صراحة نيوز -المهندس سليمان عبيدات
وفق بعض الآراء، ان الضوء الأخضر الأمريكي لدخول الجيش التركي الشمال السورية لن يكون مجاني، وإنما هو توريط تركيا في حرب استنزاف لا يمكن رصد نتائجها، و هذه الحرب ستؤثر على اقتصادها وتكون السبب الرئيس في التخلص من حزب التمنية والعدالة الحاكم ورئيسه اوردغان، والعودة لحكم المعارضة الأقرب للكيان الصهيوني، وفي المقابل هناك آراء تقول ان هناك ملامح توافق “روسي تركي سوري” على هذا الاجتياح، والكُل يفكر لتحقيق مصالحه .
وفق المخطط التركي للعملية، سيتم التخلص من تهديد المنظمات المسلحة الكردية على طول الحدود، ثم يليها نقل ملايين اللاجئيين السوريين من تركيا ودول اخرى، وتأمين مسلحي الجيش الحر في المنطقة الآمنة والاستفادة من خدماتهم في حفظ أمن الشريط الحدودي بعد نجاح مهمتها العسكرية .
دخول روسيا والعراق على خط الوساطة بين تركيا وسوريا، ربما للتقريب وجهات النظر وترطيب العلاقة، ثم الترتيب لما بعد الانسحاب التركي من الأراضي التي دخلوها، وتأمين الحدود بين البلدين وضمان عدم عودة المسلحين الأكراد للمنطقة ليُصبح موضوع المطالبة بالانفصال في عالم النسيان .
أما العراق فتبحث عن أمرين، الأول : عدم دخول المسلحين الاكراد السوريين والانتقال الى منطقة كردستان العراق ، وثانياً : البحث عن حل لمنطقة الحكم الذاتي ووقف المحاولات الانفصالية عن الحكومة الأم ما دامت الفرصة سانحة لحل هذا الموضوع، حبث أن اكراد العراق يُعانوا اصلاً من غدر حليف الأمس امريكا الذي تركهم بلا غطاء، لذلك سيصبح الوضع الذي كان مرفوضاً سابقاً مقبولاً الآن بل يُعتبر الحل الأمثل، كيف لا وهم يستحوثوا على منصب رئيس دولة العراق، وشركاء في كل المناصب العامة في الحكومة والبرلمان .
اذا استطاعت الدول الأربعة “روسيا و تركيا و العراق و سوريا التوافق على الخطوط العامة وضمان حماية تنفيذها، لن يتبقى سوى مناقشة التفاصيل .
النتيجة المتفائل المتوقعة، “قد يحقق الكل مراده ”
– تركيا تكون قد أبعدت المسلحين الأكراد عن حدودها 32 كم وضمان أمنها، وعودة اللاجئين الى الداخل السوري وزوال عبئ اللجوء عن كاهلها، ويتخلص الرئيس التركي من انتقاد المعارضة لوجود اللاجئين على ارضها .
– أما سوريا ستحافظ على وحدة اراضيها، وزوال شبح المطالبة الكردية بالانفصال وحل مشكلة اللاجئين .
– أما روسيا فتكون قد حافظت على قاعدتها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتُثبت لأصدقاءها والعالم مصداقية عالية بالحفاظ على مصالح حلفاءها حتى ولو اختلفوا فيما بينهم .
– أما الخاسر الوحيد كالعادة فهم الأكراد، بسبب تحالف قياداتهم مع أمريكا التي طالما خذلتهم ولم يتعلموا من تجاربهم السابقة .