صراحة نيوز – بقلم الدكتور نضال المجالي
في الحديث بقية، بعد المسارعة إلى إنقاذ قطاع السياحة بالاعتماد على البرامج والقرارات الأخيرة نحو الانفراج في الحركة والتنقل مع المحافظة على ضوابط العمل وقيود الصحة والسلامة العامة وما يمكن تحقيقه لتلبية تعطش شديد في السفر والتنقل دون إمكانية تحقيق ذلك خارج حدود الوطن.
قد تكون نسبة ١٠٪ من الأردنيين ممن التزموا في سنوات سابقة لقضاء عطلتهم في أحضان الوطن نسبة غير مؤثرة للارتهان عليها في نمو وتشغيل القطاع، ولكن وجب علينا ان نلتزم بالاستمرار بالحفاظ عليهم بما يقدمه القطاع من جودة خدمة وبرامج الزمته بالارتقاء بها في غاية وضرورة تحريك ٩٠٪ ممن تمنعوا أو لم تكن فرصة الاستمتاع داخل الوطن هي مقصدهم إما لعزوف أو ضيق حال أو حتى لقناعة أو اخرى، فها هي الجهات الناظمة لهذا القطاع من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ومكاتب السياحة والسفر والاستثمارات السياحية والمرافق تعمل بجهد للالتحاق بركب إنعاش الحياة من جديد مع قرب انطلاق موسم “اردنا جنّة” لنحو ٦٥ وجهة واتاحة أسلوب الحجز بطرق تكنولوجية سهلة ومزايا متنوعة ناهيك عن توجيه كافة جهود هيئة تنشيط السياحة لتحريك عجلة السياحة الداخلية خلال هذه الفترة والتي نأمل ان تستمر مع بقاء التزامها بما حققته سابقا من نجاحات في توجيه الجهود التسويقية للخارج للعودة لاستقبال السياحة الخارجية.
كما وتعمل الكثير من القطاعات العاملة في السياحة لتقديم عروض منافسة وأسعار أقل بنسبة ٤٠٪ ويزيد في بعضها مما اعتادت عليه مما يعزز توجه الأردنيين نحو الاستفادة من تلك العروض، وفي وقت قد يكون موسم الربيع المستقطب نحو وجهات الشمال قد انتهى، إلا ان ما يزخر به الشمال من انتشار آلاف المواقع الأثرية الفاعلة وذات الإرث العريق سببًا في تحقيق أرقام جيدة من سياحة الداخل، الأمر الذي يؤكد على التفكير بأنشطة وبرامج تفاعلية تعزز ذلك في غياب ثقافة محلية واسعة نحو التوجه للمناطق الأثرية في سلوك الأردنيين، سببها قد يعود لقلة تعزيز هذا الإرث في المناهج والأنشطة المدرسية، ويؤكد ضرورة عقد حلقات وبحث لإعادة ترسيخ الإرث والحضارات القديمة على تراب الوطن لتكون مقصدًا في قائمة العائلة الاردنية.
وفيما يخص وجهات السياحة في وسط الأردن فهي غالباً ما اعتمدت على السياحة الخارجية دون غيرها وهنا تبرز ضرورة التفكير بالسياحة التعليمية لخدمة وسط المملكة، بالتوجه لعقد ورش تعليم الفسيفساء مثلا في مادبا ضمن معسكرات صيفية وتعزيز دور وأنشطة المتاحف الموزعة في تلك المناطق مع اعادة الحياة السياحية لوسط البلد التي ما زالت عشق الأردنيين مهما اختلفت فئاتهم.
وفي وجهات الجنوب قد تكون الفرصة الأكبر لضمان تحقيق عائد يسجل أرقام مهمة في تقارير القطاع السياحي، تربع المثلث الذهبي بين العقبة ورم والبتراء وانتقالا لعبق أصالة قلعة الكرك وتنوع الأنشطة المجتمعية السياحية فيها ووصولًا إلى ضانا ومحيطها من مواقع وأودية ونكهة المنتج المقدم فيها من أيدي نساء المجتمع المحلي تمكنت وستبقى اساس استقطاب الجميع بين عشاق المغامرة والباحثين عن سحر الطبيعة لرواد تنوع الموائل وصولا ببرنامجك الى العقبة قرة عين الأردن ودلالها في صفاء سماء وهدوء بحر وجودة خدمات وتنوع منتج سياحي ليغوص بك باعماق إرث حيد مرجاني بحري هو آخر ما يمكن ان تشاهده عين زائر في أقصى نقطة في شمال الكرة الأرضية، لتنطلق منها في متعة متفردة في مراقبة الطيور في سياحة بيئية تتبع فيها أنواعا من الطيور ما تعودنا أنا نراها سوى خلف شاشة تلفاز أو على صفحات موقع إلكتروني.
نعم في الجنوب الحل لتشغيل القطاع ورفد الخزينة، وفي العقبة مفتاحها، وهي دعوة مفتوحة للاستفادة والنجاح مع وجود خطط وبرامج وشركاء يعملون قبل وأثناء جائحة كورونا وأصبحوا جاهزين من أول يوم في فتح القطاع.