صراحة نيوز – توبي أورد، هو باحث أسترالي في “معهد مستقبل الإنسانية” التابع لجامعة أوكسفورد البريطانية، وأستاذ الفلسفة فيها، كما أنه مستشار لدى “منظمة الصحة العالمية” والبنك الدولي التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى أنه واحد من قلة أكاديميين عاملين بمجال تقييم المخاطر على الوجود البشري، بدءا من أصغر تهديد إلى أكبره، وبينها الفيروسات بزعامة “كورونا” المستجد حاليا.
عن المستجد، يقول أورد البالغ 41 سنة، في مقابلة أجرتها معه صحيفة El Confidencial الإسبانية يوم الجمعة الماضي، وطالعتها “العربية.نت” في موقعها، إن الحضارات مهددة بالانهيار بنسبة 1 من 6 بسبب الوباء الفيروسي، شارحا أن أوروبا نجت في العصور الوسطى بعد أن خسرت بين 25 إلى 50% من سكانها في الوباء الذي أطلقوا عليه لقب “الموت الأسود” أو الطاعون الذي اجتاحها بين 1347 إلى 1352 وقضى على ثلث سكانها.
وذكر Toby Ord في المقابلة، أنه قام بحسابات رياضية، دلت أن احتمال انهيار الحضارة لأسباب طبيعية أقل بكثير من المخاطر التي يسببها الإنسان، حيث يمثل إنهاء كويكب للبشرية نسبة 1 من مليون، فيما يمثل انفجار بركان عظيم بانقراضها نسبة 1 من 10 آلاف. أما من الإنسان، فالمخاطر أكبر بكثير، وتمثل 1 من كل 1000 على الأكثر، كحرب نووية أو احتدام حالة تغير المناخ، ثم 1 من كل 30 في حالة الوباء المتعمد، يليها 1 من كل 10 باستخدام الذكاء الاصطناعي الخارج عن نطاق السيطرة، ومن الفيروسات 1 من 6 فقط.
“عمر البشر 200 ألف سنة فقط”
مع ذلك يعتقد أن البشر حافظوا على البقاء من الأوبئة منذ عشرات آلاف السنين، لذلك لا يرى في الفيروسات خطرا مسببا للانقراض “برغم أنها يمكن أن تكون مدمرة للغاية” مضيفا لما قال تحذيرا مهما، وهو أنه “مع زيادة التواصل العالمي والاكتظاظ، يمكن أن تسوء الأمور أكثر بكثير من حيث الأوبئة” لذلك يخشى من التهديدات المحتملة من الجماعات الإرهابية، إذا ما تمكنت من تصنيع أسلحة بيولوجية “وهي تقنية يسهل الوصول إليها ويصعب تتبعها، بعكس الأسلحة النووية” كما قال.
واعتبر “الذكاء الاصطناعي” أكثر خطورة من الأوبئة، لأنه قد يشكل مخاطر جديدة في الخمسين سنة المقبلة “حيث لا يزال البشر غير مدركين لها وبالكاد يستثمرون في الوقاية منها، فينفقون كل عام على الآيس كريم أكثر من منع التقنيات الجديدة من تدميرنا” مضيفا أنه لا يعتبر الروبوتات سيئة، لأن “الذكاء الاصطناعي” مثل الطاقة النووية “يمكن استخدامه لأمر جيد” لكنه يصر بأن “المشكلة هي عدم وجود وعي عام لمخاطره” ويذكر أن للبشر 200 ألف سنة فقط من الوجود “لذلك فنحن مراهقون، إلا أن المراهقين ليسوا جيدين بتحديد الأولويات (..) ونحن محظوظون لعدم نشوب حرب نووية، ولعدم وجود وباء، ولكن هذا الحظ سينتهي يوما ما”.