صراحة نيوز – بقلم : د. حازم قشوع
فلقد أرسل إليّ صديقي رسالة يقول فيها رواية ، تحمل من العبر الشيئ الكثير ، وفيها من المفردات الشيئ اليسير ، تقوم على بناء جملة صحيحه ومفيدة ، يرفع فيها المعنى ويصان عبرها المغزى.
وإن كانت تضم من وحي الواقع الكثير ، باعتبارها تنصب مكسور الجناح ، وتجر من طاح حظه عندما طاح عن منصبه ، الذى كان مبنياً للعموم وليس للمعلوم ، حيث أكتشف من بعده أن مسيرته كانت مبنية على مجهول النسب والهويه ، عندما شيدها بدون قواعد آمنه وبدون ركائز داعمة ، فأطاحت فيه في غفله وما طاحته فيها واقعه.
فعمل لكن من دون إحتساب وإن كان عالم فى فقه الإحداثيات وعلوم الحساب ، لكنها الظروف القدرية قد تجر فيها حيث تجر ، وتعمل فيها وفق ظروف موضوعية ، تطغى فيها مناخات التسيير على خيارات التخيير ، فتكتشف فيها أن شكل الحقيقة وربما مضمون رسالتها أمرا مراد ، فإن أدركت حساب معانيها تجاوزت المرحلة ، وإن طافك قطار الحياه دون إدراكها فاعلم أنك خرجت منها دون الدخول فيها.
حيث كاتبني صديقى بعباره قال فيها “قلت لصديقي : لم لا يصيح ديككم ؟
فقال : لقد اشتكى منه الجيران لأنه يزعجهم صباحاً فذبحناه !
عندها أدركت أن كل من يحاول إيقاظ الناس سيخسر حياته ..!!”.
فأرسلت له رساله أبين فيها ما هو معروف من هذه الحياه التى لا نعرف منها سوى عنوان الدخول فيها ، وكيفيه الإكثار والتكثير والتكاثر ، بينما لم نبحث لماذا دخلنا وكيف ومتى نخرج وكيف.
وأحسب أن عرفنا لماذا نحن فيها خرجنا منها لاننا كشفنا عنها اللثام ، لثام حقيقة الدنيا ولغز الوجود فيها ، لذا لا يحبذ أهل القرار المعرفة فإن عنوان معرفة لديهم قد يخرجهم من واقع الدنيا الى عالم المجهول ، فما كان من قلمى الا أن سطر رسالتي التي قالت “ان للخروج من الدنيا تواقيت معلومة وإن كانت غير مقروءة حيث نخرج منها ولا نعرف من أين دخلنا أو كيف …. لكن هذه الدنيا فيها حياه يؤدى فيها كل منا رسالته بما يدركه من علومه ويختزله من طاقة حتى يأتي اليقين فإن قتلوك لايقاظهم فاعلم أنك من أولي الألباب الذين تروى قصصهم فى الكتب السماويه والعلميه وما هذه إلا أسباب ننتهي حيث تنتهي فما عليك إلا أن تؤدي رسالتك فى هذه الحياه فإن الحياه رساله.
فأرسل رسالته التي تقول ” يا صاحب المعالي فإننا نبرأ من هذا الزمن ومن فيه ، فهذا الزمن ليس لنا ولا نحن فيه “، هنا وقف الكلام عند هذا الحد وبدى الفكر الانهزامي يسيطر على بالي فقلت اللهم أصلح بالي وبال أمة تسعى للإنتصار للحق عليه ، وابعث لنا ديكا يسعى فينا إلينا ولا يسعى فينا إليه ، فلقد قتلت الأمه الديك الذى كان بالأمس يوقظها لرجاء الفجر وشعاع العمل وإشراقة الحرية.