صراحة نيوز – يصادف يوم غد الأربعاء العيد الثاني والسبعون لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال.
وقد واصل سموه على مدار عام مضى تبنيه لقضية الكرامة الإنسانية وضرورة تعزيز المعايير الأساسية مثل قدسية الحياة البشرية وحماية البيئة الطبيعية والإنسانية إلى جانب العمل على تفعيل القواسم المشتركة بين الثقافات العالمية في إطار حضارة إنسانية واحدة.
واستمر سموه في العمل دون كلل أو ملل على تشجيع التعاون والتواصل الإقليمي والدولي، وذلك عبر عمله مع العديد من المؤسسات الوطنية والدولية.
كما يواصل دعم بحوث المؤسسات التي أسسها أو يرأسها، حيث يعمل بشكل وثيق مع الجمعية العلمية الملكية، التي ترأسها ابنته الأميرة سمية؛ ومنتدى الفكر العربي، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، ومعهد غرب آسيا وشمال أفريقيا، ويجسد عمل هذه المؤسسات جهود سموه لخدمة الأردن والمنطقة والعالم.
ويكرّس سموه القسم الأكبر من جهوده من أجل بناء مستقبل أفضل للشباب من خلال رؤية متكاملة للتصدي للأزمات العالمية ومجابهة التحديات التي تواجه الشباب الأردني وبخاصة أن الأردن لديه أعلى نسبة في العالم من السكان دون سن الثلاثين.
وما زال سموه يدعم جهود جائزة الحسن للشباب التي تعمل على تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات الحياتية المختلفة وتطوير مفاهم المواطنة والنماء والانتماء لديهم.
كذلك يرعى سموه جائرة الحسن للتميز العلمي ويعمل بشكل وثيق مع منظمة اليونسكو واليونيسيف ومعهد غرب آسيا وشمال أفريقيا ضمن مشاريع مختلفة تركز على توفير فرص عمل للشباب في منطقة المشرق وتعمل على تشجيع الشباب على المشاركة في القضايا العامة.
ولأن الكرامة الإنسانية على الدوام هي المحور الذي يركز سموه عليه، فقد استمر في العمل بشكل وثيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والأونروا، واليونيسيف، والمنظمات غير الحكومية الأخرى لدعم المهمشين والضعفاء واللاجئين الباحثين عن ملجأ آمن وحياة أفضل.
ويدعم سموه جهود “معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا” لإقامة دراسات حول مواجهة التطرف في المنطقة، ويكرر الحديث دائما عن الحاجة إلى مركز لحوار السياسات يعمل على مناقشة تطوير السياسات لرفد جهات صنع القرار.
وفي هذا السياق، شارك سموه في المؤتمر الذي نظمه مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي في إطار الاحتفال بالذكرى السبعين لإعلان حقوق الإنسان، وتحدث خلال المؤتمر عن ضرورة إيصال الصوت الحقيقي القادم من الأقليم، وأهمية استخدام تحديات الماء، والطاقة، والبيئة الإنسانية كحافز للتغير الإيجابي، علاوة على طرح مسألة: “هل نستطيع الآن تعزيز السلام بدلا من شن الحروب؟”.
بالمثل، كان لسموه دور مهم في إطلاق الاستراتيجية الوطنية “تصفير الجوع” في كانون الأول الماضي، من خلال العمل مع منظمة الأغذية العالمية، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، والمركز الوطني للبحث والتطوير، وفي حين أن الأردن حقق تقدما مهما في تعزيز الأمن الغذائي، وتخفيض سوء التغذية والجفاف، إلا أنه ما زال هناك الكثير مما ينبغي فعله كي تتمكن المنطقة من التمتع بالازدهار والاستقرار الحقيقي الذي تستحقه.
ويشكل موضوع التشبيك والتواصل محورا مهما بالنسبة للأمير الحسن، وقد كان لسموه دور بارز في العمل مع مشاريع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين و”مؤسسة داغ همرشولد” لحفظ السلام وتعزيز الحوار في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
ما أعلن سموه عن تأسيس المرصد العالمي للمياه والسلام خلال أسبوع المياه العربي الخامس في آذار من هذا العام، وجاءت هذه المبادرة الجديدة تتويجا للعمل الدؤوب قام به الفريق العالمي رفيع المستوى المعني بالمياه والسلام، والذي يهدف إلى تحويل قضايا المياه إلى أدوات للتعاون ووسيلة للسلام في المنطقة.
يؤمن سموه بأن الابتكار يولد أفكارا جديدة ويفتح أفاقا مثيرة للمستقبل.
ويواصل صاحب السمو الملكي التعاون مع المنظمات الدولية من خلال معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا مثل إطلاق مبادرة “نقل الطاقة”، التي تهدف إلى دعم طاقة الأردن المستدامة، وقد طورت هذه المبادرة، وعبر عقد عدد من اللقاءات، مقترحات بهدف استخدام التكنولوجيا الجديدة لإحداث اختلاف حقيقي وملموس على حياة آلاف الأردنيين مثل نماذج بناء البيوت الخضراء بأسعار معقولة، علاوة على استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل نظام تسخين المياه في مستشفى المفرق.
وفي حين يمثل الابتكار والتكنولوجيا المستقبل، يواصل سموه التأكيد على أهمية التاريخ والتراث في منطقتنا والحفاظ عليه مما يتعرض له من دمار وتهديد، لذلك، فلسموه اهتمام كبير بالأبحاث والدراسات والمشاريع المتعلقة بالآثار، وقد تحدث أخيرا، خلال المؤتمر الرابع عشر لتاريخ وآثار الأردن، الذي عقد في فلورنسا/إيطاليا، مشددا على أهمية التعاون الأكاديمي الذي يمكننا من مشاركة تاريخ العالم بعيدا عن الانعزال والإنغلاق.
وخلال هذا العام قاد الأمير الحسن جلسات منتدى الفكر العربي الحوارية التي تناقش واقع ومستقبل المنطقة؛ ودعا سموه في مؤتمر “أعمدة الأمّة الأربعة”، والتي تتألف من العرب والتُرك والفُرس والكُرد، إلى استخدام منطق العقل وأدب الحوار، مؤكدا الحاجة إلى مشروع ثقافي حضاري جامع، يعيد لأمتنا ومنطقتنا دورها الإنساني والحضاري. وخلال مشاركته في الندوة التي نظمها المنتدى بعنوان “دولة النهضة العربية: المئوية الأولى للحكومة العربية الفيصلية والمملكة السورية” أشار سموه إلى أن النهضة هي عملية مستمرة (سيرورة) ومحصلة تشاركية لقطاعات المجتمع كافة، في مسار وغايات شمولية، تبدأ بتنمية الإنسان كأساس في المواطنة المتكافئة لبناء الدولة، ويشكِّل سقفها نظاماً تكاملياً عادلاً يمكِّن الجميع من المشاركة في جهود الإصلاح والبناء، ومن ثم جني ثمار التنمية الشاملة.
ويكرس سمو الحسن بن طلال جهوده لتعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات وأتباع الديانات في العالم، ويؤمن سموه بأننا لا نستطيع مواجهة استقطاب الكراهية المبني على الجهل والخوف والتطرف إلا عبر تعزيز مفاهيم التنوع والتعددية وقبول الآخر والمواطنة الحاضنة.
ويعمل سموه بشكل وثيق مع المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان، الذي يرأس مجلس أمنائه، كما شارك في العديد من الفعاليات وتحدث فيها لتشجيع القادة المدنيين والدينيين على العمل معا.
وفي هذا الإطار شارك صاحب السمو الملكي، في الندوة الدولية التي نظمها المركز البابوي للحوار بين الأديان في مدينة الفاتيكان بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية للتحدث عن أهمية الكرامة الإنسانية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء.
وشارك سموه في مؤتمر دولي حول إدارة الفضاء الدينية للأماكن المقدسة، كما يعمل سموه مع مجموعات دولية أخرى، مثل مؤسسة (آنا ليند)، والمجموعة العربية للحوار الإسلامي المسيحي والمؤسسة الخيرية الأردنية الهاشمية، من ضمن منظمات أخرى.
ولما للقدس من مكانة خاصة في وجدان الهاشميين فقد حرص سموه على تأسيس مركز الحسن بن طلال لدراسات القدس في جامعة القدس في المدينة المقدسة، والذي سيعنى بالدراسات الأكاديمية لمرحلة ما بعد الدكتوراه. ويُأمل أن يسهم هذا المركز في تعزيز التوجه العقلاني والفكري الذي يخاطب العالم بالتأكيد على أن القدس حاضرة في العقول والوجدان، داعيا إلى مواصلة المسيرة الفكرية البناءة، من خلال التأكيد على أن الهوية العربية متجذرة ترقى لإدارة الماضي كمقدمة للحاضر والمستقبل.
ويِسر سموه بمواصلة نشاطاته الوطنية والتواصل مع أبناء الوطن، ومشاركتهم آمالهم ومساعيهم.