أكثر ما يستثيرني أولئك ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب الأردني بينهم ” مسؤولين سابقين صنعتهم أقدار الإنتخابات النيابية أو جاءوا بضربة حظ أو تقدموا بفعل فاعل … ” الذين لا يُعجبهم العجب ولا حتى الصيام في رجب وقد نزهوا انفسهم مع ان صحائفهم سوداء ومليئة بالموبقيات .
فئة نكرة ومستنكرة احترفت دس انوفهم في ما يخصهم وما لا يعنيهم دأبوا على توجيه نقدهم النشاز لكل صوت اردني حر يقول رأيه في شأن عام الذي هو حق طبيعي ودستوري لهم بكون الجميع شركاء في هذا الوطن .
احترفوا النفاق والتزلف فتارة نراهم يسعون الى قلب اللون الأسود الى ابيض وتارة العكس مستخدمين عبارات التخوين والأجندات الخارجية وهم من اتقنوا العمالة لكل من يدفع عملا لا قولا وباعوا واشتروا وتاجروا بالشرف والكرامة التي يفتقدونها .
يحضرني في السياق مقدم برامج اذاعية مرتبط بالعمالة لأربع جهات وأشهر وظيفة عمل بها مستشارا في شؤون الملابس الداخلية لدى شركة اسرائيلية وصهر له اتقن فنون النفاق الذي بدأه على ربعه والذين أوصلوه الى قبة البرلمان لكن سرعان ما تخلى عنهم بحثا عن مكاسب شخصية ليتبوأ العديد من المناصب الرسمية وما زال ينافق بحثا عن مكاسب أخرى ولا اخفي سرا هنا ان نفاقه عاد عليه بسيارة هدية من الملك باعها في اليوم الثاني .
ويحضرني شخص أخر اصبح عضوا بمجلس الأعيان جراء استخدام موظف في مؤسسة سيادية لنفوذه والذي تربطه به ايضا علاقة مصاهرة حيث تمكن هذا الموظف من شطب احد الأسماء التي نسبتها الجهات المختصة لقائمة مجلس الأعيان وقام باضافة اسم صهره وحين تم اكتشاف أمره تم انهاء خدماته لكن الصهر كسب العينية .
مشكلة هؤلاء الذين وصلوا الى ما وصلوا اليه زورا وبهتانا وعبر دهاليز النفاق والتزلف انهم يعيشون في أجواء نرجسية تجعلهم يشطحون دون قيم أو مبادىء فنراهم يُلعلعون دون وجل أو خجل على أمل ان يبقوا تحت الانظار.
المشكلة ليست فيهم بل في اصحاب القرار الذين لا يكلفون أنفسهم التمحيص في سيرهم ولا يدققون في اقوالهم وأفعالهم ولا يتقنون القراءة بين السطور .