صراحة نيوز – أصبح موقع فيس بوك خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من موقع للتواصل الاجتماعى، بل تحول ساحة للنقاش السياسى، وهو الأمر الذى جعله يلعب دورا كبيرا فى الحياة السياسية فى عدد من دول العالم، لذلك بدأت المنظمات فى استغلال الشبكة الاجتماعية لتحقيق مصالح سياسية، والتأثير على ما يحدث داخل الدول، مثل الانتخابات الأخيرة فى الولايات المتحدة وفرنسا، وهو الأمر الذى اعترف فيه موقع فيس بوك بعد دراسة لما يحدث على الموقع، وقالت الشركة العملاقة أنها تتحمل مسؤولية الحفاظ على المستخدمين آمنين من هذه المخططات.
إذ اعترفت شركة فيس بوك بأنها أصبحت ساحة معارك للحكومات التى تسعى إلى التلاعب بالرأى العام فى الدول الأخرى، وحددت مجموعة من الإجراءات الجديدة التى تتخذها لمكافحة ما تسميه “العمليات الإعلامية”، التى تتجاوز كثيرا الظاهرة المعروفة باسم الأخبار الكاذبة.
وفى تقرير لخطط الاستجابة على موقعها، قالت فيس بوك إن هناك جهودا ممولة جيدا ودقيقة من قبل الدول والمنظمات الأخرى لنشر المعلومات المزيفة والأخبار المضللة للأهداف الجيوسياسية، تم اكتشافها من خلال دراسة قام بها الخبراء والموظفون فى فيس بوك خلال الأشهر الماضية.
وأضافت أن هذه الحملات أخطر بكثير من مجرد قصص إخبارية وهمية، فيقوم بها موظفون حكوميون أو أشخاص مدفوع لهم لنشر فكرة ما أو توجيه الرأى عام لاتجاه بعينة يخدم مصالح محددة، وهذه الحملات تكون عبر حسابات وهمية غير حقيقية.
ووفقا لما جاء على موقع CNET الأمريكى، فقال فيس بوك إن فريقه الأمنى سيحارب الآن عمليات المعلومات التى يعتبرها مشكلة أكثر تعقيدا من القراصنة والمحتالين التقليديين، وذلك بتعليق الحسابات الوهمية أو حذفها بعدد تحديدها من خلال مزيج من التحليل الآلى.
وتستند الجهود الجديدة إلى الحملات الموسعة التى قامت بها الشركة مؤخرا لتحديد الأخبار المزيفة وتقليص الصفحات التى تنشر محتوى غير مرغوب فيه على المستوى التجارى أو السياسى، وكانت فيس بوك علقت 30000 حساب فى فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية الأولى التى جرت يوم الأحد الماضى.
وقال فريق فيس بوك إن خلال الانتخابات الأمريكية كان هناك حملات منظمة لنشر رسائل البريد الإلكترونى المسروقة وغيرها من الوثائق، من أجل التأثير على آراء الناخبين.
وذكرت الشركة الأمريكية العملاقة فى آخر تقرير لها، أن الموقع ركز على كيفية محاربة الـ fals amplification أو “التضخيم الكاذب” للموضوعات، وقال موظفو فيس بوك إن تلك الحملات عملت على نشر الأخبار المزيفة من خلال اتباع العديد من الأساليب مثل إرسال طلبات صداقة لفئات بعينها، وجمع أعداد من الإعجاب والمشاركات لوصلات بعينها تحمل معلومات مضللة من أجل أن تنتشر بشكل كبير على الموقع فى فترة قصيرة، كما أضافوا أنهم رصدوا العديد من التكتيكات التى يتم استخدامها من قبل المجموعات المدفوعة، فعلى سبيل المثال تلجأ الحكومات والمنظمات للأشخاص الذين يتمتعون بمهارات لغوية محلية ومعرفة أساسية بالوضع السياسى ذى الصلة.
وعلى الرغم من أن الأهداف قد تكون فى كثير من الأحيان لتعزيز قضية ما أو موقف مرشح واحد أو تشويه سمعة آخر، إلا أن الهدف الآخر هو زرع انعدام الثقة والارتباك بشكل عام.
وتعكس حملة فيس بوك الجديدة تغييرا ملحوظا فى المنظور تجاه الأخبار الكاذبة اعتبارا من نوفمبر الماضى، عندما رفض الرئيس التنفيذى مارك زوكربيرج القول بأن القصص الوهمية على فيس بوك كان يمكن أن تؤثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية “بأى شكل من الأشكال” ووصفها بأنها “فكرة مجنونة جدا”.
وتقول الشركة إن “فيس بوك الآن عند منعطف حرج، فالواقع هو أن الجميع ليسوا مشتركين فى رؤيتنا، وسيسعى البعض إلى تقويضها ولكننا فى وضع يمكننا من المساعدة فى بناء النظام الإيكولوجى للمعلومات الناشئة من خلال ضمان منصة لا تزال بيئة آمنة ومأمونة للمشاركة غير المضللة”.