صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
قناعتي بالهاشمين هي هي لم تتغير ولم تتبدل ابا عن جد رغم كل ما يقال ويشاع فالتاريخ لم يغفل عن أي شاردة أو واردة لمسيرتهم منذ الثورة العربية الكبرى التي اطلق رصاصتها المغفور له الشريف الحسين بن علي مرورا بعهد الملك المؤسس عبد الله الأول فصانع الدستور الاردني الملك طلال والملك الباني الحسين رحمهم الله وصولا الى المملكة الرابعة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني اطال الله في عمره فهي مسيرة مشرفة ناصعة البياض وطنيا وقوميا وانسانيا همهم الأول كان وما زال صون الأمانة التي يحملونها .
لقد تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية وسط تحديات متلاحقة وكبيرة بدءأ من احتلال العراق فالمؤامرة الدولية الأخرى على سورية وتداعيات ذلك على العراق وسوريا ارضا وشعبا وعلى المنطقة برمتها بالاضافة لتطور الأحداث والسيناريوهات بالنسبة لقضية الاردن الأولى قضية فلسطين .
وبالرغم مما تعرضنا له وما زلنا من ضغط دولي ومغريات مادية ومعاناة داخلية من مراكز القوى المتلغلة في مفاصل الدولة فقد تمكنا بفضل الحكمة الهاشمية بحمد الله من الخروج من تلك الازمات بأقل الخسائر محافظين على سلامة الوطن ولحمة الأسرة متمسكين بمواقفنا التاريخية الثابتة بالنسبة للقضية الفلسطينية والمقدسات ان لا حل الا بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس العربية فقوة الاردن وصموده في مواجهة التحديات من قوة القائد والتفاف شعبه حوله.
واما بالنسبة لمراكز القوى فأمرنا لا يختلف عن باقي الدول في تغلغلها وتحكمها بمستقل الدولة والتي لا يعنيها سوى مصالحها لكنها في الاردن لها طعم ولون آخر فالوطن بالنسبة لهم ( قدرٌ مباحٌ الغرفُ منه دون حساب ) .
ومراكز القوى في الاردن صنعتها الطيبة والثقة والأخلاق العالية التي يتصف بها قادة بنو هاشم اباً عن جد اذ استغلها من يُتقنون فنون التلون والنفاق والمزاودة فكان ما كان من اسثمار وظيفي على حساب الصالح العام … وهنا قد يسأل سائل كيف حصلوا على الثقة والجواب باختصار بان من منحوهم الثقة هم بشر يجتهدون في ضوء ما يرون وما يلمسون ويكون للبطانة دور رئيسي في ذلك ..وعليه يبقى الأمر طبيعي بأن يحظى بثقتهم من يتقنون فنون التملق والنفاق والمزاودة والذين من مصلحتهم تشكيل الشلل التي تضمن ديمومة تكسبهم وسيطرتهم على مفاصل الدولة .
لا بل زادت مراكز القوى لدينا في تغولها بقدرتهم على تنفيذ اجندتهم وتحقيق مصالحهم مختبئين وراء جلالة الملك الذي حذر منه جلالة الملك مراار وتكرارا لا بل ان هذه القوى زادت مؤخرا باستغلال اسم ولي العهد واسم جلالة الملكة والذين اقسم انهم براءة مما يقترفون لان الاردن بالنسبة لهم كما هو بالنسبة للصادقين في انتمائهم ” الوطن الوحيد الذي لا خيار لنا عنه “.
تكمن أهمية البطانة الصادقة في قدرتها على ترجمة رغبات وتطلعات القائد التي يريد تحقيقها لوطنه وشعبه غير انه يبقى صعبا على أي انسان ان يُوفق في اختيار بطانته والبداية بتقديري تبدأ حين يبقى باب ” الديوان الملكي العامر ” بيت الاردنيين مشرعا دائما أمامهم .
الأردنيون مرتاحون لمجموعة الخطوات والاجراءات التي بدأها جلالة الملك باختياره الدكتور عمر الرزاز لتولي الولاية العامة ويوسف العيسوي لرئاسة الديوان الملكي العامر وقيس ابو دية لرئاسة التشريفات الملكية ومنار الدباس مستشارا لجلالته ومديرا للمكتب الخاص وبقاء الزميل غيث الطراونة مديرا لاعلام الديوان الملكي حيث بتنا نشهد اداءً يختلف عما سبق لكن تبقى الطولة كشافة لنلمس المزيد من الانفتاح والاندماج بين القائد والشعب .
وبوجه عام يتطلع الاردنيون الى المزيد من التغيرات في العديد من مفاصل الدولة ليتولى شؤون البلاد والعباد من هم في مستوى الثقة والأمانة الصادقة فالرائد من يصدق أهله .
المقال القادم عيون الملك في مجلس الأمة قصة اخرى