صراحة نيوز –
على الرغم من الإجراءات المتبعة في الصين حاليا للسيطرة على تفشي فيروس كورونا القاتل وتصريحات المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الصيني شي جينبينغ عن “الانتصار” ضد الفيروس، خرج مسؤول محلي في موقف نادر ليكشف للعلن عن مدى القصور وفشل القيادة المركزية في التعامل مع الأزمة.
الرئيس الصيني شي جيبينغ قال قبل أيام خلال اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي (تتكون من سبعة أعضاء وتدير البلاد) الحاكم أن الصين يمكنها “الانتصار في المعركة”.
وأكد الرئيس الصيني أن “من الضروري إزاء وضع خطر لوباء يتسارع انتشاره تعزيز القيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب”.
في مقابل ذلك، خرج شو شيان وانغ، عمدة مدينة ووهان، مركز تفشي المرض، ليلقي بالمسؤولية على الحزب المركزي في التأخر في الإعلان عن تفشي الوباء، في ما اعتبره صينيون “فضيحة”.
تصريحات المسؤول المحلي جاءت بعد أن وجه صينيون غاضبون أصابع الاتهام له بالمسؤولية عن سوء إدارة الأزمة، لكن سرعان من طالت أيضا القيادة المركزية فيما بعد.
وقال المسؤول مقابلة تلفزيونية إنه لم يعلن عن ظهور المرض بعد ظهور أول حالة في ديسمبر الماضي لأنه لم يكن مخولا بالكشف عن هذه المعلومات إلا بتصريح من القيادة المركزية.
وقال عمدة المدينة إنه لم يتخذ إجراء بعزل المدينة إلا بعد أن عقد مجلس الدولة في بكين اجتماعا اعترف فيه بالمرض وصرح له بذلك.
في نهاية المقابلة، عرض المسؤول الاستقالة من منصبه بعد أن طالب السكان المحليون منه ذلك. موقع صحيفة Shanghaiist الصينية قال إنه بعد أن تحدث عن “سوء فهم” لموقفه، “ضحى المسؤول بنفسه لتهدئة الغضب العام”.
بالتزامن مع ذلك، اتسع نطاق الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي ليطال الحزب الحاكم، في تعبير نادر عن الغضب في ظل نظام لا يعترف بحرية التعبير، وهو ما قد يرى فيه النظام الصيني تهديدا حقيقيا.
هذه الأزمة تذكر الصينيين بتفشي مرض سارز في عام 2002 الذي أدى إلى وفاة نحو 800 شخص حول العالم.
وفي حين قال الرئيس الصيني عن فيروس كورونا المستجد إن “الوباء شيطان، ولا يمكننا أن نتركه يختبئ”، لا ينسى البعض أن النظام تكتم قبل نحو 18 عاما عن ظهور سارز.
ما زاد من الغضب أن الأزمة الأخيرة أيضا انعكست على الأوضاع المعيشية للمواطنيين، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية، وأغلقت مصانع، وتقيدت حركة المواطنين بسبب إجراءات العزل.
وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، تعتبر أزمة فيروس كورونا المستجد هي الأزمة الأكبر التي يواجهها الرئيس الصيني منذ توليه السلطة في 2012.
تقول هذه السيدة الصينية في فيديو منتشر على وسائل التواصل : “أنت وعدتنا بالرفاهية في 2020 لكن ماجنيناه هو فقدان عائلاتنا… ارحل.. نحن بحاجة إلى قادة أكفاء”:
يعلق هذا المغرد بالقول إن المواطنيين “يتكدسون في هذا المستشفى، بينما يقول الحزب الحاكم إن الأمر تحت السيطرة. لا أصدق ذلك”:
عاملون في مستشفى يشكون من إرسال المسؤولين عن الصحة في بكين لهم معاطف لا تصلح للاسخدام:
يقول هذا المواطن إن سكان ووهان لا يتلقون الرعاية الصحية الكافية ولا تجرى لهم الفحوصات اللازمة:
كتب هذا المغرد ساخرا على لسان الرئيس الصيني أنه وعد بمناسبة العام الجديد بمزيد من “الرقابة والقمع”:
وفي ووهان، تسود حاليا أجواء من الهدوء التام على المدينة، حيث معظم المحال التجارية مغلقة وحركة السير غير الضرورية ممنوعة، بينما تجوب الطرق الرئيسية سيارات قليلة للشرطة والإسعاف.
وتسبب فيروس كورونا المستجد حتى الآن في وفاة 213 شخصا على الأقل، جميعهم في الصين، وإصابة آلاف آخرين في صالين ودول أخرى.