صراحة نيوز – اكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد الناصر فروانة ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ الأطفال الفلسطينيين من اعتقالاتها والزج بهم في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة، دون مراعاة لصغر سنهم أو تلبية أدنى احتياجاتهم الأساسية والإنسانية، ودون احترام للقواعد النموذجية الدنيا في معاملة الأطفال المحتجزين.
وقال فروانة في بيان صحفي اليوم بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، ان عدد من اعتقلتهم سلطات الاحتلال منذ العام 1967 من الأطفال يقدر بما يزيد على 50 ألفا ذكورا واناثا، حيث جعلت من اعتقال الأطفال الملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة، بخلاف ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل.
واضاف، شكلّت عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين، سياسة إسرائيلية ثابتة منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلي، واستمرت دون توقف طيلة العقود الطويلة الماضية، ورافقها كثير من الانتهاكات الجسيمة والجرائم الفظيعة، بهدف تشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم والتأثير على توجهاتهم المستقبلية بصورة سلبية وخلق جيل مهزوز ومهزوم.
ويُحتجز الأطفال في ظروف صعبة وشروط حياتية قاسية، ويتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، ويتلقون معاملة لا إنسانية وأحياناً يُعاملوا بقسوة وعنف، وتُنتزع الاعترافات منهم تحت وطأة التعذيب والتهديد، ويُحرمون من أبسط حقوقهم الأساسية، كالحق في التعليم والعلاج والغذاء وزيارات الأهل والمحاكمة العادلة وغيرها.
ولفت فروانة الى انه خلال السنوات الأخيرة تمادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في امعانها وجرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين، وخاصة أطفال القدس، حيث ناقش الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) وأقر عدة قوانين تستهدف واقع ومستقبل الأطفال الفلسطينيين، وبما يسهل اجراءات اعتقالهم ومحاكمتهم وتغليظ العقوبات بحقهم مثل: قانون محاكمة الأطفال دون سن 14 عاماً، وقانون تشديد عقوبة الحد الأدنى على راشقي الحجارة في القدس. وشدد على ان هذه الوقائع وغيرها الكثير، رسخت القناعة لدى كل المتابعين، بأن دولة الاحتلال بكل مكوناتها شاركت وتشارك في استهداف الأطفال وتدمير الطفولة الفلسطينية، في إطار سياسة اسرائيلية ثابتة وممنهجة، الأمر الذي يستدعي، وعلى وجه السرعة، تدارك الخطورة واتخاذ العديد من الخطوات العملية وبذل كثير من الجهد من أجل انقاذ الأطفال الفلسطينيين وحماية مستقبلهم من الخطر القادم.
واشار الى اعتقال نحو 543 طفلاً العام الماضي، فيما سُجل اعتقال نحو 230 طفلا منذ مطلع العام الجاري، غالبيتهم من القدس، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز نحو 140 طفلا، يتواجدون في سجون عوفر ومجدو والدامون.
وشدد فروانة على ضرورة توحيد الجهود وتكثيف العمل والاستمرار في المطالبة ليس لتحسين ظروف احتجاز الأطفال المعتقلين فقط، أو توفير وسائل الحماية والوقاية لهم من خطر “كورونا” فحسب، وانما الافراج عنهم جميعا ووقف ملاحقتهم واعتقالهم واحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية في التعامل معهم، واحتضان واعادة تأهيل كل من مروّا وتأثروا بتجربة الاعتقال، وبما يضمن حماية واقع ومستقبل الطفولة الفلسطينية.