كازاخستان :مقتل 40 شخص خلال الأضطرابات والسلطات تعتقل اكثر من 4 آلاف شخص
8 يناير 2022
صراحة نيوز – أورد التلفزيون الرسمي في كازاخستان أرقاما رسمية أمس تفيد باعتقال أكثر من 4400 شخص، ووفاة ما يتجاوز 40 آخرين إثر الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ أيام.
ويبدو أن هذه الأرقام تشمل قتلى من بين قوات الأمن الكازاخية. وأصدر رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أمرا باعتبار أمس يوم حداد وطني، لتذكر “الضحايا الكثيرين للأحداث المأساوية في بعض أجزاء من البلاد.” وثمة مخاوف من أن يكون عدد القتلى أكثر بكثير، بعدما أصدر الرئيس أمس أمرا بإطلاق النار لقمع الاحتجاجات ضد حكومته.
وزعم توكاييف، أن إجمالي 20 ألف من “قطاع الطرق” هاجموا مدينة “الماتي”، أكبر مدينة في البلاد، حيث تحتدم الاضطرابات العنيفة، بشكل خاص، في الأيام الأخيرة. وتابع أن “الإرهابيين” كان يتم توجيههم من الخارج، إلا أنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وطلب رئيس كازاخستان منظمة معاهدة الأمن الجماعي المساعدة في استعادة النظام العام ، ونشرت روسيا أول أمس الأول قوات في كازاخستان.
في الأثناء اعتقل الرئيس السابق لجهاز الأمن في كازاخستان كريم ماسيموف بتهمة الخيانة بعد إقالته في أعقاب أعمال شغب في البلاد التي لا تزال تشهد توترا أمس.
من جهة أخرى، أعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف أجريا محادثة هاتفية لمناقشة الوضع في كازاخستان، بينما رفضت موسكو الانتقادات الأمريكية لانتشارها العسكري في البلد الذي كان يشكل جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق.
وأعلنت “لجنة الأمن الوطنية” (كاي إن بي) أن مديرها السابق كريم ماسيموف (56 عامًا) أوقف الخميس بعد بدء تحقيق بتهمة “الخيانة العظمى”. وهو أول مسؤول كبير يعتقل منذ بدء الاضطرابات قبل حوالى أسبوع.
وأقيل كريم كاجيمكانولي ماسيموف، حليف الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييف والمقرب منه، من منصبه كرئيس للجنة خلال الأسبوع الجاري بعد أعمال شغب دامية بدأت بعد تظاهرات رفضا لزيادة أسعار الغاز.
وشغل ماسيموف منصب رئيس الحكومة مرتين خلال عهد نزارباييف، وكان على رأس جهاز الأمن الوطني منذ العام 2016.
في موسكو أعلنت الرئاسة الروسية أن بوتين وتوكاييف أجريا محادثة هاتفية طويلة” واتفقا على البقاء على “تواصل دائم”.
ووصلت وحدة من القوات الروسية ودول أخرى متحالفة مع موسكو الخميس إلى كازاخستان لدعم السلطات، وانتشرت لحماية المباني الاستراتيجية ومساندة الشرطة.
وندّدت موسكو أمس بالتصريحات “الفظّة” لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي أكد أن إخراج القوات الروسية من كازاخستان سيكون “بالغ الصعوبة”.
وتهز كازاخستان أكبر دولة في آسيا الوسطى حركة احتجاج بدأت الأحد الماضي في الأرياف بعد زيادة أسعار الغاز، ثم امتدت إلى عدد من المدن وبينها ألماتي، العاصمة الاقتصادية للبلاد حيث تطورت التظاهرات إلى أعمال شغب أدت إلى سقوط عشرات قتلى.
واستمر التوتر أمس في ألماتي حيث سُمعت عيارات نارية أطلقتها الشرطة في الهواء لمنع الأشخاص من الاقتراب من الساحة الرئيسية في المدينة، وفق ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.
وقال ليونيد كيسيليف (68 عامًا) إن سيارته تعرضت لإطلاق نار قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحًا عندما كان يقودها قرب مركز البلدية، مشيرًا بإصبعه إلى ثقب قال إن رصاصة أحدثته في صندوق السيارة.
وأضاف “كان الجوّ هادئًا أمس لذا قدت السيارة هنا”.
“أخبار زائفة”
ودعا الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييف الشعب إلى دعم الحكومة لمواجهة الأزمة التي تمرّ بها البلاد، وفق ما أعلن متحدث باسمه أمس.
وكتب المتحدث أيدوس أوكيباي في تغريدة على “تويتر” أن نزارباييف “يدعو جميع المواطنين إلى الالتفاف حول رئيس كازاخستان للسماح له بتجاوز هذه الأزمة وضمان وحدة البلاد”.
وحذّر الرئيس السابق من “أخبار زائفة”، في إشارة إلى شائعات انتشرت على وسائل الإعلام الكازاخستانية تُفيد بأنه فرّ من البلاد.
وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السابق منذ بداية أعمال الشغب في البلاد.
وغضب المتظاهرين موجّه ليس فقط ردا على ارتفاع أسعار الغاز، بل أيضًا ضد نزارباييف الذي بقي يتحكّم بالسلطة من الكواليس رغم تنحيه والمتّهم بالفساد.
وحكم نزارباييف البلاد من العام 1989 حتى العام 2019 وله نفوذ كبير.
وقالت السلطات الجمعة إن الوضع تحت السيطرة بشكل كبير. ورفض رئيس البلاد توكاييف التفاوض مع المحتجين وسمح لقوات الأمن بـ”إطلاق النار بهدف القتل” لوضع حد لأعمال الشغب.
وقف تصدير الأسلحة الألمانية
وتُثير الاضطرابات في بلد يسكنه 19 مليون شخص، قلق القوى الغربية.
وأعلنت ألمانيا أمس أنها ستوقف تصدير الأسلحة لكازاخستان. وقال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية لوكالة فرانس برس إن قيمة المواد المصدّرة منخفضة (2,2 مليون يورو في العام 2021)، لكن الحظر “ضروري”.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأول إلى وقف العنف الذي يجتاح كازاخستان.
وأشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة “بالإجراءات القوية” للحكومة الكازاخستانية ضد المتظاهرين، معتبرا أنها تنم عن الحس “العالي بالمسؤولية” الذي يتمتّع به الرئيس توكاييف، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وأكّد المعارض الكازاخستاني مختار أبليازوف اللاجئ في فرنسا، أن هناك “ثورة” قائمة، منددًا بـ”احتلال” القوات الروسية لكازاخستان.
وأعلن مطار ألماتي أنه سيظل مغلقًا حتى اليوم على الأقل.
وأعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية الجمعة مقتل 26 “مجرمًا مسلحًا” و18 عنصرًا أمنيًا، وأُصيب 740 آخرون بجروح.
واعتُقل أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أجانب، بحسب الوزارة.
ولم يكن التأكّد من الأرقام بطريق مستقلّة ممكنًا.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية السبت أن أحد الذين قُتلوا بإطلاق النار الجمعة كان مواطنًا اسرائيليًا يبلغ من العمر 22 عامًا ويقطن في كازاخستان.
في السياق أقال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف نائب أمين مجلس الأمن القومى وهو المجلس الذى يتمتع بتأثير قوى فى البلاد، عظمات عبد المؤمنوف ، بحسب التلفزيون الرسمي.
وكان قد تم تعيين عظمات عبد المؤمنوف نائبا لأمين المجلس من جانب نزارباييف منذ أكثر من ست سنوات ، وفقا لمكتب الرئاسة.
ولا يزال نزارباييف يعتبر أقوى شخصية في كازاخستان على الرغم من تنحيه عن رئاسة البلاد في عام .2019
وقام الرئيس توكاييف أيضا بتغيير قادة الاستخبارات وعين مؤيديه محلهم ، وهي خطوة دفعت البعض إلى الإعتقاد بأنه يستخدم الأزمة من أجل دعم نفوذه وتوسيع نطاق سلطاته .