صراحة نيوز – رفع مجلس الأمة، اليوم الأربعاء، رده على خطاب العرش السامي، الذي تفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بإلقائه في الثاني عشر من الشهر الحالي، إيذانا بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الثامن عشر.
وأكد رئيس مجلس الأعيان، فيصل عاكف الفايز، في رد المجلس على خطاب العرش، الذي ألقاه في قاعة العرش في قصر رغدان العامر أن مجلس الأعيان يؤكد رؤية جلالتكم بضرورة حل مشاكلنا بأنفسنا من خلال إيجاد حلول واقعية تعتمد على إمكاناتنا وطاقاتنا المتميزة وبما عرف عن الأردنيين من عزم وتصميم لتحويل التحديات إلى فرص وقدرة على تحمل الصعاب والشدائد لبناء وطنهم ورفعة شأنه والاستفادة من عوامل الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن بين دول الإقليم.
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، في رد المجلس على خطاب العرش إننا مدركون أن مضامين خطبة العرش السامي ترصد الأولويات الوطنية وفق مقياس دقيق عنوانه الاعتماد على الذات، كقيمة تحصن الوطن والقرار السياسي، في خضم المتغيرات من حولنا وإعادة توزيع خارطة الاصطفافات في المنطقة والإقليم، مؤكدين دعمنا والتزامنا بنهجكم في الإصلاح الشامل والمتدرج، وهو الإصلاح الذي ننشده لنا وللأجيال القادمة.
وفيما يلي نص ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش السامي: رد مجلس الأعيان: “بسم الله الرحمن الرحيم والصلاةُ والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، المبعوث رحمةً للعالمين، صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يتشرف مجلس الأعيان اليوم بأن يرفع إلى مقامكم السامي رده على خطبة العرش التي افتتحتم بها أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الثامن عشر، واسمحوا لي أن أبدأ بعد تحية سيدي قائد الوطن المفدى، بتحّية أبنائنا الأبطال الساهرين على الحمى، من جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية بسائر تشكيلاتها، ومن قبل ومن بعد الشهداء الأبرار من هؤلاء الأبناء، الذين “صدقوا ما عاهدوا الله عليه”، ونعبر جميعاً عن سعادتنا برضا جلالتكم عما ينجزه الوطن برغم كل التحديات التي واجهت مسيرتنا المباركة في العديد من مفاصل الدولة، وأشير هنا إلى التعاون المثمر بين جميع السلطات في إطار ما ورد من رؤى وأفكار لجلالتكم في الأوراق النقاشية المضيئة التي كان أساسها التركيز على مبدأ سيادة القانون والعمل على ترسيخ ركائز الدولة المدنية التي نسعى إليها جميعا.
ويقدّر مجلس الأعيان حرص جلالتكم على تطوير الجهاز القضائي، وما أقره المجلس خلال دورته الاستثنائية السابقة من تشريعات، وهو شديد الاعتزاز بإشادة جلالتكم بالجهود التي بذلها المجلس، وكذلك سائر سلطات الدولة، بما يعزز مسيرة الخير بقيادتكم الحكيمة.
سيدي صاحب الجلالة، لقد حقق الأردنيون أحد أهم المنجزات التي تندرج في إطار نهج الإصلاح الذي أردتموه جلالتكم بانتخابهم المجالس البلدية ومجالس المحافظات وما رافق ذلك من شفافية ونزاهة شهدَ لها الجميع وصولاً إلى اللامركزية التي ستمنح الهيئات المحليّة دوراً أوسع في صنع القرار التنموي لتبني على ما تم إنجازه من إصلاحات تراكمية في خضم التحديّات الإقليمية التي نواجهها ونتصدى لها بكل قوة وعزيمة واقتدار.
سيدي صاحب الجلالة، ينظر مجلس الأعيان باهتمام بالغ لما ورد في تقرير الحكومة الذي قدمته في حزيران الماضي من محاور وأولويات مفصلّة حول أهم أعمالها على مدى عام، استناداً لكتابيّ التكليف والبيان الوزاري، مؤكدين لجلالتكم استمرار مجلس الأعيان بممارسة دورِهِ الدستوري في الرقابة والتشريع بالتعاون مع الحكومة. بما يضمن تحقيقها على أرض الواقع خدمةً للوطن والمواطن وبشكل يحفظ أمنهُ وكرامته وحقه في الوصول إلى الغد الأفضل.
ونحن مع جلالتكم بضرورة قيام الحكومة بالعمل على تنفيذ خطة تحفيز النمو الاقتصادي للأعوام القادمة بشكل يلبي احتياجات القطاعات المختلفة ويساعد على تحقيق معدلات النمو المستهدفة ويعمل على توفير فرص عمل جديدة لأبناء الوطن والاستفادة من الفرص المُتاحَة لرفع مستوى معيشة المواطنين وتمكين الطبقة الوسطى وحماية الأُسر ذات الدخل المتدني والمحدود والاستمرار في إعطاء الأولوية القصوى لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وتنفيذ برنامج الحكومة الإلكترونية وصولا إلى هدف الحكومة اللاورقية بما يكفل تبسيط الإجراءات وتحسين الخدمات المقدمة ضمن الفترة الزمنية المحددة التي التزمت بها الحكومة.
ويؤكد مجلس الأعيان على رؤية جلالتكم بضرورة حل مشاكلنا بأنفسنا من خلال إيجاد حلول واقعية تعتمد على إمكاناتنا وطاقاتنا المتميزة وبما عُرف عن الأردنيين من عزم وتصميم لتحويل التحديات إلى فرص وقدرة على تحمل الصعاب والشدائد لبناء وطنهم ورفعة شأنه والاستفادة من عوامل الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن بين دول الإقليم.
سيدي صاحب الجلالة، إنّ ما وصل إليه وطننا من نموٍ وازدهار واستقرار ما كان ليتحقق لولا عزم الأردنيين والأردنيات بقيادتكم الشجاعة وثقتهم المطلقة بهمة قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي المصطفوي- وأجهزتنا الأمنية وقدرتها على حماية الوطن وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره، ويزجي مجلس الأعيان يا مولاي تحية الإكبار والإجلال لكل من وضع التاج على الجبين. ويعرب عن فخره واعتزازه مرة أخرى بالنشامى والنشميات الذين يواجهون ببسالة وإباء قوى الظلام والشر وخوارج العصر.
سيدي صاحب الجلالة، يقدر مجلس الأعيان لجلالتكم دفاعكم الدائم والمستمر عن قضايا أمتيّنا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس. ونشير بشكل خاص إلى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. وهو التزام هاشمي دائم دينياً وتاريخياً لا نحيد عنه ولا نتخلّى عن قَدَرِه وقَدْرِه تجاه قضيتنا الأولى.
مولاي المفدى، نسأل الله جلّت قدرته أن يحفظكم ويسدد على طريق الخير والسؤدد خطاكم قائداً عربياً مقداماً شجاعاً ثاقب النظر يحظى على الدوام باحترام وتقدير العالم بأسره، ومحبة أبنائكم في وطننا الأغلى، سائلين الله عز وجل أن يبقى الأردن كما هو دائماً وطن العز والشموخ وواحة الأمن والاستقرار تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة بقيادتكم الملهمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
رد مجلس النواب:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين،
قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” صدق الله العظيم.
حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نطاول الشرف يا مولاي ونحن نقِفُ اليوم أمامكم، ساعين إلى محاكاة توجيهاتكم السامية، قاطعين العهد في مجلس النواب أن نظل جنوداً أوفياءً، نعمل بإخلاص، خدمةً للعرش وللوطن وشعبنا الأصيل.
وبعد أن استمعنا لخطابكم السامي فإننا نمتثل في مجلس النواب لتوجيهات رأس الدولة، ملتزمين بالعمل على إزالة كل الصعاب والتحديات.
مولاي صاحب الجلالة،
إن إشادتكم بجهود مجلسنا في خطبة العرش بافتتاح الدورة العادية الثانية، لهي دافع ومحفز على مواصلة الإنجاز والعمل بجد ومثابرة نحو تحقيق تطلعات شعبنا وأمتنا والاستمرار في تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية للتغلب على كافة التحديات، وفق برامج وخطط وطنية.
صاحب الجلالة،
إننا مُدركون أن مضامين خطبة العرش السامي ترصُدُ الأولويات الوطنية وفق مقياس دقيق عنوانه الاعتماد على الذات، كقيمة تحصن الوطن والقرار السياسي، في خضم المُتغيرات من حولنا وإعادة توزيع خارطة الاصطفافات في المنطقة والإقليم، لنؤَكد دعمنا والتزامنا بنهجكم في الاصلاح الشامل والمتدرج، وهو الإصلاح الذي ننشده لنا وللأجيال القادمة.
صاحب الجلالة،
إن مجلس النواب ومن خلال أدوات الرقابة التي اتاحها الدستور سيعمل على مراقبة تنفيذ خطة تحفيز النمو الاقتصادي التي أقرتها الحكومة من خلال مؤشرات قياس الاداء واعادة هندسة الاجراءات المستندة الى استراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية وتحويل التحديات إلى فرص إقليمية ودولية كما يدرك المجلس أهمية حماية الطبقة الفقيرة وتمكين الطبقة الوسطى وزيادة اتساعها باعتبارها صمام أمان ومؤشر استقرار وعافية للمجتمع، والتركيز على تنفيذ برنامج الحكومة الإلكترونية، وصولا إلى هدف حكومة لا ورقية، فإننا نسير بالتوازي مع ذلك لتأدية دورنا، حيث أنجزنا في مجلس النواب خطوة نحو البرلمان الإلكتروني، مثلما بدأنا بمشاريع الطاقة المتجددة في مختلف مرافق المجلس، لنبدأ بأنفسنا في ترشيد الإنفاق وتحمل الأعباء بمسؤولية وحرص على المال العام.
صاحب الجلالة،
إننا في مجلس النواب نعي تماماً حجم التحديات الماثلة أمامنا، عاقدين العزم على تحمل مسؤولياتنا، في دراسة وإقرار مشاريع القوانين الاقتصادية ذات الأولوية، لنبدأ مشوار الدورة العادية الثانية التي نتطلع أن تكون دورة تشريعية عنوانها إصلاح القوانين الاقتصادية ليكون لها الأثر المنشود في تحسين واقع الحياة المعيشية، ومعالجة التشوهات الاقتصادية، وتقريب أرقام الإيرادات والنفقات، ما يجعلنا أصحاب نهج في صناعة اقتصاد اجتماعي داعم للفئات الفقيرة، ومُحفز لبيئة المال والأعمال، وجاذب للاستثمار.
مولاي صاحب الجلالة،
إن ثقة مجلسنا بقيادتكم راسخة حيث استشرفتم مبكراً ملامح الحل لقضايا منطقتنا للوصول الى بر الأمان. وإننا إذ نقدر عاليا مواقف جلالتكم في دعم اقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني أساسها القدس عاصمة تشمخ بعروبتها وحرصكم على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، لنعتبرها شرفا للأردنيين جميعاً ينوبون فيه عن أمتيهم العربية والإسلامية تحت وصايتكم الهاشمية المظفرة.
كما أننا يا مولاي نشعر بعظيم الفخر بدور جلالتكم، الذي يُعرف التطرّف والإرهاب من منطلق الممارسات وليس من منطلق النسبة للديانات، ونؤكد هنا وقوفنا التام خلف قيادتكم في حث العالم على مجابهة التطرف بشكل شمولي.
وإذ يُسجل مجلس النواب اعتزازه بدور جلالتكم في قيادة الدبلوماسية الأردنية وجعلها أنموذجاً في الوسطية والاعتدال، فإننا ندعم جهودكم يا مولاي، من خلال الدبلوماسية البرلمانية لمساندة دوركم بكل ما أوتينا من إمكانات.
صاحب الجلالة،
إننا نثمن وندعم جهود القوات المسلحة/ الجيش العربي والأجهزة الأمنية وتماسك شعبنا ووعيه الذي شكل دعامة صلبة في صون بلدنا وحمايته من كل المكائد.
مولاي صاحب الجلالة،
إن وطناً يقوده ملك صاحب عزيمة وإصرار وحكمة لا يمكن أن يهزم وسيبقى بإذن الله واحة الأمن والطمأنينة لأهله وجيرانه ولكل من استغاث به.
قال تعالى: “ربِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ” صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وحضر تلاوة الرد على خطاب العرش السامي عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس المحكمة الدستورية، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشارو جلالة الملك، ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية، ووزير الدولة، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، وناظر الخاصة الملكية.