ما حقيقة حدوث الحرائق بشكل يومي في مستودعات الفوسفات بالعقبة
11 أغسطس 2022
صراحة نيوز – سحابة دخانية سوداء كبيرة انتشرت في سماء عروس البحر الأحمر جراء حريق في مستودعات شركة مناجم الفوسفات المتواجدة في المجمع الصناعي في محافظة العقبة ، بعد أن داهمت النيران أحد المستودعات وأُضرمت في مادة الكبريت بحسب تصريحات مدير المجمع الصناعي عبدالعزيز العبادي .
هذا الحريق المهول الظاهر في مقاطع الفيديو المنتشرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي هو الثاني من نوعه خلال مدة لم تتجاوز الأسبوع ، في الوقت الذي لم تجف فيه بعد دموع أهالي ضحايا حادثة حامض الكلورين على من فقدوهم بسبب الإهمال والتجاهل لقواعد وأسس السلامة العامة في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال أو الانفجار .
وعلمت أخبار البلد من مصدر قريب أن الحريق الذي نشب في مستودعات الشركة نجم بسبب استعجال العاملين في الموقع لإنهاء أعمالهم بسرعة فائقة وكبيرة لاستقبال رئيس مجلس الإدارة معالي الدكتور محمد الذنيبات والمدير التنفيذي في الشركة المهندس عبدالوهاب الرواد اللذان كانا ينويان زيارة المستودعات في الفترة المقبلة بحسب المصدر .
وأضاف أن الحريق والسحابة الدخانية الظاهرة في الفيديوهات المصورة تشير إلى أن الحريق احتوى على مواد بترولية قابلة للاشتعال ولم يقتصر على مادة الكبريت فقط ، وهو الأمر الذي يؤكده لون الدخان الأسود الكثيف الذي لا يصدر إلا من خلال احتراق المواد البترولية بشكل كبير .
وبين بأن إجراءات السلامة العامة المعمول بها في المستودعات التابعة للشركة متواضعة وبسيطة على الرغم من أن المدير التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات المهندس عبدالوهاب الرواد “مسؤول السلامة العامة في الشركة الهندية الأردنية للبتروكيماويات سابقا” لم تمضِ فترة طويلة على زيارته للمستودعات للاطمئنان على سير الأعمال فيها ، متسائلاً عن جدارة المقاول المنفذ للعمل في المتسودعات وإلمامه بخطورة المواد المتواجدة في المستودعات لتجنب مثل تلك الحوادث الكارثية .
ولفت المصدر إلى خطورة التصريحات الصادرة من مدير المجمع الصناعي عبدالعزيز العبادي لمراسل التلفزيون الأردني حول الحرائق التي تنشب في المستودعات ، والتي أكد من خلالها أن تلك الحرائق مستمرة وتنجم بشكل يومي تقريباً بمعدل ثلاث إلى أربع مرات يومياً ، وهو الأمر الذي يدل على أن إجراءات السلامة العامة المعمول بها في المستودعات المتواجدة في المجمع الصناعي كارثية وخطيرة على العاملين في المجمع بشكل كبير ، مشيراً إلى أن الجرة “لن تسلم في كل مرة” .
وأشار إلى أن ظهور “سقف الهنجر” في الفيديوهات المنتشرة وهو في حالة اشتعال كامل يكشف بأن السقف مصنع من مواد قابلة للاشتعال وهو أمر مرفوض كلياً وممنوع منعاً في باتاً في تلك المواقع التي تحتوي على مواد سريعة الاشتعال والقابلة للانفجار ، مطالباً بالإسراع في تصويب أوضاع السقف والتأكد من خلوه من مواد قابلة للاشتعال قبل أن يتسبب ذلك السقف في كوارث أخرى لا قدر الله .