* الشوا: غزة عربية المنشأ وملتقى للشعوب ومركز حضارة
وعلم في المشرق وصلتها بالهاشميين قبل الإسلام
* د. أبوحمور: الهاشميون عامل توحيد للأمة ونهجهم
التراحم والتكافل والتعاضد تجاه الإخوة
* د. أبوحمور: الدور الإنساني الأردني تجاه غزة
ومساندة الشعب الفلسطيني واجب قومي
عمّان- صراحة نيوز – استضاف منتدى الفكر العربي في لقائه مساء الأحد 3/12/2017 المحامي والكاتب الأستاذ سفيان الشوا الذي ألقى محاضرة بعنوان “غزة هاشم: تاريخ وحضارة”، تناول فيها تاريخ غزة ومكانتها الحضارية وعروبتها منذ أقدم العصور حتى اليوم، وكذلك دورها في التاريخ العربي والإسلامي وأعلامها وصلتها بالهاشميين منذ ما قبل البعثة النبوية.
أدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمّور، الذي قال في كلمته: إن الهاشميين سيظلون كما سابق عهدهم عامل توحيد للأمة، وإنهم كانوا وما زالوا في مقدمة من يؤدون الواجب تجاه الإخوة في العالمين العربي والإسلامي، محافظين على تعاليم الدين الحنيف والنهج النبوي الكريم في التراحم والتكافل والتعاضد.
وأضاف د. أبوحمور أن الصلة التاريخية للهاشميين بغزة استمرت خلال العصور الحديثة، وعبرت عن نفسها بصور مشرقة قدمها الملوك الهاشميون من قائد النهضة العربية الكبرى المغفور له الملك الحسين بن علي، مروراً بالملك المؤسس المغفور له الملك عبدالله بن الحسين، والمغفور له الملك الحسين بن طلال، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أمد الله في عمره، الذي سار سيرة والده وأجداده الأكرمين في الدفاع عن قضايا العرب وحقوقهم، وفي مقدمتها قضية فلسطين المركزية، وبذل الأردن كل ما يستطيع من جهد ومسعى للتضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وفلسطين وباقي الأرض المحتلة يوم كانوا يتعرضون لآلة الحرب الإسرائيلية ولممارسات القمع ومصادرة الحقوق. ومن ذلك الجهود الإنسانية الأردنية في إقامة المستشفى الميداني في غزة الذي ما يزال يقوم بواجبه، عدا المساعدات لكسر الحصار التي أرسلت من قبل الشعب الأردني ومؤسساته الخيرية مثل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وغيرها إلى الإخوة في فلسطين حين تعرضت غزة للقصف والتدمير والحصار الإسرائيلي.
وأشار د. أبوحمور أن الحديث في تاريخ جزء عزيز من الأرض العربية قدم الكثير من البطولات والتضحيات والشهداء، وخاصة في الظروف الحالية التي نعيشها، هو تعبير عن التمسك بالحقوق العربية والتوعية بها، فسرد التاريخ بحد ذاته – كما يقول سمو الأمير الحسن بن طلال – ليس مفيداً ما لم يُتَخَذ وسيلة لإثارة المخيلة وابتداع أفكار تقود في المحصلة إلى إغناء مسيرة الأجيال في صنع الحضارة على ترابها الوطني. كما أن التاريخ ركيزة انتماء وبناء هوية وصوغ شخصية إنسانية ووطنية وقومية.
كما أشار د. أبوحمور إلى أن غزة في التاريخ والحضارة معنى يتجاوز المساحة الجغرافية إلى معالم مضيئة في وجدان الأمة، بما كانت تمثله غزة من نقطة تواصل واتصال بين العرب والعالم عن طريق حوض البحر الأبيض المتوسط، بحكم موقعها الاستراتيجي بين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا. وهي عربية المنشأ، وفيها مرقد جد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، هاشم بن عبد مناف، كما أن الرسول نزل فيها، ومن قبله والده عبدالله الذي جاءها في رحلة تجارية من مكة، وعاش فيها زمناً الخليفة عمر بن الخطاب قبل الإسلام. وفيها أيضاً ولد الإمام الشافعي أحد الأئمة الأربعة المجتهدين في الإسلام وهو هاشمي قرشي النسب، وقد دفنت آسيا بنت الإمام الشافعي وخادمه الشيخ عطية في أرضها.
من جهته، قال المحامي سفيان الشوا في محاضرته: إن غزة هاشم تعد من أهم الثغور العربية على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، وقد أسسها المعينيون العرب وهم من الكنعانيين سنة 1300 ق.م وفي رأي اخر قيل 5000 ق.م، وأهلها ممن يوصفون بالجبارين العرب. وقد كانت غزة ميناءً بحرياً مهماً يوم لم يكن هناك موانىء في المنطقة، وهي تتمتع بموقع استراتيجي هام بين قارات ثلاث، ولها أهمية عسكرية منذ القديم إذ تعد القلعة التي تحمي جنوبي الشام وقلعة الدفاع الشرقية للأمن القومي المصري.
وأوضح المحامي الشوا أن علاقة غزة هاشم بالعرب في الجزيرة العربية تعود إلى ما قبل الإسلام، وكانت قوافلهم في الصيف تصل إليها من اليمن، وقد ذكرها القرآن الكريم في سورة “قريش” (لإيلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف)، كما كانت قوافل الجمال تأتي من حضرموت إلى مكة وإلى البتراء ومن ثم إلى غزة هاشم.
وورد ذكر غزة في قول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: (بشرى لمن سكن إحدى العروسين عسقلان أو غزة). وقد عرفها العرب في الجاهلية فجاء إليها في تجارة السيد (هاشم بن عبد مناف) جد الرسول عليه الصلاة والسلام وتوفي فيها ودفن فيها وله ضريح كبير فيها، ومنه أخذت غزة اسمها فأصبحت مدينة الهاشميين وأصبح اسمها غزة هاشم وجميع سكانها هاشميون.
وأضاف الأستاذ الشوا: فتح المسلمون غزة بقيادة عمرو بن العاص سنة 634م. وعلاقة غزة بالهاشميين منذ القدم. وفي العصر الحديث قام علماء المسلمين برئاسة رئيس بلدية غزة الحاج سعيد الشوا سنة 1924 بزيارة المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي شريف مكة، حيث عرضوا اخطار اشتداد الهجرة اليهودية وتواطؤ الإنجليز وطلبوا مساعدته، ثم طلبوا منه أن يكون وصياً على المسجد الأقصى في القدس. كذلك زار غزة جلالة الملك فيصل الأول رحمه الله، والملك المؤسس المرحوم الملك عبد الله. وكان للملك الحسين أياد بيضاء على غزة.
وقال: من غزة هاشم انطلقت الثورة الفلسطينية سنة 1956، مشيراً إلى أن اليهود في التاريخ القديم لم يدخلوا غزة ولم يدخلوا فلسطين على الإطلاق بحسب نصوص التوراة والقرآن الكريم.
وأشار المحامي الشوا إلى أن غزة هي رابع مدينة شيدت على وجه الأرض وتحولت خلال الفترة البيزنطية إلى مركز للخطابة والفلسفة وذاع صيتها في الشرق، حتى إن الكثير من طلاب أثينا أتو إلى مدرسة غزة. وقد اعتبرت غزة من المدن الست التي اشتهرت بدراسة الفكر المسيحي وأصبحت مركزاً فكرياً في ذلك الوقت وذاع صيتها، مما جعلها مكاناً يقصده اليونانيون والفراعنة والرومان والفرس وغيرهم. وترقد مظاهر الحضارة تحت شوارعها، فإن شارع صلاح الدين في مدينة غزة سار فيه الإسكندر الأكبر وفرعون مصر ونابليون بونابرت وكانت غزة حينذاك تنافس مكتبة الإسكندرية في معاهد العلم.