صراحة نيوز – بقلمموسى العدوان
نعم . . إن ذكْر اسم وصفي التل، يقضّ مضاجع بعض كبار المسؤولين، لأن وصفي يسكن في قلوب كل الأردنيين. فلم يكن فاسدا بل حارب الفساد والفاسدين، ولم يمد يده ليستولي على المال العام، واستشهد وهو مدين لإحدى مؤسسات الدولة. ولم يسجّل باسمه قطعا من الأراضي على شواطئ العقبة أو البحر الميت ليستثمرها لنفسه. ولم يبع مؤسسات الوطن، بل شجع المواطنين على زراعة الأرض خاصة بالقمح، وأنشأ معسكرات الحسين للشباب، وحافظ على مصالح الشعب، وفتح أبواب مكتبه للمواطنين، وحارب واستشهد من أجل تحرير فلسطين.
وبما أن ذكر اسم وصفي التل – رحمه الله – يزعج بعض من يسمون كبار المسؤولين السابقين أو الحاليين لاسيما وأن كرسيه ما زال شاغرا، فعلى المواطنين أن يرفعوا صورة وصفي الرمز في مناسباتهم الاجتماعية، لعل الله يقيض لنا ” وصفي الجديد ” في هذه الظروف العسيرة.
وبهذه المناسبة أذكّر القراء الكرام ببعض الأبيات من قصيدة الشاعر حيدر محمود وعنوانها ” ارجع ولو شوكة في الخصر توجعني ” :
قدْ عادَ من موتِهِ ” وصفي ” ليسألـَـني :
هل ما يزالُ على عـَهْدي بهِ .. وَطــَني ؟
و لمْ يَقلْ – إذ رأى دمعي يُغالبُني –
ألا ” كفى ! ” و أعيدوني إلى ” كفني “
فباطنُ الأرض ِ للأحرار ِ أكرمُ منْ
كل ِّالذي فوقَ ظهر الأرض ِ من عَفـَن ِ
ماذا أقولُ لهُ ؟ : إني تركتـُك للـ
تـُجار ِ ، في النَار ِ، ” كي يمتد َّ بي زَمـَني “؟
ما كـُنتُ أُوثرُ أن يمتدَ بي لأرَى
بـَحْري .. يُراودُني ..عني ، وعن ” سُـفـُـني “
لقد رأيتُ الذي حذ ّرت منه : أذىً
على أذى ً ، وأسىً كالظـل ّ يـَتـْـبعُني
عن كـُلّ ِ هَمّ ٍ أنا المسؤولُ ، أدفعُ ما
لا يستحقُ عليّ َ الدفعُ من ثمن ِ !
دفعتُ حتـّى فواتيرَ اللـّصوص ِ ، وما
أزالُ أدفعُها في السّـر ِّ ، والعـَلـَن ِ
هذا زمانُ ” نـَعَمْ ” .. في أبجديَة ِ مَنْ
لم يَبـْـقَ مـِن ْ خيْـلـِهـِم ْ فيهـِم ْ سوى “الرّسَنِ!”
“وصفي ” ! وأعرفُ أن ّ الرُوحَ تـَسمعُني
إرجـِعْ ..ولو شوكة ً في الخصر ِ توجعُني
أو زهرة ً ًمن زُهور ِ القــَفـْر يابسة ً
تحمي بقايايَ : من ضَعف ٍ، ومن ْ وَهَن ِ
إرجع كعُصفور ِ ” دُوريّ ٍ ” ،يُذكَــّرُنا
بأنَ ثمَة َ غـُصـْـنا ً ، بعدُ ، لم يـَهُن ِ
وأنَ ثمَة َ لحْـنا ً ليسَ يَسمعُهُ
الاَ الذين َ لهُم قلبان ِ في الأ ُذن ِ
هذا حِمانا ، و نحنُ العاشقونَ لهُ
وأنتَ في كـُلِ قلبٍ غير ِ مُرتهَن ِ
تاريخ النشر : 13 / 4 / 2019