لسنوات خلت ولاسباب ادارية داخلية عاشتها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون واخرى تمثلت بارتباطها المباشر مع الحكومات الاردنية المتعاقبة تغيرت نظرة المواطنين للشاشة الوطنية واصبحت من وجهة نظر الغالبية بمثابة اداة في يد الحكومات حيث فقدت مصداقيتها وتأثيرها في الرأي العام وهي التي كانت ولفترة طويلة من الزمن والى جانبها البرنامج الاذاعي البث المباشر قوة اعلامية مؤثرة محليا وخارجيا .
وأذكر ويذكر معي الكثيرون القامات الاعلامية التي برزت وابدعت في التعامل مع مختلف الموضوعات وبخاصة في الشأن المحلي وكيف ان جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه كان يستمد المعلومات من خلال ما تبثه الشاشة والاذاعة معا وكثيرا ما كان له مداخلات في صلب الموضوعات المثارة .
في السنوات اللاحقة ونتيجة لثورة الاتصالات على مستوى العالم شهدت المنطقة والاقليم انطلاق مئات المحطات الاذاعية والقنوات والفضائيات ما جعل مؤسستنا الوطنية غير قادرة على منافستها لسببين رئيسيين الأول مادي ويتعلق بالتقنيات والثاني اداري يتعلق بسيطرة الحكومات المتعاقبة على توجهاتها ولا نخفي سرا ان المؤسسة ولاعتبارات عديدة منها ايضا ان تولى قيادتها ما اصطلح على تسميتهم بقادة البراشوتات من رؤساء مجالس ادارة ومدراء تنفيذيون والذين يتم اختيارهم دون اسس موضوعية كتنفيعة من صاحب القرار ما اثقلها بكم كبير من الموظفين الذين لا حاجة لهم ما زالت تعاني منه المؤسسة على قاعدة كثرة الزحام تعيق الحركة .
وفي الوقت نفسه لا ننكر ان محاولات جرت سابقا من قبل بعض من تولوا قيادتها وتجري في عهد ادارتها التنفيذية الحالية لتصويب مسيرتها باجراءات جراحية قاسية لكنها لم تكتمل بسبب التغول الحكومي الذي ما زالت تعاني منه .
ما تقدم اسهم بصورة كبيرة الى تراجع مشاهدي الشاشة بوجه خاص لا بل اصبح مشاهدتها ومتابعتها مثار تندر الغالبية بسبب ضعفها في متابعة الاحداث والقضايا كما تفعل الكثير من المحطات الفضائية وهو ما انعكس سلبا على ثقة المواطن الاردني بالاعلام الرسمي بمختلف وسائله ومنها التلفزيون الاردني .
من هنا تولدت فكرة انشاء فضائية اردنية بمستوى المنافسة اقليما وقادرة على كسب ثقة المواطن الاردني فجاء تأسيس فضائية ” المملكة ” في منتصف عام 2015 كمؤسسة اعلامية مستقلة لها موازنتها الخاصة ومجلس ادارة وادارة تنفيذية لا علاقة لمؤسسات الدولة بها أو سيطرة عليها من قبل اية جهة ليتم ادارتها بمنتهى الحرية والاستقلالية بعدما تيقن لصانعوا القرارت استحالة أن يتم معالجة ضعف متابعة المواطنين للشاشة الوطنية في وقت قصير ومهما شهدت من تطوير وان المعالجة السليمة تكمن في انشاء محطة منافسة ذات استقلالية وامكانات مادية وهو ما تم بالنسبة لفضائية المملكة والمتوقع ان تنطلق بتاريخ 16 تموز الحالي .
الملاحظ هنا ومع قرب انطلاق فضائية المملكة التي بدأت بحملة ترويجية للتعريف بتردداتها وبرامجها والتي اغلبها سيكون مباشرا ويتعلق بالاحداث والقضايا على المستويين المحلي والأقليمي بعد ان اعدت عدتها من تجهيزات وتقنيات عالية واستوديوهات وكوادر متخصصة تضم مقدمين ومحاورين مشهود لهم وكذلك مندوبين لها في جميع محافظات المملكة وعدد من الدول ان بتنا نشهد فئة الشد العكسي وقد انطلقوا لوضع العصي في دواليبها كما هو شأنهم دائما حيال الكثير من الموضوعات الوطنية بسبب قصر في النظر وانعدام في الرؤيا .
قوة الاعلام لا تقل عن قوة الأسلحة الفتاكة ان لم تزد ولنا في ذلك العديد من الشواهد وبخاصة خلال الحروب حيث تركز الدول على الاعلام بصورة كبيرة وتزداد قوة الاعلام حين يكون صادقا وشفافا في التعامل مع الأحداث والقضايا والموضوعات وهو الذي نريده من جميع وسائل اعلامنا الاردني سواء الرسمي أو الخاص
لنمنمح ادارة فضائية المملكة فرصتهم فالأمل ان تكون بمستوى تطلعات الشعب الاردني الشغوف لإعلام موضوعي وصادق بمعنى هذه الكلمة .