صراحة نيوز –
فيما تستمر الاحتجاجات في يومها الثامن، الخميس، من خلال تظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية وقطع المحتجين للطرقات الرئيسية، تتجه الأنظار إلى القصر الرئاسي في بعبدا، حيث سيوجه الرئيس اللبناني ميشال عون كلمة إلى اللبنانيين للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، في حين أعلن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً ظهراً.
وإذا كان من غير المتوقع أن يؤثر ما سيدلي به عون على مسار التحركات، فإن الحديث عن إجراء تعديل وزاري في حكومة الرئيس سعد الحريري، هو الأكثر تداولاً بشأن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها السلطات اللبنانية في محاولتها احتواء مطالب المحتجين، التي يبرز فيها، أولاً، مطلب استقالة الحكومة نفسها.
وفي موقف لافت، الأربعاء، طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد اجتماع استثنائي لمجلس البطاركة والأساقفة في لبنان، “السلطة باتخاذ خطوات جدية وشجاعة لإخراج البلاد مما هي فيه”.
ودعا الراعي الرئيس اللبناني إلى “بدء مشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب”.
وناشد مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، في بيان، “المسؤولين على مختلف مواقعهم، النظر بإيجابية إلى مطالب الشعب اللبناني” المحقة.
وفي واشنطن، دعت الخارجية الأميركية القادة اللبنانيين إلى الاستجابة للمطالب “المشروعة” لمواطنيهم.
وقال ديفيد شينكر، المكلّف ملف الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة “على استعداد لمساعدة الحكومة اللبنانية” في اتخاذ إجراءات، ممتنعاً في الوقت نفسه عن التعليق على خطة الإصلاحات التي عرضها رئيس الحكومة سعد الحريري.
وتابع “يعود للشعب اللبناني تقرير ما إذا كانت هذه الإصلاحات تلبي رغبته المشروعة في العيش في بلد مزدهر ومحرّر من الفساد الذي يحدّ من قدراته منذ أمد بعيد جداً”.
وكان آلاف اللبنانيين افترشوا الشوارع الأربعاء، وهم يلوحون بالأعلام ويرددون شعارات “سلمية سلمية”، رداً على محاولة وحدات من الجيش تنفيذ أوامر بفتح الطرقات المغلقة.
ونفّذ الجيش انتشاراً غير مسبوق منذ انطلاق التظاهرات ضد الطبقة السياسية، لفتح الطرقات الرئيسية في مختلف المناطق بالقوة، تنفيذاً لما وصفه مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية بـ”قرار لفتح الطرق العامة وتسهيل تنقل المواطنين”.
واصطدمت محاولاته شمال بيروت برفض مطلق من المتظاهرين، الذين افترشوا الطرقات ورددوا النشيد الوطني اللبناني، وتضاعفت أعدادهم تدريجاً على الرغم من تساقط المطر، خصوصاً في محلتي الزوق وجل الديب شمال شرق بيروت. وبعد أكثر من ست ساعات، انسحبت وحدات الجيش ليلاً من الزوق وجل الديب، وأبقت عناصر حماية. واستقبل المتظاهرون ذلك بالتصفيق والتحية.
وكان الحريري أكد في بيان “ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والحرص على فتح الطرقات وتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق”.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) تظاهرات حاشدة غير مسبوقة على خلفية قضايا معيشية ومطلبية، يشارك فيه عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف الأعمار من شمال البلاد حتى جنوبها مروراً ببيروت.
الشارع اللبناني يلفظ "تنسيقيات الثورة": الاستقالة أولاً ثمّ التفاوض#لبنان_ينتفض #لبنان pic.twitter.com/DBR6cj41f6
— العربي الجديد (@alaraby_ar) October 24, 2019