صراحة نيوز – قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ان استمرار اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين أمر غير مقبول، داعيا إلى إنهاء العنف الذي أودى بحياة مدنيين من بينهم أطفال، وإصابة الآلاف بجراح.
ونقل مركز أخبار الأمم المتحدة اليوم الخميس عن غوتيريش قوله في كلمته أمام الجمعية العامة التي تناقش في هذه الأثناء التطورات على الأرض في فلسطين واسرائيل: “أنا مصدوم بشدة من استمرار القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات الإسرائيلية في غزة، حتى يوم أمس ، أودى ذلك بحياة 208 فلسطينيين من بينهم 60 طفلا، وأصيب الآلاف بجراح”.
وقال عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة: “كما أن استمرار إطلاق الصواريخ العشوائي من قبل حماس ومجموعات مسلحة أخرى باتجاه التجمعات السكانية في إسرائيل، هو أمر غير مقبول أيضا”.
وشدد الأمين العام على ضرورة توقف العنف على الفور، وقال: “أناشد جميع الأطراف وقف الأعمال العدائية الآن. أكرر دعوتي إلى جميع الأطراف من أجل وقف فوري لإطلاق النار”.
وأشار إلى أن القتال ترك آلاف الفلسطينيين بلا مأوى وأجبر أكثر من 50 ألف شخص على ترك منازلهم والبحث عن مأوى في مدارس الأونروا والمساجد وغيرها من الأماكن التي لا يصلها سوى القليل من المياه أو الطعام أو النظافة أو الخدمات الصحية.
كما أشار إلى تدمير مكاتب وسائل إعلام وقتل صحفي في غزة قائلا إنه مقلق للغاية.
وأضاف: “يجب أن يكون الصحفيون قادرون على القيام بعملهم الأساسي، بما في ذلك في مناطق النزاع دون خوف من الاعتداء والمضايقة. يجب حمايتهم واحترامهم”.
وأعرب غوتيريش عن شعوره ببالغ الأسى بسبب الأضرار التي لحقت بمرافق الأمم المتحدة في غزة، وذكّر بأنه لا يجوز انتهاك حرمة مباني الأمم المتحدة بما في ذلك أثناء النزاع المسلح.
وأكد الأمين العام على إطلاق نداء إنساني كامل للتمويل مع منسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، في أقرب وقت ممكن.
وأضاف يقول: “في غضون ذلك، ولتلبية الاحتياجات العاجلة، أعمل على تخصيص أموال من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ وتعتزم منسقة الشؤون الإنسانية الإفراج عن 14 مليون دولار من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة”. وحث المانحين على الوفاء بالتعهدات التي قطعوها.
وأعرب الأمين العام عن قلق عميق إزاء استمرار الاشتباكات العنيفة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث تتعرض عائلات فلسطينية عديدة لخطر الإجلاء.
وقال: “سبق هذه التطورات أسابيع من التوتر بما في ذلك في محيط الأماكن المقدسة”.
وحث غوتيريش إسرائيل على وقف عمليات الهدم والإخلاء في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تماشيا مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
واوضح: “جميع الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك عمليات الإخلاء والهدم، غير شرعية بموجب القانون الدولي. القدس مدينة مقدسة لديانات عالمية ثلاث، أؤكد على ضرورة احترام الوضع الراهن في الأماكن المقدسة”.
وحذر من خطر ازدياد انتشار العنف خارج إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، وقال إن هذا الصراع يخلق بيئة مهيأة للاستغلال من قبل الراديكاليين والمتطرفين. وأضاف قائلا: “يجب علينا أن نمنع بأي ثمن ظهور بؤرة جديدة لعدم الاستقرار الخطير في المنطقة”.
وأعلن غوتيريش، أن مسؤولي الأمم المتحدة، بما في ذلك المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو بنفسه، يقومون بجهود دبلوماسية مكثفة داخل المنطقة، بما في ذلك مع مصر والأردن وقطر، ومع الشركاء الرئيسيين في المجتمع الدولي، لتشجيع الأطراف على وقف العنف.
وقال: “إننا نشارك بشكل مباشر مع أطراف النزاع، بما في ذلك حماس، في جهودنا لضمان إنهاء الأعمال العدائية”.
ودعا جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعهم لتمكين أطراف النزاع “من التراجع عن الحافة”. ودعا الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) إلى السماح بتكثيف جهود الوساطة من أجل إنهاء القتال.
وزاد : “هذه الأحداث المروعة لم تحدث من فراغ. يجب النظر إليها في سياق عقود من الاحتلال العسكري والمأزق السياسي والمظالم واليأس والفشل في معالجة القضايا الجوهرية في قلب الصراع”.
وأكد الأمين العام أن تنشيط عملية السلام هو السبيل الوحيد إلى حل عادل ودائم، “من الضروري أن نحافظ على هذه الرؤية طويلة المدى حية”.
ودعا إلى العمل من أجل استئناف المفاوضات التي ستعالج وضع القدس، وقضايا الوضع النهائي الأخرى، وإنهاء الاحتلال والسماح بتحقيق حل الدولتين على أساس خطوط 1967 وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات المتبادلة، مع القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين