لقاء يناقش جوانب استشراف المستقبل من منظور حكومي

28 يناير 2019
لقاء يناقش جوانب استشراف المستقبل من منظور حكومي

د. حجازي: استشراف المستقبل أسلوب عمل وممارسة يومية للوصول إلى مرحلة تحقيق التميّز

د. حجازي: نحتاج عربياً إلى منظومة فكرية جديدة لتصحيح الأفكار المغلوطة حول عملية الاستشراف

د. حجازي: التعامل مع الأزمات والمشكلات من خلال مبدأ رد الفعل يتنافى مع طبيعة حكومات المستقبل

د. أبوحمور:  كفاءة التخطيط والاستراتيجيات تعكس قدرة التنمية المستدامة على مواجهة التحديات

 د. أبوحمور: ضرورة تعزيز البحث العلمي والربط بين مخرجاته وعملية التخطيط وصنع القرار

 

صراحة نيوز –  ألقى د. هيثم حجازي الأمين العام الأسبق لرئاسة الوزراء ورئيس ديوان الخدمة المدنية السابق، محاضرة حول “استشراف المستقبل من منظور حكومي” ضمن لقاء منتدى الفكر العربي، الذي أداره وشارك فيه الأمين العام للمنتدى ووزير المالية الأسبق د. محمد أبوحمور، وذلك مساء يوم الأحد 27/1/2019. وتناولت المحاضرة جملة من التحولات والتغيرات والتطورات التي تؤثر في مختلف جوانب الحياة، والتي تتأثر بها الوزارات والمؤسسات الحكومية، وما يتعرض له القطاع الحكومي من ضغوطات متنامية من أجل زيادة الخدمات وتحسين نوعيتها.

وفي الكلمة التي قدم بها د. محمد أبوحمور للمحاضرة قال: إنها تتعلق بجانب كبير الأهمية في حقل الدراسات المستقبلية أو “المستقبليات”، من حيث كفاءة التخطيط والاستراتيجيات لدى الحكومات ضمن المنهجية العلمية، والذي ينعكس في تنمية مستدامة قادرة على مواجهة التحديات واستشراف الطريق نحو المستقبل الأفضل الذي يساهم فيه الجميع.

وأشار د. أبوحمور إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الاهتمام بتطوير أدوات وتقنيات الاستشراف المستقبلي في السياسات الوطنية والقومية على مستوى الوطن العربي بشكل عام، للتعامل مع التغيرات المتسارعة في الحياة، وإيجاد الحلول الملائمة للتحديات التي تمكن الحكومات من التنفيذ الأمثل للسياسات الاقتصادية والبيئية المتعلقة خصوصاً بالاحتياجات المعيشية والخدمية للمواطنين؛ داعياً إلى تعزيز إمكانات البحث العلمي والربط بين مخرجاته وعملية التخطيط وصنع القرار، والتشبيك بين المراكز البحثية والجامعات والحكومات العربية والمؤسسات الدولية العاملة في اختصاص الدراسات المستقبلية من مبدأ التكامل والشمول.

وأكد د. هيثم حجازي في محاضرته أن مواجهة التحديات وتحسين الأداء لاستشراف المستقبل من السبُل التي يمكن للقطاع الحكومي انتهاجها في هذا المجال، وبحيث تصبح اسلوب عمل وممارسة يومية، للوصول به الى مرحلة تحقيق التميز.

وقال: إن استشراف المستقبل هو “مظلة الأساليب والمناهج التي تتخذ من حالة عدم التأكد والتقلب والتعقيد والغموض نقطة انطلاق نحو تعرُّف المستقبل المحتمل والممكن، ومن ثم توليد الحدس والتبصرات التي تساعد على القيام بالخطوات اللازمة للتحول نحو المستقبل” وصنعه وإدارته بالشكل الملائم. وبالتالي، فإن عملية استشراف المستقبل لا تهدف إلى إصلاح الماضي، ولا إلى الحدّ من الأخطاء التي تُرتكب في الحاضر، وإنما تعمل على تكوين الصورة المثلى للمستقبل، والتخطيط له انطلاقاً من الحاضر الذي نعيشه.

وأضاف د. حجازي أنه لا بد من تأكيد حقيقة أننا في بلداننا العربية لم نقترب حتى اليوم من حدود استشراف المستقبل، بسبب منظومة فكرية لدى نسبة كبيرة من صناع القرار تحمل في طياتها أفكاراً مغلوطة عن عملية استشراف المستقبل، على الرغم مما لهذه العملية من فوائد جمة.

كما أوضح د. حجازي أن الحديث عن استشراف المستقبل من منظور حكومي يقود إلى مجموعة من الحقائق التي يجب على الحكومات أن تتذكرها بشكل دائم، وأن تعمل في ضوئها إذا أرادت أن تكون حكومات مستقبل فاعلة، تسعى نحو الوصول بالمجتمع إلى مصاف الرقي والتقدم. وفي مقدمة تلك الحقائق التزام الحكومات بعملية استشراف المستقبل بشكل مستمر لتستطيع مواكبة التغيرات والتطورات التي تحدث داخل الدولة وفي محيطها الخارجي، وكذلك على المستوى العالمي ، وتخليها عن فكرة أن واجباتها تنحصر فقط في مدة عملها وبقائها في السلطة، أي القفز للتفكير خارج الصندوق وبطريقة غير تقليدية، تستطيع معها في نهاية المطاف أن تقدم للمواطنين أفضل الخدمات، وبأسرع وقت، وبأقل كلفة، وأقل جهد.

وأوضح أن التعامل مع الأزمات والمشكلات بالقطعة، ومن خلال مبدأ رد الفعل وليس من خلال استراتيجيات وخطط واضحة، يتنافى مع طبيعة حكومات المستقبل في الدول المتقدمة.

 

الاخبار العاجلة