صراحة نيوز – بقلم الفريق الركن المظلي المتقاعد علي سلامة الخالدي
في صباح ٣٠ كانون الثاني ١٩٦٢، أشرق صَوت الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، كالشمس يدخل كل بيت يحمل دفء المشاعر وصدق الحنان، وبهجة الفرحة بمولد سمو الأمير عبدالله، كان على يقين المؤمنين بأن الأمير سيكبر، ويترعرع بين أبناء الأردنيين وعندما يشتد عوده ويقوى ساعده سيكون له شأن وريثاً شرعياً للعرش معقودا عليه، الأمل بحمل راية الأمانة، لتحقيق رسالة الهاشميين لبناء هذا الوطن وخدمة هذه الأمة.
وتطوي الايام ذكريات العمر ويلمع نجم جلالة الملك عبدالله الثاني في سماء الأردن، ويبدأ بوضع أسس بناء الدولة الأردنية الحديثة حسب معايير إنسانية مدنية، قانونية تقوم على منظومة قيم أخلاقية تجمع ما بين الثقافة العربية الإسلامية وحداثة العصر، تعتمد مبادئ الحرية و العدالة والمساواة وتكافئ الفرص واحترام حقوق الإنسان، تحافظ على التعددية والهوية الوطنية، تأخذ بعداً تنمويا لرسم سياسة تنمية الموارد البشرية والتنمية الاقتصادية، دولة الأمن والإستقرار، دولة المؤسسات والقانون، دولة الاستغلال الأمثل للموارد، دولة الثقة والمصداقية، دولة الحكم الرشيد والتطور والارتقاء .
لكن الظروف الدولية والحروب الإقليمية فرض على الاردن حصار غير معلن، مما أربك الخطط وعطل البرامج وأصبحت البلاد تواجه أزمة اقتصادية عميقة مركبة مزمنة، ومما زاد الطين بلة، استحواذ فئة معارضة على وسائل التناحر الإجتماعي استغلت بعض القضايا واستخدمتها كقميص عثمان، لإثارة الفتنة ومحاولة زعزعة الأمن وتعكير الاستقرار وانكار الإنجازات وتضخيم السلبيات.
وبالرغم من ذلك استطاعت سياسة الدولة الحكيمة، تجنيب البلاد مخاطر التطرف وتجاوز خريف التفكك والدمار، سيبقى الأردن قلعة حصينة عصية على الاختراق، واحة آمنة في صحراء محترقة، نال الأردن ثقة المجتمع الدولي باعتباره دولة محورية وعامل استقرار رئيسي ومركز توازن إقليمي وقوة فاعلة في حفظ الأمن والسلم الدوليين .