صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
رغم انني بت اكثر تشاؤما بالنسبة لمستقبل الاردن جراء ما أوصلتنا اليه الحكومات المتعاقبة وأثقلته علينا أكثر الحكومة الحالية التي احترفت التنظير والإستعراض والإستهانة بعقول الأردنيين وكذلك جراء تنامي التغول على المؤسسات العامة بأساليب مختلفة على اعتبار انها مزارع خاصة وبت ايضا أخشى ان تنتقل عدوى تحول بعض المؤسسات العامة الى مزارع خاصة الى الأجهزة الحساسة في الدولة وصرت اخشى اكثر من المجهول الذي ينتظرنا فقد ارتحت قليلا وانا اقرأ ما حملته الرسالة الموجهة الى جلالة الملك والتي تم تداولها على منصات التواصل الإجتماعي وسارع عدد ممن وردت اسمائهم انهم من ضمن مرسليها الى التبرؤ منها .
وقبل الدخول في التفاصيل فإنني بداية ازجي تحية تقدير واكبار الى من صاغ أو صاغوا تلك الرسالة وأستهجن في ذات موقف الذين سارعوا الى نفي علمهم بالرسالة أو مشاروتهم وأخذ موافقتهم هاتفيا رغم انه حصل وأعذر بالمقابل القلة منهم الذين أكدوا بانهم على علم بها وأنهم قدموا اقتراحات لتضمينها الرسالة وعلى هذا الأساس تكون موافقتهم وبالتالي نفوا انهم وافقوا عليها بالصيغة التي تم تداولها وهو حق لهم .
والرسالة بوجه عام تُنبه لخطر “داهم” نتيجة لواقع صعب ومؤلم نعيشه والذي نقره جميعنا وبات يُقلق الشعب الأردني بجميع فئاته وهدف الرسالة تقديم النصح لجلالة الملك الذي طالما تمنى ان يسمع ذلك والذي هو واجب على كل من يستطيع مساهمة وكما جاء في الرسالة ” للخروج من الأزمة وحالة الاعصاء التي نعیشها ” وأضيف هنا وهي الحالة التي اوصلنا اليها مسؤولون ثبت انهم ليسوا بمستوى المسؤولية الوطنية أو انهم تولوا المسؤولية تورثا أو تنفيعا والامثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى .
والرسالة تكونت من جزئين رئيسيين الأول تشخيص الواقع المر الذي وصلنا اليه والثاني حمل بعض المقترحات لحلول موضوعية والتي من شأن الأخذ بها عمليا ان نبدأ مرحلة اصلاح حقيقية لكن الأهم في مجمل الرسالة انها ليست ضد الدولة أو النظام ولم تحمل اية اساءات لأشخاص بعينهم … وهنا اتسائل … لماذا سارعت بعض الشخصيات التي توافقت على مبدا مخاطبة جلالة الملك بشؤون الوطن وتقديم الاقتراحات للخروج من الازمة الى التبرؤ منها… يا حسيفتي على هيك شخصيات تدعي الوطنية .
ختاما اترك لكم التمعن بكل كلمة وردت بالرسالة والتي من وجهة نظري الشخصية لم تشمل الكثير من الإقتراحات الهامة لكنني اعتبرها بداية خير بعون الله لكي نفكر خارج الصندوق وبصوت عالي والذي اجزم ان جلالة الملك يرحب بذلك ما دام الهدف تصويب مسيرة الوطن لأننا كلنا شركاء .
نص الرسالة
صاحب الجلالة الھاشمیة الملك عبد الله الثاني بن الحسین المعظم صاحب الجلالة،،،
السلام علیكم. نحن الموقعون على ھذه الرسالة تداعینا بحكم شعورنا بالمسؤولیة وبالخطر الداھم لما یحدث في ساحتنا الداخلیة من اضطراب فكري واقتصادي، نضع أمام جلالتكم بعضاً من الأمور التي تثیر قلق الجمھور الأردني. ومنطلقنا أنه من حق جلالتكم علینا تقدیم النصح المخلص فیما نعتقده مساھمة من الخروج من الأزمة وحالة الاعصاء التي نعیش منذ فترة.
صاحب الجلالة:
ان الاستقطاب الذي نراه یتكون في المجتمع الأردني ھو تطور خطیر ومھم، وسیؤدي إلى تجمع قوى متنوعة المشارب في مواجھة السلطة. إن العبور إلى بر الأمان فیما نحن فیه من انسداد للأفق الاقتصادي والاجتماعي والسیاسي، وما تواجھه الدولة الاردنیة من تحدیات مؤلمة تجلت مظاھرھا فیما یلي:
أولاً: إن غیاب الحوار السیاسي والمجتمعي خلق فجوات بین الدولة والمجتمع برزت بوضوح خلال حراك المعلمین والذي عزز حالة الارتباك التي نعیشھا الیوم، مما یستدعي إطلاق حوار وطني بھدف الوصول إلى توافق حول أولویات المرحلة المقبلة ومواجھة التحدیات الاقتصادیة والاجتماعیة بمزید من الانفتاح السیاسي وحشد كل طاقات المجتمع خلف قیادتكم الراشدة وتكریس الأوراق النقاشیة الملكیة باعتبارھا منارة استرشاد للكل الوطني.
ثانیاً: إننا نؤكد أن التأخر في تقدیم وصفة للاحتواء سیجعلنا أمام كُلف سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة باھضة، نحن بكل تأكید في غنىً عنھا.
ثالثاً: إن جذور الأزمة الحالیة التي نعاني منھا سیاسیة ذات أوجه اقتصادیة واجتماعیة وطبقیة لیس أبرز مظاھرھا نقابة المعلمین وحراكھا المطلبي.
رابعاً:إن اللجوء إلى الحل الأمني مفرداً وغیاب أي مبادرات اجتماعیة أو اقتصادیة تستوعب الأزمات جعلت المشھد الوطني خشناً على غیر المألوف أردنیاً عبر حكم الھاشمیین الممتد القائم على التسامح والاحتواء.
خامساً: إننا أمام موقع الأردن الھام مطالبون بالحفاظ على صورة الأردن في المحافل الدولیة وأمام المؤسسات المانحة على وجه الخصوص باعتبارنا دولة تحترم أرقى معاییر الالتزام بالحقوق والحریات العامة ومنھاحریة التعبیر والعمل النقابي.
سادساً: إننا على أبواب استحقاق دستوري طال انتظاره لنقدم للعالم النموذج الأردني في الانتخابات النیابیة الحرة النزیھة، لنتطلع إلى إزالة كل مسببات الاحتقان والأزمة لتھیئة الأجواء لإجراء ھذه الإنتخابات.
صاحب الجلالة:
إننا وبین یدي التوصیف السالف، لنضع تصورنا للحل من خلال الخطوات التالیة:
أولاً : ضرورة إطلاق حوار وطني بھدف الوصول إلى توافق على أولویات المرحلة المقبلة ومواجھة التحدي الاقتصادي وتحسین معیشة الأردنیین بمزید من الانفتاح السیاسي وحشد كل طاقات المجتمع خلف جلالتكم، وھو المخرج الذي لجأ له الحكم الھاشمي الراشد لتجاوز أزمة ۱۹۸۹ الاقتصادیة والاجتماعیة بمزید من الانفتاح السیاسي.
ثانیاً : التأكید على حالة التسامح والتعایش التي تصیغ علاقة الدولة والمجتمع الأردني، والتي تستوعب الرأي والرأي الآخر ضمن سیادة العدل والقانون، والمبادرة للإفراج عن جمیع المعتقلین، ووقف كل مظاھر التجییش الإعلامي السلبي داخل مساحة العمل الوطني وبما یكفل تعزیز الجبھة الداخلیة وتمكینھا من مواجھة المخططات الإسرائیلیة الھادفة لإضعاف الأردن.
ثالثاً : إعادة العمل النقابي لنقابة المعلمین إلى مساره المھني من خلال المسار الدستوري والقانوني الكفیل بالغاء أي إجراءات قضائیة متخذة خارج نطاق القانون والإجراءات السلیمة.
رابعاً : التأكید على أن صیانة الاستقرار السیاسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني ھي ثمرة عملیة تشاركیة متكاملة بین الدولة والمجتمع وفق رؤیة متكاملة.
خامساً : ضرورة استعادة الدور الریادي للأردن كصانع للتوافق العربي والإسلامي ومركز من مراكز التوازن في المنطقة بحیث یبقى للجمیع وعلى مسافة واحدة من جمیع الأشقاء.
إننا على ثقة أن جلالتكم الحریص على الأردن وتطلعات أبنائه، والراعي لكل الحقوق والتوازنات فیه للوصول إلى حالة الاستقرار السیاسي والدیمومة الاقتصادیة والأمان الحقیقي لكل من یعیش على أرضه.
واقبلوا منا سیدي خالص الدعاء لجلالتكم أن یدیم الله الأردن عزیزاً حراً بقیادته وشعبه ومؤسساته.