صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
بمناسبة وقوع حادثة صهريج الكلورين المؤسف في العقبة يوم 28 حزيران 2022، أود أن ابين بعض المعلومات عن خطورة هذه المادة، اتي يتم تداولها على نطاق كبير لأغراض مختلفة، تنويرا للقراء الكرام.
فمادة الكلورين أو الكلور، هي مادة غازية سامّة لونها أصفر مائل إلى الخضرة، ولها رائحة تشبه رائحة المادة المبيّضة. وهي أثقل من الهواء الطبيعي بثلاثة أضعاف، تتجمع في المناطق المنخفضة. ورغم أنها غير متفجرة إلا أنها تعزز الانفجار إذا اختلطت مع مواد أخرى.
ُيستخدم هذا الغاز في مجال الحرب الكيماوية إلى جانب عوامل أخرى، والتي يطلق عليها ” الحرب الصامتة ” لعدم إحداثها ضجيجا أو دوي انفجارات كبيرة، كما يحدث في قذائف المدفعية والصواريخ والطائرات. ومن جهة آخرى فهو يستخدم بكميات محدودة، في بعض الصناعات ومنتجات التنظيف المنزلية.
أمّا في حالة استخدامه كسلاح في الحروب، فيكون القصد منه التأثير النفسي وإيقاع الخسائر بالعدو أو الحّد من عمله في منطقة معينة. وإذا ما تعرضت القوات العسكرية المنفتحة في الميدان لهذا الغاز، ولم تكن مزودة بأقنعة الغاز والملابس الواقية وأبر الأتروبين، فإن الخسائر المادية والمعنوية في القوى البشرية ستكون كبيرة، حيث ينتشر الغاز في الهواء، ويدخل من ثقوب الجدران والأبواب، ويتسرب إلى داخل الخنادق والحصون الأرضية.
ومن أهم تأثيراته إذا ما تم استنشاقه أو ملامسته للعيون ما يلي: التهاب الرئتين وشعور بضيق التنفس، الغثيان والقيء، توقف القلب، صداع، تهيج وحرقان في العينين، سيلان في الأنف الخ ….
لقد حدث أول استخدام لغاز الكلورين السّام في العصر الحديث، في الحرب العالمية الأولى، عندما أطلق الجيش الألماني على الجيش الفرنسي في معركة ( أيبر ) شمال بلجيكا، في 22 ابريل / نيسان 1915حوالي 170 طنا من غاز الكلورين، كانت معبأة في 5700 أسطوانة مدفونة في خط على الجبهة طوله أربعة أميال، وأدى إلى اختناق نحو خمسة آلاف جندي فرنسي.
وعودة إلى حادثة العقبة وصهريجها السادس، الذي يحمل كميات كبيرة من الغاز السام، لإنزاله على متن السفينة التي تحمل 20 ألف طن من غاز الكلورين، فكان من الواجب أن يتم التعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الحذر، وأخذ الاحتياطات اللازمة لحدوث أسوأ الاحتمالات، من خلال التأكد من صلاحية الرافعة وحبالها، وإدراك العاملين عليها لخطورة أي خطأ يمكن أن يقع، ويودي بحياة عدد من الأشخاص الأبرياء وإصابة آخرين كما حدث، رحمهم الله جميعا بغض النظر عن جنسياتهم، مع تمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل.