صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
كل انسان يكون فؤاده معلقاً في أناس معينين . يكون قد انسجم معهم فكراً ، وتطابقت طباعهم ، وتوافقت رؤاهم على اشياء كثيرة . هذا ما حصل قبل أكثر من ( ٤٠ ) عاماً مضت . حيث أُجبرت على مغادرة وطني ، أبحث عن فرصة كريمة لشق طريقي ، باحثاً عن مكانٍ يعوضني عن قسوة وطني ، وتنكُره لي ، وعدم اعترافه بانتمائي . ولم يبخل عليّ ربُّ العباد ، حيث عوّضني بامارات زايد الخير ، التي احتضنتني انا وعدد غير قليل من الاردنيين الشرفاء . كما عوّضني ربي بأهل غير أهلي ، كانوا في معظمهم من عروس الشمال ، إربد الحبيبة ، فكانوا خير الصُحبة والأهل .
كان منهم ، صديقي ، و أخي ، ورفيق عمري الذي فُجعت برحيله اليوم ، الاعلامي المخضرم الأستاذ / فؤاد خليف الشرع ( ابو لؤي ) . رحم الله ابا لؤي واسكنه فسيح جنانه . لله درُّك يا أبا لؤي ، لقد كنت ، نقياً ، تقياً ، عروبياً ، كريماً ، صادقاً ، ودوداً ، حليماً ، صبوراً ، متسامحاً ، غيوراً على عروبتك ودينك ، أصيلاً ، نبيلاً ، بسيطاً ، وفياً ، قوياً وجريئاً في قول الحق .
لن تكون وحدك، فقد سبقتك زوجتك الطاهرة ، العفيفة ، الكريمة ام لؤي . كما سيفرح بك الكثيرون ممن سبقوك الى لقاء رب العباد . سلملي على شاعرنا ورفيق عمرنا / فاضل الزعبي ، وشقيقة الدكتور / فاروق الزعبي ، وغيرهما كُثر .
لقد تشاركنا اللُّقمة في بيتك ، بيت الطيب والكرم ، كما تشاركنا الغُربة ومرارتها . لن انسى حديثك عندما كنت مذيعاً في اذاعة القدس عام الهزيمة ١٩٦٧ ، وانت تُلقى بيانات الإنتصار الزائف التي كانت تأتي اليك تِباعاً ، وكيف دخل عليك جنود الاحتلال في الاستوديو ، وانت مُحلِّق بالقاء البيانات عن الإنتصارات ( الإنكسارات فعلياً ) في جبل المُكبر .
مالي أرى صحبي يغادرون واحداً تلو الآخر وكأنهم في سباق !؟ انا لا أخشى عليك ، ولا على كل من إتخذتُ خليلاً ، لأنني اعرف إستقامتكم ، وعزوفكم عن الحرام ، ونظافة اياديكم ، وفروجكم ، وبُعدكم عن كل سلوكٍ مُشين . أخال انني أعرف نقاء سريرة ودواخل أصدقائي وانت منهم . نَم قرير العين يا أخي الذي لم تلِدهُ أُمي ، فهذا إنذار لي ، بانني لن أمكُث بعدكم طويلاً . الى جنان الخلد يا ابا لؤي . وعزائي الصادق الدافيء الى إبنتك إسراء ، والى ابنائك : لؤي ، ومعتز ، وأحمد .