ؟
2. لماذا لا تكون هذه الاجتماعات مناطقية حسب المحافظات لتشابه طبيعتها، خاصة وأن بعض العشائر موزعة في عدة محافظات ؟
3. أليست بعض العشائر التي دعيت بصورة منفصلة، هي جزء من عشائر البلقاوية، حسب الإسم الذي أسبغ عليها ؟
4. عشائر السبعاوية – مع احترامي لهم – والذين تمت دعوتهم إلى الاجتماع بصورة منفصلة أيضا، هل هم من العشائر الأردنية ؟
5. لماذا لا يكون جلالته ضيفا على العشائر، فيزورهم في مواقعهم مكرما ليطلع على طبيعة أحوالهم، بدلا من كونهم ضيوفا عليه في داخل السرادقات الملكية ؟
6. هل يُعقل أن جلالة الملك ينتظر سماع شكاوى شعبه، من خلال هذه الاجتماعات التي يتراوح مدعووها بين 150 إلى 200 شخصا ويصعب الحوار خلالها بين الطرفين ؟ إذ نشاهد على شاشات التلفزيون بعض المتحدثين ولكن لا نسمع حديثهم، فنعتقد أنهم يسبّحون بنعمة الأمن والأمان، وتقديم الشكر لمسؤولي الهيئات الرسمية على اهتمامهم، دون التطرق لقضايا الوطن الهامّة. وبعد عودتهم يواجهون بتساؤلات أبناء عشائرهم بِ : ماذا طلبتم وماذا سمعتم جديدا، فلا يجدون إجابة عملية ؟
7. لا أعرف ما هي الآلية التي تتبعها ( فرّازة الديوان الملكي )، لاختبار أبناء وبنات الأردنيين، الذين يُدعون لمثل هذه الاجتماعات ؟ فهل هناك أناس مرضي عنهم يفوزون باللقاء، وآخرون مغضوب عليهم مستبعدون من الحضور ؟ لمن يدير هذه الفرّازة المقيته أقول: بأن الأردنيين مجمعون على حب الملك، وإن كانت هناك خلافات بالرأي أحيانا، فهي تصب في مصلحة الوطن، ولا تبرر صناعة صفحة سوداء، تحمل أسماْ بعض من يقال لهم ” أبناء وبنات الوطن “.
8. قضايا المواطنين الهامة ليست عشائرية، بل هي قضايا وطنية يعرفها الجميع وعلى رأسهم جلالته ومن بينها : مستقبل الأردن السياسي والاقتصادي والأمني، الفقر والبطالة، العدالة في سقف الرواتب لموظفي الدولة ومؤسساتها، حرية الرأي وإلغاء قانون الجرائم الإلكترونية، تعديل الدستور، سنّ قانون انتخاب عصري مناسب، إلغاء مخصصات الأحزاب المالية، إلغاء المؤسسات

الخاصة، ترشيد الاستهلاك وتخفيض أعداد الوزراء والنواب والأعيان. إيجاد سكن وظيفي لكبار المسؤولين والتوقف عن منح القصور الخاصة لهم، تغيير النهج المتبع في إدارة الدولة، محاسبة الفاسدين من خلال سنّ قانون “من أين لك هذا ” ؟ إعادة النظر باتفاقية وادي عربة، معالجة قضايا الغاز والمياه مع العدو الإسرائيلي.

ختاما أرجو الله أن يهدي القائمين على مثل هذه الاجتماعات، بأن لا يخلقوا أحقادا وشرخا بين أبناء وبنات هذا المجتمع المجتمع المتآخي والمتماسك بإذن الله.

التاريخ : 7 / 1 / 2020

الاخبار العاجلة