ما تشهده صحيفة الغد هل هو مقدمة لانهاء خدمات صحفيين ؟

26 أبريل 2019
ما تشهده صحيفة الغد هل هو مقدمة لانهاء خدمات صحفيين ؟

صراحة نيوز – اشارت مذكرة اصدرها زملاء صحفيون يعملون في صحيفة الغد ان ادارة الصحيفة خفضت عقوبة التلفظ بعبارات الاساءة للذات الإلهية والدين والتحرش الجنسي الى إنذار أول فيما شددت العقوبة في حالة اعتداء موظف على أخر بانهاء خدمات المعتدي دون اشعار .

ولفتوا في المذكرة الى ان ذلك جاء في نظام جديد اقرته ادارة الصحيفة وتمت المصادقة عليه من قبل وزير العمل مطالبين بتجميد  النظام الداخلي وكف يد الادارة، التي تتسم بالتعسف، على التحرير والصحفيين بحسب ما جاء في المذكرة .

وجاء ايضا انه تم تسليم المذكرة الى تقيب الصحفيين ومن المتوقع مناقشتها خلال اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين المقرر عقده يوم غد السبت .

مراقبون لتداعيات ما يجري في صحيفة الغد يرون ان ذلك مقدمة لانهاء خدمات صحفيين في ظل تراجع متابعة الصحف الورقية بصورة كبيرة وارتفاع كلفة اصدارها

الصحفيون الموقعون على المذكرة سلموها اليوم لنقيب الصحفيين راكان السعايدة وتم وضعها على جدول اجتماع طاريء لمجلس النقابة غدا السبت بعيد اجتماع الهيئة العامة

نص المذكرة 

بعد التحية..

نتقدم بداية لكم بكل الاحترام والتقدير لمواقفكم في متابعة وتبني قضايا الصحفيين في جريدة الغد وغيرها من الصحف والمؤسسات، ونستذكر معكم متابعتكم ولقاءاتكم برئاسة تحرير الغد وادارتها، تحديدا حول مطالب وقضايا حقوقية سبق وان وردت عبر مذكرات ومشاورات معكم.

ونود بهذه المذكرة وضعكم بصورة بعض التطورات، التي باتت تقض مضاجع الصحفيين في الجريدة، في ظل خروج ادارة الصحيفة بنظام داخلي جديد، يمكن وصفه بنظام عقوبات دون اية حقوق ودون اعتبار لاية ابعاد تتعلق بالعمل الصحفي والادارة الصحفية والذي –وكما تعلمون ايها الاساتذة- له فروقاته وظروفه وطبيعة مختلفة الى حد كبير عن باقي المهن، يجب ان تراعى وان تؤخذ بالحسبان هذه الفروقات، ليس تمييزا للصحفي بل حماية له ولتمكينه من اداء دوره المهني والوطني وكممثل لصوت المجتمع ومهنته المقدسة، وبعيدا عن وضعه بظروف قاهرة وضاغطة تهدده برزقه وعمله وتتركه اسيرا لرغبات وحسابات وتعسفات الادارة.

ولم يكن مثل هذا النظام الجديد، على كل مساوئه وعدم مشاورتنا به لا كصحفيين ولا كمجلس تحرير، ليثير قلقنا ويوتر اجواء الصحيفة والصحفيين لولا ما يتردد من رئاسة التحرير والادارة، تصريحا احيانا وتلميحا احيانا واحيانا اخرى تسريبا ورسائل مجهولة النسب، بوجود توجهات لاعادة هيكلة تركز بما تبقى من العام الحالي على الكوادر الصحفية بعد ان طالت بكل قساوتها الكوادر الادارية والعمالية، واستنادا لذات الاسلوب الذي اعتمد مع تلك الكوادر العمالية والادارية بغالبيتها، من تطفيش وفصل تعسفي او تضييق وتطفيش ودفع للاستقالة دون اية مراعاة لظروف انسانية او حقوقية ولا اعتبار لادمية الانسان!

لن نفصل هنا بما ورد بالنظام الداخلي، وسنرفقه لكم مع هذه المذكرة، لكن نود ان نلفت هنا الى ان رئاسة التحرير وفي جدالها معنا كصحفيين تؤكد ان النظام سيبدا تفعيله اعتبارا من الاول من ايار المقبل، وان التركيز سيكون على العقوبات في مجالات الدوام والانتاجية، والتي قد لا يختلف عليها اثنان لو وردت بسياق الحرص على الكوادر الصحفية وعلى تحفيزها للعمل والابداع ومعالجة مختلف التشوهات، لكن ما يرد في النظام الداخلي وما تعلنه رئاسة التحرير هو ان التاخير عن الدوام (ونتحدث هنا للصحفي) لثلاث مرات يستوجب خصم راتب وانذار ومن ثم الفصل، طبعا كل ذلك يتم مع تغول منصب المدير العام والادارة في كل بنود النظام الداخلي المقر على مفاصل الصحيفة وغياب لاية نصوص قانونية تتعلق برئيس التحرير فيه وبما يخص العمل الصحفي والكادر الصحفي!

ونلفت عنايتكم الى ان النظام الداخلي لم يكن يعمم على الصحفيين منذ العام 2004، لانه لا يعنيهم ولا يطبق عليهم، الا في حالات محدودة جدا. كما لم يسبق وان قبل أي رئيس تحرير سواء في الغد او غيرها تطبيق مثل هذه الانظمة على الصحفيين، حيث يترك له باب من المرونة تراعي طبيعة العمل الصحفي، فيما الاستاذ رئيس التحرير مكرم الطراونة يؤكد لنا ان هذا النظام سيطبق علينا، ودون تراجع.

في هذا السياق، وللمفارقة المحزنة التي تثير السخط لدينا، نشير لكم هنا الى ما ورد من مفارقة لافتة ة مخزية، حيث تم في النظام الداخلي الجديد – وللاسف ايضا ان وزير العمل يصادق رسميا على ما ورد به- وفي المادة (36 ذ) ما نصه: “اذا اعتدى الموظف على احد رؤسائه او زملاءه او على اي شخص آخر أثناء العمل أو بسبه وذلك بالضرب او التحقير يعاقب بإنهاء الخدمات بدون اشعار”. وايضا “التعدي على مدير ورئيس او موظف بالصوت العالي او شتم او الضرب عقوبته فصل بدون اشعار”.

في ظل هذا التشدد الذي يصل لحد الفصل دون اشعار للموظف اذا تعدى على مدير او رئيس بالصوت العالي، لجات ادارة الصحيفة ورئاسة التحرير الى خفض “عقوبة التلفظ بعبارات إساءة للذات الإلهية و\ او الدين او التحرش الجنسي الى انذار اول”!! مع ان هاتين المخالفتين تعدان جريمة يعاقب عليها بموجب قانون العقوبات، وهو امر يسيء لنا جميعا ولا نرضاه لمؤسستنا ونستنكر باشد العبارات موافقة وزير العمل على مثل هذا الاستهتار الذي ارتكبه مجلس ادارة وادارة الجريدة.

السادة نقيب واعضاء مجلس نقابة الصحفيين الاكارم

وبعيدا عن الإطالة، فان زملاءكم بالغد يلخصون في هذه العجالة مطالبهم، التي يتوقعون وياملون منكم وكما عهدناكم نصراء للحق وللمهنة ولحقوق الزملاء وعدم التعسف عليهم من اية جهة كانت، ونطالبكم بالتدخل مع رئاسة التحرير والادارة وتمثيلنا:

1- تجميد النظام الداخلي المعتمد دون العودة لنا، واعادة صياغته بمشاركة الصحفيين\ او ممثلين عنهم.

2- كف يد الادارة، التي تتسم بالتعسف، على التحرير والصحفيين.

3- صرف راتب الثالث عشر في 1\5\2019 كما تم الاتفاق عليه مع نقابة الصحفيين سابقا، ودون مماطلة واستهتار بالصحفيين.

4- صرف الزيادة السنوية المقررة بالتوافق مع النقابة وباثر رجعي من بداية العام الحالي في 1\5\2019 ودون تسويف ووعود هلامية ثبت دائما عدم الالتزام بها.

5- تعديل اتفاقية التامين الصحي بالغاء زيادة قيمة اشتراك الموظف الكبيرة التي اثقلت كاهل الجميع، وايضا اعتبارا من 1\5\2019 .

6- تشكيل لجنة نقابية لصحفيي جريدة الغد يختارها صحفيو الجريدة باجتماع يعقد بنقابتنا الموقرة انتخابا ديمقراطيا وبصورة سريعة، لتكون ممثلة مباشرة للصحفيين بالحديث مع الادارة ورئاسة التحرير، وان تكون تحت مظلة نقابتنا التي نجل.

وأخيرا..
نتمنى عليكم التسريع بالتصدي لما طرحنا أعلاه، وازالة حالة القلق والاحتقان التي تمور بها الصحيفة، خاصة وان الزملاء بالغد لن يتنازلوا عن حقوقهم تحت اي ظرف، ولن نرضى بان تتغول ادارة على هذا الفريق الصحفي المحترم، ولن نسمح للادارة بالمس باي زميل، انذارا او خصما لراتب او فصلا تحت اي ذريعة. وكل الاجراءات القانونية والنقابية مفتوحة امامنا ولن نتردد باللجوء اليها دفاعا عن ارزاقنا وحقوقنا.

الاخبار العاجلة