على هامش بدء اعمال ورشة العمل الاقتصادية الوطنية في الديوان الملكي الهاشمي
26 فبراير 2022
صراحة نيوز – على هامش بدء اعمال ورشة العمل الاقتصادية الوطنية في الديوان الملكي الهاشمي اليوم السبت يحضرني مقالة كتبتها بتاريخ 8 حزيران من العام الماضي بعنوان ” قراءة في المسيرة ” والتي تأتي انطلاقا من دور الإعلام الوطني في التأشير على مواطن الخلل التي هي نتاج اداء العديد من الحكومات المتعاقبة وعلى أمل ان تجد آذانا صاغية في مستوى تحمل المسؤوليات الوطنية لنلج المئوية الثانية بثقة واقتدار .
ما تضمنته تلك المقالة تعكس نبض ما يتطلع اليه المواطنون وما يعانون منه والمنسجمة مع رؤى وتطلعات جلالة الملك وتؤشر بصورة رئيسية على قرائتى لما بين السطور في أحاديث جلالته خلال لقاءاته وفي توجيهاته منذ تسلم سلطاته الدستورية حيث الهدف الرئيس لجلالته مواصلة مسيرة البناء والنهوض بالوطن لينعم الشعب بحياة كريمة ونحافظ على مكانته الوطنية اقليميا وعربيا ودوليا التي صنعها قادة بنو هاشم بدءا من الملك المؤسس وانتهاء بالملك المعزز .
المأمول من ورشة العمل التي أمر بها جلالة الملك أن تضم أولا خيرة الخبراء والمختصين الذين يزخر بهم الوطن بعيدا عن الشكليات كما كان يحصل في لجان سابقة وحصل في تشكيلات مجلس الأعيان والحكومات المتعاقبة وتولي المناصب القيادية الذي يتم بناء على العلاقات الشخصية والتوريث وتبادل المنافع بين المتنفذين وأن تخرج ثانية بمقترحات تأخذ بعين الإعتبار في المرتبة الأولى التوحه الحقيقي للاعتماد على ثروات الوطن بوضع استراتيجيات عابرة للحكومات وفق خطط زمنية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل مؤمنين بان استثمار مكنوز الأردن من الثروات الطبيعية كفيل ببدء مرحلة جديدة في مسيرة الوطن في مئويته الثانية .
لا يختلف اثنان أن الاجداد والاباء تمكنوا من النهوض بالدولة الأردنية منذ نشأتها بالرغم من قلة الموارد والامكانات التي كانت متاحة فكان لنا هذا الوطن الذي يتفيء أبنائهم واحفادهم فيه نعمة الأمن والاستقرار والمكانة الدولية والاقليمية والذي بات يُشكل عامود الارتكاز الامني في المنطقة.
ولا يختلف اثنان أنه كان لقادة بنو هاشم دورا رئيسيا وهاما خلال مسيرة المئة عام التي مضت الذين اتصفوا بالحكمة وبعد النظر وقوة الدراية مرتكزين على حب والتفاف الشعب حول الراية الهاشمية وان العلاقة بينهم متجذرة وراسخة وهم اصحاب الشرعية الدينية والتاريخية والمؤمل ان تنهض الأمة بقيادتهم .
كما ولا يختلف إثنان ممن عاشوا حقبة الزمن الجميل في عهد الملك الباني الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه أن الأحوال والظروف التي كانت هي غير ما بدأت المنطقة والاقليم تشهده منذ نحو عشر سنين ونيف ومجمل التغيرات التي عصفت بالعالم سياسيا واقتصاديا والتي كان لها انعكاسات مؤثرة وصعبة على الدولة الاردنية التي كانت تعتمد في بصورة كبيرة على المساعدات الدولية وعون عدد من الدول الشقيقة وتحويلات الأردنيين من عملهم في دول الخليج والمملكة العربية السعودية بوجه خاص وعدد آخر من دول العالم والذي تراجع بصورة كبيرة .
ولا نختلف كذلك قيادة وشعبا ان ثمة منغصات بفعل تمادي وتغول مرضى النفوس على مقدرات الوطن والمناصب العامة الذي ارهقنا جميعنا وسببه سؤء الإدارة وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وعدم تطوير وتجويد العديد من التشريعات الناظمة للحياة في ومقدمتها الناظمة للحياة السياسية والذي سببه نحن بلا استثناء كل من موقعه مواطنا كان لنحسن اختيار ممثلينا في السلطة التشريعية التي تُعد الحجر الأساس في بناء الدولة وتطورها ام مسؤولين ( اذن من طين والأخرى من عجين ) ممن تربعوا في مناصبهم ليخدموا الأمة ملتزمين بالقسم الدستوري والذي رافقه ضعف في الحوار الموضوعي بين كافة القوى والأطياف مع غياب شبه تام لقادة مجتمع بمستوى المسؤوليات الوطنية وشاهدنا على ذلك التوجيهات والرسائل الملكية المستمرة والمتكررة بغية تغيير الحال الى أفضل حال فكلنا نتحمل المسؤولية فيما آل اليه حالنا في المجالات كافة .
لن تنتظم المسيرة اذا لم نبدأ بتمتين الحجر الأساس ( السلطة التشريعية ) والتوجه للاعتماد على الذات تدريبا وتأهيلا وقبول مجالات العمل على اختلافها وبدء استغلال ما يكتنزه الوطن من ثروات طبيعية كثيرة وغيرها من عناصر التطوير والذي يستوجب البدء باعداد خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد من قبل خبراء ومختصين وأصحاب رؤى معرفة وخلاف ذلك سنبقى مكانك سر أو يزداد تراجعنا لا سمح الله فما لنا الا هذا الوطن لنتفيء ظلاله وننعم بخيراته التي لا تعد ولا تحصى ان نجحنا في بدء مرحلة اصلاح حقيقية .