صراحة نيوز – استقبل عدد من وجهاء وشباب الدعجة، ممثلين عن حزب إرادة وذلك في منزل سعادة عبد الحميد الهباهبة الدعجة والذي استهل الحديث بالترحيب بالحضور والاشادة بتحركات الحزب في محافظات وبوادي ومخيمات الوطن ترجمة للإصلاح الذي وجه به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين (حفظه الله) والذي به الخير للوطن والمواطن.
كما تحدث من جانب حزب إرادة كل من الأعضاء المؤسسين وزير العمل الأسبق نضال البطاينةً والدكتور ليث القهيوي والإعلامي الشاب عدي الحنيطي.
فاستهل البطاينة الحديث بشكر “المعازيب” على استقبالهم، واستطرد قائلاً اننا بحاجةٍ إلى تجديد في واقعنا والى نقلة نوعية بوطننا، ووطنا بحاجة إلى شبابه، يقودون خطواته وإنه علينا ان نستثمر هذه الفرصة ولا نفلتها من أيدينا حيث أن مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية وما انبثق عن ذلك من تشريعات هي بداية يتم تجويدها مع الزمن، مضيفا أن “إرادة” ليس مجرد حزب تقليدي… إرادة مشروع وعقيدة آمن بها العديد من أبناء هذا الوطن من كافة فئات المجتمع، وتآلفت احلامهم وتوحدت آمالهم وانصهرت لتشكل هدفاً واحداً هو الوطن واستشراف مستقبله …وقطعوا على أنفسهم عهداً أن يصنعوا التغيير بالإصرار والعزيمة والإرادة واتخذوا من هذه الحقيقة حافزاً لهم للتغيير والبدء من جديد، وقال البطاينة أن إرادة انطلق من المحافظات والبوادي والمخيمات ومن الفئات الكادحة لأننا نؤمن بأن الأحزاب حاجة وتولد من رحم المعاناة وليست ترفاً، وتاريخ الأحزاب الراسخة في العالم وكيفية نشأتها ووضعها الحالي وما أنجزته خير شاهد على ذلك ، ففي كثير من الاحيان نحتاج للتغيير لنتمكن من التكيف مع واقع جديد أو واقع لم تعد تناسبه أساليبنا القديمة ، وأضاف البطاينة أنه يعلم أن التغيير ليس سهلاً لكن بما أننا قررنا أن نطور وطن ونؤمن مستقبل أبنائه وأجياله القائمة، فواجب علينا أن نصحح أخطاء ماضينا ونتعلم منها ونتعلم من الغير ، ورغم أننا لن نجلد ذاتنا وننكر إنجازات هذا الوطن التي نفاخر بها في مئويته الأولى بإرادة شعبه وقيادته الحكيمة، إلا أننا ندرك جيدا بأن العالم كله يتجه نحو الأفضل ونحن لا زلنا نراوح مكاننا بعدما كنا منارة للدول المجاورة في التعليم والمناهج والخدمات الطبية والإدارة العامة وغيرها وهذا بحاجة الى حل جذري ونقلة نوعية لتخرجنا مما نحن فيه والانتقال من مرحلة الدولة الرعوية والأبوية الى دولة الإنتاج، ولن يكون هنالك حلول دون تفعيل العقل الجمعي من خلال الأحزاب، مؤكّداً أن إرادة نبت عضويا وكانت نواته مجموعة من الأكاديميين والتحق بهم عدد من النخب من الشباب والطلبة والقيادات النسائية والتكنوقراط من القطاعين العام والخاص والمتقاعدين العسكريين (أي أن إرادة ليس حزب للنخب)، جاؤوا ككتل وازنة مسلحين بعلم وخبرات وإرادة قادرة على ان تنقلنا من حال الى حال، مدركين جيداً ان السبب وراء عدم جدوى الأحزاب في الأردن سابقاً –(عدم وجود أثر لها في التنمية وحياة المواطن بالرغم من إحترام شخوصها الذين حاولوا )-هو أنها اتسمت بالشخصنة وغياب البرامج وتغييب لدور الشباب في مجتمع فتي، وقال البطاينة قررنا في إرادة أن نصنع الفرق، متعلمين من تجارب الدول الأخرى التي كان للأحزاب فيها دور جوهري في تطوّرها وتنميتها.
وأضاف قائلاً اخترنا اسم “إرادة” بإرادة جمعية وتصميم (بالتصويت والاختيار من عدة خيارات)..وأن إرادة جاء كحزب ديمقراطي يؤمن بالديمقراطية بداخله قبل ان يطلبها من خارجه، وضعنا مبادئنا الأساسية بأنفسنا وطورناها مسودةً تلو الأخرى حتى وضعتنا على يسار الوسط على الطيف السياسي دون حاجتنا للمصادقة على لوننا من أي جهة وذلك من خلال مناداة مبادئنا وخطابنا الأجرأ بالعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لمكتسبات التنمية والحريات العامة والشخصية وسيادة القانون ولا وصاية لأي طرف على المجتمع الا ضمن مظلة القانون وقيمنا المجتمعية (وليس عاداتنا وتقاليدنا التي ليس جميعا سليمة وصحيحة) وهذا هو مفهومنا للدولة المدنية التي تراعي خصوصيتنا الأردنية .
وأكد البطاينةً أنه وبالرغم من أن العشيرة هي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع الاردني الا أنها مكوّن اجتماعي ولا يجوز أن تكون مكون سياسي، ومن يؤمن باستغلال الدين في السياسة فمكانه ليس إرادة، فالدين منزّه ومقدس. فالدولة المدنية لا تضع نفسها في مواجهة مع الدين كما يذهب البعض انما تضع الدين في المكان اللائق به وهو المكان الذي ينأى به عن التوظيف السياسي للدين لصالح جماعة او اخرى وتحميل الدين الأخطاء. ومن الجدير بالذكر أنه إذا طبقنا دستورنا فنحن دولة مدنية بامتياز.
وشرح البطاينة آليات الحزب في تنفيذ برامجه قائلا أن الرؤية تختلف عن الحلم، الرؤية تتحقق بوضع الخطط والسياسات والبرامج القابلة للتطبيق والمؤطرة زمنيا كل ذلك بالتوازي مع المسائلة والمحاسبة لكل مقصر وتحييده واستبداله بالشخص المناسب لذلك قام “إرادة” وبعد دراسة الهياكل التنظيمية للعديد من الأحزاب العالمية المتميزة ببناء هيكلنا التنظيمي الذي جاء ليس مصمماً لقيادة الرجل الواحد أو سرمدية الأشخاص،
كما قال حتى لو وجد لدينا عدد من المنظّرين (بالمفهوم الإيجابي) الا انهم ليسوا قيادات للحزب، فحزبنا يعمل حاليا على بناء ذراعه الشبابي، جاء هيكلنا التنظيمي على مستويين:
المستوى الأول (أشبه بحكومة ظل)
تتكون مما يزيد على 20 لجنة فنية (لجنة التعليم، لجنة الطاقة، لجنة الزراعة..الخ) يوجد في كل لجنة أعضاء الحزب من اكاديميين وطلاب في نفس التخصص والقطاع الخاص والموظف العام الحالي او المتقاعد، ومهمة كل لجنة وضع سياسات وبرامج الحزب القابلة للتطبيق -والتي ستوضح لون إرادة أكثر فأكثر-في في كافة مجالات الحياة بحيث تكفل عند تنفيذها أن تنقلنا نوعياً من حالٍ إلى حال .
والمستوى الثاني هو مجلس استراتيجي بمثابة برلمان الظل والذي مهمته التأكد من ترابط وتناغم جميع مخرجات اللجان من سياسات وبرامج في جميع مجالات الحياة لضمان التناسق والتكامل والقابلية للتنفيذ وبالتالي الوصول للبرنامج المتكامل للحزب، لأن الحزب الذي لا يملك في برنامجه حلولاً في كافة المجالات لا يستحق ان يشكّل حكومة حزبية، والحزب الذي لا يسعى لتشكيل حكومة حزبية فهو ليس حزب حقيقي.
وبعد اكتمال برنامج الحزب، يقوم الحزب بتصدير قياداته (وفقا للنظام الأساسي الذي يتم التصويت عليه بكل ديموقراطية) من الشباب والتكنوقراط الى البلديات واللامركزية ومجالس الطلبة والنقابات وغرف التجارة والصناعة والبرلمان.
وفي حال حصول الحزب على اغلبية سواء من خلال مجموع مقاعد القائمة الوطنية والدوائر المحلية او حتى يمكن الائتلاف مع حزب اخر من نفس اللون فيتم تكليف الحزب بتشكيل حكومة يكون بها الوزير منفذاً لبرنامج الحزب في مجاله، ويكون النائب أو الوزير مدعوم من حزبه بجيش من الادمغة والخبرات في كافة المجالات. وتبقى الحكومة الحزبية تنفذ برنامجها حتى يُسقط الشعب الحزب ويأتي بغيره، وحينها يتحول الحزب الأول الى معارضة على ضوء برنامجه الذي يعتقد انه الانجع، وهذا يسمى التبادل السلمي للسلطة وتنافسية البرامج، وهذا ما يطور الدول وهذا ما لم نزاوله يوماً. أما آن الأوان؟
وتطرق الدكتور ليث القهيوي الى سؤال يطرح دوما من الشباب وخصوصا في الجامعات وهو لماذا أنخرط بالأحزاب وماذا سأستفيد وأنا شاب أسعى للحصول على وظيفة والزواج وتأمين المسكن وأن يكون لي ابناء أطمئن عليهم ، وأجاب القهيوي ذلك الشاب إن خطة حياتك هذه لا تتعارض مع تحزبك، فيمكنك المضي قدما في المسارين بالتوازي، كما أنه متاح لك رسم مستقبل بلدك من خلال مشاركتك بلجان الحزب حسب تخصصك وبالتالي أنت شريك في وضع السياسات والبرامج لمستقبل الأردن وربما تنفيذها، وإذا قمت بإثبات نفسك في حزبك فإن زملاؤك – في حزب ديموقراطي كإرادة- سيصدرونك للعمل في الإدارة المحلية أو النقابات او كنائب أو وزير مستقبلا ، كما إنه وعندما تنخرط في حزب يؤمن باقتصاد السوق الاجتماعي، فأبناؤك سوف يأتون الى الحياة آمنين اجتماعياً من المهد الى اللحد تعليمياً وصحياً وغير ذلك من الخدمات الأساسية، أي أنه بمجرد انتسابك لإرادة فأنت بدأت بتأمين مستقبل ابناؤك.
أما بالنسبة لكيفية اختيار المواطن للحزب الصحيح ، قال القهيوي أن أمام المواطن ثلاثة خيارات ، إما أن ينخرط في أحزاب كلاسيكية نخبوية غير برامجية لن تفضي إلى شيء ، واما أن ينخرط بأحزاب ديموقراطية برامجية لها طعم ولون ورائحة ولا يكون عبارة عن رقم فيها وإرادة يزعم أنه من هذا النوع، أما الخيار الثالث فهو خطير ويتمثل باتخاذ المواطن دور المتفرج الحيادي وبهذه الحالة فإنه قد اختار النوع الأول دون أن يدري لأن الطبيعة لا تحتمل الفراغ، فإذا أوجدت الفراغ سيأتي من يملأه وبسرعة ومن سيملأه هي نفس الفئة والوجوه.
كما وأضاف الإعلامي الشاب عدي الحنيطي أن تاريخ ٢٠٢٢/٥/١٤ هو تاريخ فاصل كون قانون الأحزاب المعدل أصبح نافذاً، وبموجب القانون المشار اليه، يعاقب بالحبس كل من يتعرض لحزبي وتستطيع أن تطالبه بتعويض مادي ومعنوي ، كما إن جلالة الملك هو الضامن، وأخيرا فإن حزبك هو عائلتك، والعائلة التي لا تتفقد ابنائها فهي غير جديرة بأن تكون عائلة، هذا وفي حال رغبتك بالتجنيد مثلا ، فما عليك الا الاستقالة من الحزب ثم تقديم طلب التجنيد في اليوم التالي، ولن يتعرّض أي من أقاربك للمساءلة يوما نتيجة انتمائك الى الحزب ، مضيفا الحنيطي أن الإصلاح في بلدنا هو بالتأكيد حقيقي، بل بالعكس فإن الإصلاح في بلدنا مقاوم داخلياً وخارجياً، فداخلياً يوجد مستفيدين من الوضع القائم والإصلاح يعتبرونه مهدد لحقوق أشخاص اعتقدوا أنها مكتسبة ويجب أن يتم توريثها، وإرادة لن يسمح بذلك. أما خارجياً فتوحد كيانات تسوّق نفسها على أنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وهذا غير صحيح، فبالنسبة لها أردن ديموقراطي يعني أردن قوي، وأردن قوي يعنى فلسطين قوية. اما بالنسبة لغياب الوعي السياسي وأننا لم ندرس ذلك في مدارسنا وجامعاتنا فقال الحنيطي أنه يوجد أمامنا خيارين إما ان نقوم بتطوير مناهج في المدارس والجامعات ونبقى ننتظر أن يدرسها جيل كامل ويتخرج ثم نبدأ بتأسيس الأحزاب أو نعمل على الموضوعين بالتوازي.
ولكننا لا نملك ترف الوقت. فأمامنا خيار ثاني فنحن في إرادة وقبل تقديم طلب التأسيس أسسنا مدرستنا الحزبية وكانت البداية مع 60 شاب وشابة يدرسون التنمية السياسية من الدستور إلى قوانين الأحزاب إلى عمل السلطات إلى كيف تعمل الأحزاب في العالم وغير ذلك من الأمور الخاصة بمبادئنا كاقتصاد السوق الاجتماعي.
واختتم البطاينة قائلا ان هذه هي رؤيتنا التي نعتبرها سلاحنا الأقوى وكل رؤية خطواتها واضحة وزمنية ويتم فيها تفعيل المساءلة واستبدال من لا يقوم بدوره ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ستتحقق حتما كما تحققت في كثير من الدول، و”يمكننا القيام بأي شيء نريد فعله إذا التزمنا به لفترة كافية”، المهم هو الاستمرار واختيار الاتجاه الصحيح. هدفنا هو الوصول الى حكومة برامجية من الشعب الى الشعب مساءلة من الشعب، ورؤيتنا هي ” نحو مملكة أردنية هاشمية تعددية ديموقراطية تعددية، قوية سياسيا واقتصادياً واجتماعياً ومؤسسياً”.
وأضاف إن إرادة يؤمن باقتصاد السوق الاجتماعي ويعي بأن هذه الوصفة هي التي تناسب مستقبلنا ومستقبل أحفادنا ونحن بذلك لسنا لجميع الأردنيين لأن التعددية مطلوبة. فهناك من يؤمن بتأميم كل شيء فمكانه بالأحزاب الشيوعية التي تنادي بذلك. وهناك من يؤمن بخصخصة كل شيء فمكانه الأحزاب الليبرالية والليبرالية الجديدة، فإرادة ليس هذا وذاك.
وقال البطاينةً ان إرادة يؤمن بأن الحزب الذي نسبة الشباب به أقل من ٧٠٪ والمرأة أقل من ٥٠٪ فهو بالتأكيد لا ولن يملك فرصة للنجاح والاستدامة، وأضاف أن البطاينة إن إرادة يؤمن بأن الحزب الذي لا يملك برنامج شامل لجميع جوانب حياة المواطن لا يستحق أن يشكل حكومة، وإن الحزب الذي لا يسعى لتشكيل حكومة ليس حزب وإنما قد يكون نادي أو جمعية أو ملتقى.
وقد اتسم الاجتماع بالحوار بالأريحية والصراحة وتم طرح العديد من الأسئلة من الحضور وتمت الاجابة عليها جميعها