صراحة نيوز – كتب منتصر الصباغ
تتكون المعرفة من معلومات التي تتفاوت كيفاً وكماً كمواضع اشتباك وتفاوت بين جميع البشر، إلا أن محاولة بناء وتطوير الاستنتاجات تحتاج إلى قاعدة معرفية للإجابة عن أسئلة في مواجهة معطيات غير مكتملة.
المخضرم يمتلك «مهارات» معرفية نتاج خبرة طويلة في تكرار ذات الممارسات مع دروس مستفادة في نطاق مسار واحد محدد. والعالم باحث يمتلك «جدارة» من التجربة المعرفية الدقيقة الثرية في إجراء ابحاث وتجارب تطوير المعرفة في مجال علم محدد ما «ضمن أطر» ذات منهج علمي من معطيات وفرضيات أو نظريات تهدف إلى الخروج بنتائج أفضل.
الحكيم والمفكر كلاهما يمتلكان من التجربة المعرفية العميقة الثرية «ضمن أطر» ثوابت مشروعة صائبة، إلا أن المفارقة تكمن بأن الحكيم يمتلك «قدرة» في حل مشكلات وفق موازين بعيداً عن موجهات المشاعر، أما المفكر فيمتلك «جدارة» في رصد مدركات صدى الثغرات وردم تأثير الفجوات في إنتاج ونشر الأفكار لبناء وتطوير معايير وضوابط أكثر ترابطاً.
الفيلسوف يمتلك «سعة» معرفية «لا تتقيد بأطر»، واللقب ليس شمولي لأن حامله لا يطرح مسائل ضيقة جزئية، بل طروحات فكرية حول شواهد قد تحتمل مغالطات في تفسيراتها لأن الأصل في عدم العلم بالدليل ليس دليل يمكن إثباته بتجارب علمية وفق وﺴﺎﺌﻝ بالمعطيات الزمانية والمكانية الراهنة. لذلك الفيلسوف يعتبر أكثر شمولية من العالم أو الحكيم أو المفكر.
بالقرن الـ21 المنطق العلمي العملي يساعد على التعافي، بينما المشكلة تكمن في التلاعب بالعقول والمشاعر عبر تضليل المفاهيم بما يخالف قواعد العلم والمنطق خدمة لمصالح ضيقة على كاهل المنفعة العامة.
وتأسيساً على ما سبق، لا أحد يستطيع أن يمنح لقب «حكيم، مفكر، عالم، أو فيلسوف، أو مخضرم» استناداً إلى شهادات أكاديمية، إلا لمن يثبت من جهات مختصة معنية بما لا يدع مجالاً للشك بأنه كذلك بالأفعال «نتاج إنجازات ملموسة»، فكل منهم يعبر عن عصره من خلال أعماله، وما هم إلا مرآة تعكس طيات تطور العصور، لأنه من التطرف ادِّعاء أيّ شخص إعتباري العصمة.
وكقاعدة عامة يمكن البناء عليها على سبيل المثال، لا يمكن الجزم بأن كل مفكر حكيم، في المقابل لا يمكننا الجزم بأن كل حكيم مفكر ؛ لذلك لا تبتهجوا بالكفاءات من المخضرمين وأكرموا الجدارات، فبهم تستخرج الإنجازات، ورصد الطاقات الكامنة وتوجيهها مع توفير البيئة الحاضنة والداعمة لها، تؤدي إلى تحقيق أعلى المستويات من الإبداع والابتكار والاختراع.
بالختام، لصالح سلامة منظومة الأمن والأمان الإنتاجية فكراً وحضارة، هناك معايير وضوابط تقيم الأداء زمانياً مكانياً، والوزير «وكل من في مرتبته عبر السلطات الثلاث» هو المسؤول الأول عن مهام الوزارة الإدارية والرقابية، وعدم تنظيم وضبط المعطيات والإمكانات وفق المحددات مأساة ليست إلا نتاج «تراخي» بموجب قول رسول الله النبي العربي الهاشمي محمد ﷺ «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
أعان الله الوطن قيادةً وشعباً وجيشاً على الخلاص من المقصرين المتقاعسين والفاسدين المفسدين مع اصحاب الفتن، اللهم آآآآمين.