في الذّكرى الـسّادسة عشرة لتأسيس جامعة الطّفيلة: صعود نحو القمّة ..!

13 يناير 2021
في الذّكرى الـسّادسة عشرة لتأسيس جامعة الطّفيلة: صعود نحو القمّة ..!

صراحة نيوز – بقلم أ.د . خالد عطيّة السّعوديّ
عميد كليّة العلوم التّربويّة

تعاني بعض المؤسّسات من فوبيا الصّعود نحو المرتفعات، فيشعر قادتُها بالخوف والخفقان وتسارع ضربات القلب عند الاقتراب من الأماكن المرتفعة، وهذا الشّعور يجعلهم يستعيرون السّكون، حيث يجلسون على حروف العلة ..!

جامعة الطّفيلة التّقنيّة تتعافى من هذا الرّهاب، وتنطلق بقوّة نحو العلياء فتتسلّق الجبال العالية، وتأبى أنْ تعيشَ بين الحُفَر ..!

ليس بمقدوري أنْ أعدّدَ الإنجازات أو التّطوّرات الّتي شهدَتْهَا الجامعة، ولكنّ بمقدوري أنْ أقولَ أنّ الّذي واكبَ مرحلة التّأسيس وعاش حقبة التّعافي سيرى بشائر النّهضة .. لا سيّما أنّ الجامعة قد مرّت بظروف قاسية، وتحدياتٍ كبيرة، ومعيقات عديدة، لكنّها أثبتت أنّها قادرة بطواقمها على مواصلة أداء رسالتها السّامية .. وآيةُ ذلك، أداءٌ متميّز في التّعليم والتّدريب على أيدي أساتذة كبار وعلماء أجلّاء … مع اهتمام شديد بالبحث العلميّ، وارتقاء عدد من الباحثين إلى تسجيل أبحاثهم في مرتبة متقدّمة ضمن قواعد البيانات العالميّة ..
برامج وتخصّصات عصريّة تواكب احتياجات سوق العمل، وتقوم على التّطبيقات الأدائيّة والتّكنولوجيا الحديثة ..
وشراكة حقيقيّة مع المجتمع المحلّيّ بكلّ مؤسّساته الرّسميّة والأهليّة ..

وبعد،
فإنّ هذه الجامعة منارةٌ للعلم والبحث، وقِبلةٌ للرّوح والقيم بل هيَ صبيّةٌ جدلتْ ضفائرها، واشتدّ عودُها قبل مثيلاتِها، وأورقتْ أغصانُها قبل أترابها، فهي أجملُ الشّامات في خدّ الطّفيلة … والعاشقون مثلي؛ لقبلة منها مشتاقون ..!
وإنّ في رئيسِها والعاملينَ فيها ما يُشبه الوردَ من عطرٍ ونضرةٍ، ورِقَّةٍ ونموّ، وعطاء وشفاء، وقبول وألفة ..!
من هذا الصّرح العلميّ الشّامخ، بكلّ ما فيه من حراك وألوان: تقليبُ صفحات الكتاب، ظلالُ الحروف، صريرُ الأقلام، ضرباتُ المشاغل، صوتُ الإذاعة، مداد العلماء .. أنتَ على مقربة من القدس الشّريف ودماء الشّهداء .. فالسّلام على الشّهداء والسّلام على أهل التّضحية والعطاء …!

الاخبار العاجلة